BBC العربية
استفاقت أحياء من العاصمة السودانية الخرطوم في أول أيام عيد الفطر على وقع قنابل الطائرات والمدافع الثقيلة في هجوم للجيش بحسب بيان لقوات الدعم السريع صباح اليوم الجمعة،
في حين قالت قيادة القوات المسلحة إنها تقوم بعملية تمشيط بري في كامل ولاية الخرطوم، بعد ما وصفته بـ”نجاح عملية حسم جوي استهدفت نقاط وجود المليشيات في الخرطوم فجر اليوم”.
وتأتي هذه التطورات بعد موافقة فواة الدعم السريع على هدنة إنسانية مدتها 72 ساعة تبدأ من 6 صباح الجمعة، بناء على تفاهمات دولية وإقيلمية ومحلية.
وقالت قوات الدعم السريع في بيانها: ”بناء على تفاهمات دولية واقليمية ومحلية وافقنا على هدنة انسانية لمدة 72 ساعة تبدأ من الساعة السادسة من صباح اليوم بالتوقيت المحلي .وننوه الى ان الهدنة تأتي تزامنا مع عيد الفطر المبارك”.
وكانت العاصمة السودانية الخرطوم شهدت قصفاً مدفعيا خلال الليل على الرغم من الضغط الدبلوماسي على طرفي الصراع، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، للموافقة على وقف إطلاق النار.
وقال الجيش السوداني في بيان صدر ليلا إنه نشر الآلاف من عناصر القوات المسلحة “لعمل مسح بري لولاية الخرطوم” وذلك إثر “نجاح استهداف القوات المتمردة”.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان إنها تشجب ما وصفته بـ “السلوك البربري” من قيادة الجيش.
وقالت قوات الدعم السريع في بيانها ” هذه اللحظة التي يستعد فيها المواطنون لاستقبال أول يوم من أيام عيد الفطر المبارك، تستفيق أحياء العاصمة الخرطوم على وقع قنابل الطائرات والمدافع الثقيلة في هجوم كاسح استهدف بشكل مباشر الأحياء السكنية”.
ومن جانبه، قال أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق المتوسط، إن نحو 330 شخصاً قتلوا وأصيب ما يقرب من 3200 آخرين، منذ 15 أبريل/نيسان في القتال بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوم الخميس الأطراف المتحاربة في السودان الالتزام بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام على الأقل حتى يتمكن المدنيون المحاصرون في مناطق النزاع من الحصول على العلاج اوالغذاء والإمدادات الأساسية الأخرى.
وتزامنت دعوته لوقف إطلاق النار مع حلول عيد الفطر، عقب اجتماع افتراضي حول الأزمة، عقده الاتحاد الأفريقي.
وضم اجتماع الاتحاد الأفريقي الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، وتكتل شرق إفريقيا والاتحاد الأوروبي، ودولا ملتزمة بإنهاء الاشتباكات في السودان المستمرة منذ أسبوع. .
وقُتل المئات في الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، التي تتنازع حول عودة الحكم المدني للبلاد..
ولم يتمكن العاملون في المجال الإنساني من القيام بمهامهم بسبب الهجمات وعمليات النهب.
وقال غوتيريش إن وقف القتال يجب أن يتبعه حوار جاد، بما يسمح بانتقال ناجح للسلطة، يبدأ بتعيين حكومة مدنية.
وأدان غوتيريش استهداف العاملين في المجال الإنساني، وذكّر الأطراف بالتزاماتهم الدولية، بما في ذلك ضمان سلامة وأمن عمال الإغاثة.
وقال غوتيريش ” أشعر بقلق بالغ إزاء حالة موظفي الأمم المتحدة، وكثير منهم محاصرون في منازلهم في مناطق الصراع الدائر. نحن نبذل كل ما في وسعنا لنكون قادرين على دعمهم “.
ووقع معظم القتال في العاصمة الخرطوم حيث حوصر السكان في منازلهم منذ أيام.
وتتزايد الضغوط الدبلوماسية لإنهاء القتال في السودان الذي أودى بحياة أكثر من ثلاثمائة شخص الأسبوع الماضي.
وقال بيان للجيش السوداني إن قائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، تلقى مكالمات من قادة تركيا وجنوب السودان وإثيوبيا، بالإضافة إلى وزراء خارجية الولايات المتحدة والسعودية وقطر.
وفي وقت سابق، رفض البرهان إمكانية إجراء مفاوضات مع قوات الدعم السريع، قائلاً إنه لا يرى أي سبيل للخروج من الأزمة سوى الحل العسكري.
ومن جهته، قال قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، إن البرهان مجرم يجب تقديمه للعدالة.