BBC العربية
تقول عريفة سابقة في سلاح الجو الملكي البريطاني إن مكان عملها السابق “نادٍ للفتيان”، ينتشر فيه التحرش الجنسي وكراهية النساء ورهاب المثلية، وذلك بعد تعرضها للاعتداء الجنسي أثناء الخدمة.
وتقول سام، وهو اسم مستعار، إنها عانت من “كراهية النساء الدنيئة ورهاب المثلية والاعتداء الجنسي” أثناء عملها في الخدمة.
وغادرت بعد تعرضها لاعتداء جنسي من قبل زميل برأته محكمة عسكرية وسمحت له بمواصلة الخدمة.
وقال سلاح الجو الملكي البريطاني إن “حالات تاريخية مثل هذه أدت إلى سياسة عدم التسامح مطلقاً”.
وفي العام الماضي، قضت محكمة العمل بتعرّض سام للتحرش الجنسي.
كما وجدت أنه “لا يوجد جدل بأن اعتداء جنسيا قد وقع”.
انضمت سام إلى سلاح الجو الملكي البريطاني في سن التاسعة عشرة كفنية طائرات، حيث كانت واحدة من عدد قليل جداً من النساء في الفريق.
وفي أول مقابلة لها، قالت لبي بي سي إنها كانت تستمتع بوظيفتها، وإن تقارير تقييم العمل أشادت بها ووصفتها بأنها رائعة.
لكنها تقول إنها “اضطرت إلى العيش مع التحيز الجنسي المروع، حيث يشار إلى النساء بانتظام باستخدام لغة مسيئة على أنهن موضوع لنكات متحيزة جنسياً. وتتذكر حادثتين تعرى فيهما رجال أمامها”.
وكانت أيضاً ضمن أقلية كامرأة مثلية. وتقول إن ذلك لم يمنع زملاءها الذكور من “افتراسها” والقول إن بإمكانهم “تغييرها”، أي إقناعها بأن تصبح مغايرة للجنس.
وتقول سام إنها حاولت تحمّل ما يسمى بالمزاح، لكنها تضيف: “لقد فهمت سبب عدم بقاء الكثير من النساء في ذلك المكان، لأن هناك مجموعة يصعب الوجود فيها”.
وثبت أن الأمر أكثر صعوبة عندما أصبحت ضحية لاعتداء جنسي، بينما كانت نائمة.
وتقول سام إنها “تُركت لتعاني وحدها” عندما أبلغت عن الهجوم في صيف عام 2018، بعد تكليفها بالخدمة في جزيرة كريت اليونانية.
وكانت تقضي ليلة خارج القاعدة مع زملائها عندما تعرضت للاعتداء الجنسي من قبل عريف في فندق.
وتقول إنها شعرت “بضغط هائل لإخفاء ما حدث”.
الافتقار إلى اختبارات الطب الشرعي
عندما أبلغت عن الحادث في القاعدة في اليوم التالي، قالت إن بعض رؤسائها بدوا أكثر قلقاً بشأن خرق حظر التجول الذي قامت به سام وزملاؤها، أكثر من قلقهم على حالتها.
وأضافت: “لقد وجدت للتو الشجاعة لإخبار شخص ما وكنت أواجه مشكلة. لم يكن هناك تعاطف أو نصيحة بشأن ما سيحدث بعد ذلك”.
ومرت ساعات قبل استجوابها من قبل اثنين من أفراد شرطة سلاح الجو الملكي البريطاني -وكلاهما من الذكور.
كانا يفتقران إلى المعدات اللازمة لإجراء اختبارات الطب الشرعي المناسبة واضطرا إلى طلب المساعدة من قاعدة عسكرية أمريكية قريبة.
وفي عام 2019، تم تقديم ملف الاعتداء لمحكمة عسكرية، لكن تمت تبرئة المشتبه به – على الرغم من اعتراف المحكمة بالفشل في التحقيق. وسُمح للمشتبه به أن يستمر في الخدمة العسكرية. تقول سام إن الحكم جعلها “غاضبة جدا”.
وقالت “لقد أفلت من العقاب. لقد أصابني ذلك بالذهول”.
ثم قدمت سام تظلماً -ضمن الإجراءات المحددة في القوات المسلحة- استغرق إكماله ثلاث سنوات.
وخلص سلاح الجو الملكي البريطاني في النهاية إلى أن سام تعرضت لسلوك “مفترس بطبيعته (بما في ذلك) سلوك غير مرغوب فيه وله طبيعة جنسية ينتهك كرامتها ويخلق بيئة مخيفة أو عدائية أو مهينة أو مسيئة – والتي وصلت إلى درجة من التحرش الجنسي كانت خطيرة للغاية”.
وتقول سام إنها عانت من القلق والاكتئاب الشديد عندما عادت إلى المملكة المتحدة.
وتم رفض العديد من الطلبات التي قدمتها للتمركز أو العمل قرب شريكتها وعائلتها.
وفي عام 2021، خرجت من الخدمة العسكرية لأسباب صحية.
وفي ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، فازت بقضيتها بتهمة التحرش الجنسي في محكمة العمل، على الرغم من عدم تأييد ادعاء منفصل بالتمييز الجنسي.
وقد استأنف سلاح الجو الملكي البريطاني ضد القرار. ويقول إن الاعتداء وقع خارج القاعدة وإن أفراد الخدمة المعنيين قد خرقوا حظر التجول.
وقال متحدث باسم سلاح الجو الملكي البريطاني في بيان إن “مثل هذه الحالات التاريخية أدت إلى تطبيق سياسة عدم التسامح مطلقا، لإرسال رسالة واضحة مفادها أنه لن يتم التسامح مع السلوك الجنسي غير المقبول”.
وأضاف سلاح الجو الملكي البريطاني أن هناك الآن مجموعة من التدابير، بما في ذلك إنشاء وحدة الجرائم الخطيرة للدفاع، للتحقيق في مثل هذه الادعاءات.
لكن المحامية إيما نورتون التي مثلت سام، قالت إن قضيتها كانت “للأسف تحدث للكثير من النساء” في القوات المسلحة اللواتي اتصلن بها طلبا للمساعدة.
وقالت نورتون، التي تدير مركز القضاء العسكري الذي يقدم المشورة القانونية المستقلة للأفراد العسكريين: “إنهم جميعا يبلغون عن ثقافة جنسية، وعدم احترام للمرأة، وممارسة إلقاء اللوم على الضحية، ووجود نظام غير قادر تماما على دعم الضحايا”.
وتقول سام إنها لم تر أي دليل على حدوث تغيير في هذه الثقافة خلال حياتها المهنية التي استمرت 10 سنوات في سلاح الجو الملكي البريطاني. وتشير إلى حالات التحرش الجنسي الأخيرة في سرب السهام الحمراء التابع لسلاح الجو الملكي البريطاني.
وتقول: “أشعر بالأسف لأي فتاة صغيرة تنضم إليه، حيث يتحرش الرجال بهن جنسيا”. وأضافت “لقد حدث ذلك طوال الوقت” .