BBC العربية
قال الجيش الإسرائيلي إن صاروخا أُطلق من جنوب لبنان باتجاه وسط إسرائيل، وإن الجبهة الداخلية لم تفعّل صفارات الإنذار.
وذكرت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن صفارات الإنذار تدوي في بلدة المنارة بالجليل الأعلى خشية إطلاق صواريخ من لبنان، وذلك بعد ساعات من سماع دوي انفجار في تل أبيب الكبرى، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وفي سياق عملياته في الجنوب اللبناني، قدّم الجيش الإسرائيلي اعتذاره عن قصف مركبة تابعة للجيش اللبناني أمس أسفر عن مقتل ثلاثة جنود على طريق عين ابل – حانين في الجنوب.
وقال إن القصف كان يستهدف مركبة تحمل أسلحة تابعة لحزب الله، قبل أن يتبيّن لاحقاً أنها تابعة للجيش اللبناني.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان الإثنين أن الطيران الإسرائيلي خرق جدار الصوت في أجواء بيروت وعرمون، تزامناً مع غاراته المستمرة على بلدات الجنوب، آخرها سلسلة غارات استهدفت منطقة كفرجوز – النبطية، وبلدات برعشيت، ديركيفا، وقلاوي واطراف بلدة عين بعال، وغارات متكرّرة على عيتا الشعب.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارات الأخيرة على الجنوب اللبناني أسفرت عن مقتل أربعة مسعفين وإصابة خمسة آخرين، لترتفع الحصيلة الإجمالية للضحايا منذ بدء الحرب الحالية في لبنان حتى ليل الأحد إلى 2483 قتيلاً و11628 جريحاً.
من جانبه، أعلن حزب الله أن شنَّ هجومًا جويًا بسرب من المسيرات الانقضاضية على ثكنة يفتاح وأصاب أهدافها بدقة، كما قصف معسكر كيلع وثكنة يوآف في الجولان السوري المحتل بصلية صاروخية كبيرة بعد ظهر الاثنين.
كما شنت إسرائيل غارة في سوريا استهدفت سيارة في حي المزة في دمشق الذي يضمّ مقرات أمنية وعسكرية سورية وأخرى لسفارات ومنظمات أممية، وقد أفادت وزارة الدفاع السورية أن شخصين قتلا وأصيب ثلاثة آخرون في الغارة الإسرائيلية. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن رئيس وحدة تحويل الأموال التابعة لحزب الله قُتل خلال الغارة التي نُفذت في سوريا.
إسرائيل تعلن القبض على شبكة “تجسس لصالح إيران”
أعلنت الشرطة الإسرائيلية الإثنين أنها تمكنت من فك شبكة تجسس كانت تجمع معلومات استخباراتية “لصالح إيران”. وأوضحت الشرطة أن الشبكة كانت تستهدف مواقع حساسة، بما في ذلك القاعدة العسكرية التي هاجمتها طائرة مسيرة تابعة لحزب الله قبل أسبوع، مما أدى إلى مقتل أربعة جنود.
وأضافت الشرطة أن جميع الأعضاء السبعة من الشبكة، الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، قد تم اعتقالهم. وأشارت التقارير إلى أن المشتبه بهم أكملوا حوالي ستمائة مهمة لصالح إيران، حيث جمعوا معلومات حول بنية الطاقة التحتية والقواعد العسكرية، وحددوا أيضا أهدافا بشرية محتملة.
و أفادت الشرطة بأن بعض المعتقلين تم القبض عليهم أثناء محاولتهم التجسس على “مواطن إسرائيلي كانت إيران تخطط لإيذائه”.
وقال بيان مشترك للشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي إن الأفراد المعتقلين كانوا “يدركون جيدًا” أن المعلومات الاستخباراتية التي قدموها “تعرض الأمن القومي للخطر وقد تساعد في شن هجمات صاروخية للعدو”.
وأضاف البيان أن المعتقلين حصلوا على مئات الآلاف من الدولارات مقابل المعلومات في “واحدة من أخطر القضايا التي تم الكشف عنها حتى الآن”، بحسب الشرطة الإسرائيلية.
ومع ارتفاع التوترات في المنطقة بشكل خطير، تتهم كل من إسرائيل وإيران بعضهما البعض بالتجسس وهناك عدة اعتقالات في كلا البلدين.
حراك دبلوماسي لتحقيق “تهدئة” في لبنان
قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى بيروت، آموس هوكستين، إن “الوضع في لبنان خرج عن السيطرة”، مشدداً على أن “ربط مستقبل البلاد بالنزاعات ليس في مصلحة اللبنانيين”. جاء ذلك خلال تصريحات نشرتها الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان بعد لقاء جمع هوكستين برئيس البرلمان اللبناني نبيه بري.
وأشار هوكستين إلى أن عدم تطبيق القرار 1701 هو السبب وراء احتدام واستمرار النزاع، مضيفاً أن “المجتمع الدولي ملتزم بإعادة الإعمار ودعم الجيش اللبناني”. وأكد أنه لن يتناول محادثات تعديل القرار 1701، بل سيركز على إمكانية تطبيقه.
من جانبه، علّق بري، الذي كُلف من قبل حزب الله بالتفاوض في إطار مساعي التوصل إلى وقف إطلاق النار مع إسرائيل، على اللقاء بالقول إن “العبرة في النتائج”.
وقدمت إسرائيل للولايات المتحدة الأسبوع الماضي وثيقة تتضمن شروطها للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان، بحسب رويترز.
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي قوله إن إسرائيل طلبت السماح لقواتها بالانخراط في “مشاركة فعالة” لضمان عدم إعادة تسليح جماعة حزب الله، وعدم إعادة بنيته التحتية العسكرية بالقرب من الحدود. كما طالبت “بحرية عمل قواتها الجوية في المجال الجوي اللبناني”.
وفي إطار الجهود الدبلوماسية الرامية لتحقيق تهدئة في لبنان، التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الاثنين برئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي.
وأكد أبو الغيط بعد اللقاء أن جامعة الدول العربية “تطالب بوقف فوري لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من أراضي جنوب لبنان، بالإضافة إلى عدم التدخل في شؤون البلاد”. وشدد على ضرورة تطبيق القرار 1701، مع ضمان “عودة النازحين إلى الجنوب دون تدخل إسرائيل، والحصول على ضمانات من إسرائيل بعدم التعرض لأبناء الشعب اللبناني والتوقف عن القتل العشوائي”.
وقبل هذا اللقاء، اجتمع أبو الغيط برئيس البرلمان نبيه بري، حيث أكد أن “الجامعة تقف إلى جانب لبنان في هذه المحنة”، معرباً عن أمله في “تحقيق الانفراجة المطلوبة”. وأوضح أن الأولويات الحالية تشمل “وقف إطلاق النار فورًا وانتخاب رئيس للبلاد”.
ويأتي الحراك الدبلوماسي في لبنان في وقت يوسع فيه الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية على مرافق يقول إنها “تابعة لحزب الله”، وشُنت غارات على فروع لجمعيّة “القرض الحسن”، وتعرضت “مواقع للحزب للقصف” في أنحاء لبنان، وفق ما أفاد به الجيش الإسرائيلي.