إسرائيل وحزب الله يتبادلان إطلاق النار وبلينكن يدعو لحل عاجل

من مايا الجبيلي وأمينة إسماعيل وجيمس ماكنزي وحميرة باموق

بيروت/القدس/لندن (رويترز) – قال مسؤولون لبنانيون إن ثلاثة صحفيين قتلوا في جنوب لبنان يوم الجمعة، بينما قالت إسرائيل إن حزب الله قتل شخصين في غارة في الشمال في الوقت الذي تضغط فيه واشنطن للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن هناك حاجة ماسة للتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع في لبنان، غداة قوله إن واشنطن لا تريد أن يطول أمد الحملة الإسرائيلية في لبنان.

وشنت إسرائيل هجومها الكبير على لبنان منذ شهر، وقالت إنها تستهدف جماعة حزب الله المدججة بالسلاح والمدعومة من إيران لإتاحة عودة عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من الشمال بسبب الهجمات الصاروخية عبر الحدود.

وتقول السلطات اللبنانية إن الحملة العسكرية الإسرائيلية قتلت أكثر من 2500 شخص وشردت ما يزيد على 1.2 مليون شخص، مما أدى إلى أزمة إنسانية.

واندلع الصراع منذ أن شنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هجوما على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، قال مسؤولون فلسطينيون يوم الجمعة إن الغارات الإسرائيلية أودت بحياة ما لا يقل عن 72 شخصا منذ مساء الخميس.

وفي خان يونس بقطاع غزة، وصف أحمد الفرا عملية انتشال أقاربه، ومن بينهم والدته، من بين الأنقاض في أثناء وجود دبابة موجهة إليه.

وقال “كنت أحاول أطلع أمي، لقيت دبابة. قلت راح أطلعها ولا بشوف الدبابة؟ إيش أسوي؟ صرت أطلعها بخوف. الكل نفس الإشي، يطلع بخوف”.

وفي شمال غزة، قال ممثل منظمة الصحة العالمية إن العاملين بالمنظمة شاهدوا “فوضى عارمة” بعد غارة إسرائيلية على مستشفى كمال عدوان.

وقالت إسرائيل إنها كانت تستهدف “إرهابيين وبنية تحتية إرهابية” في منطقة المستشفى وقتلت مسلحين في جنوب غزة.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية يوم الجمعة إن شخصين قُتلا في غارة على مجد الكروم في شمال إسرائيل، وذلك بعد أن ذكرت جماعة حزب الله اللبنانية في بيان أنها استهدفت بلدة كرميئيل في شمال إسرائيل بوابل من الصواريخ.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس على إكس “على العالم أن يوقف إيران الآن – قبل فوات الأوان”.

وأفادت قناة الميادين المؤيدة لإيران وقناة المنار التابعة لجماعة حزب الله في بيانين منفصلين بأن الصحفيين الذين قتلوا في جنوب لبنان هم المصور غسان نجار ومهندس البث محمد رضا من قناة الميادين، والمصور وسام قاسم من قناة المنار. كما أسفرت الضربة عن إصابة عدد آخر.

وقُتل خمسة صحفيين في غارات إسرائيلية سابقة على لبنان وهم يغطون الصراع هناك، من بينهم عصام العبدالله الصحفي المتخصص في وسائل الإعلام المرئية برويترز والذي قتل في 13 أكتوبر تشرين الأول 2023.

وقال وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري في منشور على منصة إكس “انتظر العدو الإسرائيلي استراحة الصحافيين الليلية لكي يغدر بهم في منامهم، وهم لم يتوقفوا خلال الأشهر الماضية عن تغطية الخبر في الميدان ونقله كشفا عن جرائمه الموصوفة. هذا اغتيال، بعد رصد وتعقب، عن سابق تصور وتصميم، إذ كان يتواجد في المكان 18 صحافيا يمثلون سبع مؤسسات إعلامية”. ووصف الهجوم بأنه “جريمة حرب”.

وقال محمد فرحات مراسل قناة الجديد اللبنانية لرويترز “سمعنا الطائرة تحلق على ارتفاع منخفض جدا، وهذا ما أيقظنا، ثم سمعنا الصاروخين”.

وأظهرت لقطات من فرحات سيارات متضررة ومقلوبة وبعضها مكتوب عليها “صحافة”.

وفي معرض تعليقها على الغارة على منصة التواصل الاجتماعي إكس، كتبت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحرية الرأي والتعبير أيرين خان “القتل المتعمد لصحفي هو جريمة حرب”.

ولم يصدر تعليق من إسرائيل التي تنكر بشكل عام تعمد استهداف الصحفيين.

وانسحب جنود حفظ السلام بقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) من موقع مراقبة في بلدة الضهيرة في جنوب البلاد يوم الثلاثاء بعد إطلاق قوات إسرائيلية النار عليه، حسبما أعلنت القوة يوم الجمعة.

ونفت إسرائيل تعمد استهداف القوة، لكن هجماتها السابقة على مواقع اليونيفيل أثارت إدانة دولية.

* قصف معبر حدودي

تشن إسرائيل غارات جوية على جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت وسهل البقاع وأرسلت قوات برية بالقرب من الحدود لتنفيذ ضربات على حزب الله.

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت أهدافا لحزب الله بالقرب من معبر جوسية الحدودي في سهل البقاع، ومواقع لإنتاج الأسلحة ومقر مخابرات تابعا للجماعة في بيروت.

وأضاف الجيش أن حزب الله استخدم المعبر الذي يسيطر عليه الجيش السوري لنقل الأسلحة إلى لبنان.

وقال وزير النقل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية علي حمية إن الغارة تسببت في خروج المعبر من الخدمة. ويعني ذلك أن المعبرين الواقعين في شرق لبنان أصبحا مغلقين، ولم يعد سوى معبر الحدود الشمالية للبنان مفتوحا إلى سوريا.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الضربات الجوية تعيق محاولات اللاجئين للفرار. وقالت رولا أمين المتحدثة باسم المفوضية إن نحو 430 ألف شخص عبروا من لبنان إلى سوريا منذ بدء الحملة الإسرائيلية. وكان لبنان في السابق وجهة رئيسية للاجئين الفارين من الحرب الأهلية في سوريا.

وأضافت أمين “الهجمات على المعابر الحدودية تشكل مصدر قلق كبير، فهي تقطع الطريق إلى بر الأمان أمام الفارين من الصراع”.

* “ضرورة ملحة”

جاءت الحملة الإسرائيلية على لبنان بعد عام من الأعمال القتالية المستمرة مع جماعة حزب الله التي أطلقت النار في الثامن من أكتوبر تشرين الأول 2023 عبر الحدود تضامنا مع حماس بعد يوم واحد من هجوم الحركة الفلسطينية على إسرائيل.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في لندن يوم الجمعة “لدينا إحساس بوجود ضرورة ملحة حقيقية للتوصل إلى حل دبلوماسي والتطبيق الكامل للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ليتسنى وجود أمن حقيقي على الحدود بين إسرائيل ولبنان”.

وأضاف أن من المهم أن “يكون لدى الناس على جانبي الحدود الثقة… للعودة إلى ديارهم”.

ويواصل حزب الله هجماته الصاروخية رغم الضربات المؤلمة التي تلقاها، ومنها مقتل الأمين العام حسن نصر الله. وقالت إسرائيل يوم الجمعة إن خمسة جنود قتلوا في قتال بجنوب لبنان، بعدما أعلنت يوم الخميس مقتل خمسة آخرين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته عثرت على مركز قيادة تحت الأرض في قرية قريبة من الحدود مع لبنان يمتد عشرات الأمتار.

وأضاف أن القوات عثرت أيضا على مخزن أسلحة سري في منطقة جبلية مليئة بالأشجار بالقرب من الحدود، وبداخله صواريخ مضادة للدبابات وقاذفات صواريخ وقنابل يدوية ونماذج مختلفة من الأسلحة النارية.

وعبرت واشنطن عن أملها في أن يتيح مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والعقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على إسرائيل، فرصة لإنهاء القتال. وهو ما اتفق معه العديد من كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي.

وقال مصدران أمنيان مصريان إن مسؤولين في مصر أطلعوا وفدا بقيادة رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) على محادثاتهم مع حماس وشروطها لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة.

وقالت إسرائيل إن رئيس الموساد دافيد برنياع سيلتقي مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري في الدوحة يوم الأحد.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لنظيره الأمريكي بلينكن في لندن إن هناك تطهيرا عرقيا يجري في شمال قطاع غزة.

وتنفي إسرائيل مثل هذه الاتهامات، قائلة إنها تعمل على فصل المدنيين عن مسلحي حماس ونقلهم إلى مناطق أكثر أمنا.

وقال الصفدي “الوضع الإنساني صعب حقا. عندما ننظر إلى شمال غزة نرى تطهيرا عرقيا، وهو ما يجب أن يتوقف”. وأضاف أنه ليس هناك أي شيء يبرر حصار المستشفيات.