/العمانية/
مسقط في ١٣ نوفمبر /العُمانية/ يشهد القطاع الصحي في سلطنة عُمان تطوّرًا ملحوظًا لرفع كفاءته من خلال توسيع نطاق مظلة الخدمات الصحية والعمل على لامركزية الخدمات الصحية وخاصة الرعاية الصحيّة التخصُّصية.ويَمضي القطاع الصحي ممثلًا بوزارة الصحة قُدمًا في تطوير البنية الصحية بما يواكب تطلعات الحكومة و”رؤية عُمان 2040″ لتعزيزه وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين.
ويُقدم النظام الصحيّ العديد من الخدمات عن طريق المؤسسات المنتشرة في ربوع سلطنة عُمان، فحتى نهاية العام الماضي يوجد 90 مستشفى (منها 50 مستشفى تابعا لوزارة الصحة) وتشتمل على 7238 سريرًا بمعدل 14.7 سرير لكل 10 آلاف من السكان، كما يبلغ عدد المؤسسات الصحية الأخرى بوزارة الصحة 21 مجمعًا و192 مركزًا صحيًّا، بالإضافة إلى 27 وحدة لغسيل الكلى موزعة على جميع محافظات سلطنة عُمان.
وشَهِد العام الحالي افتتاح التوسعة الجديدة لمستشفى نزوى المرجعي، لترتفع طاقته الاستيعابية إلى 555 سريرًا بزيادة 245 سريرًا وبتكلفة إجمالية تبلغ 30 مليون ريال عُماني، وافتتاح التوسعة الجديدة بمستشفى صحار بتكلفة إجمالية بلغت 28 مليون ريال عُماني لترتفع الطاقة الاستيعابية للمستشفى إلى أكثر من 636 سريرًا، بزيادة 270 سريرًا لمواكبة التنامي المستمر على طلب الخدمات الصحية التخصُّصية.
كما شهد وضع حجر الأساس للمختبر المركزي للصحة العامة بولاية السيب بمحافظة مسقط بتكلفة إنشائية تُقدر بحوالي ١٨ مليونًا و٢٠٠ ألف ريال عُماني على مساحة تبلغ ١٨ ألفًا و١٥٥ مترًا، ويحتوي المبنى الرئيس على العديد من المختبرات منها الكيميائي، والجرثومي، والفيروسي، وتستغرق فترة تنفيذ المشروع قرابة الـ ٢٥ شهرًا، ومن المتوقع الانتهاء منه في النصف الأول من العام ٢٠٢٥.
وسيكون المختبر متطوّرًا ومزوّدًا بأحدث التقنيات والمعدات التي توصّل إليها العلم في مجال الفحوصات المخبرية، وجاء إعلان منظمة الصحة العالمية أخيرًا لاختيار مختبرات الصحة العامة المركزية بسلطنة عُمان مركزًا متعاونًا في مجال الأمراض المُعدية الناشئة والمُستجدّة، ويُعدُّ هذا الأول من نوعه على مستوى إقليم الشرق المتوسط، ويُمثل إضافةً جديدةً في سجل إنجازات سلطنة عُمان في المجال الصحي.
وشهد العام الحالي أيضًا إعادة تشغيل عمليات زراعة القرنية بمستشفى النهضة حيث يسعى البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء إلى توطين خدمة زراعة القرنية في سلطنة عُمان من خلال وجود بنك للعيون يعمل على تجميع وحفظ القرنيات من المتبرعين داخل سلطنة عُمان خلال السنوات الخمس القادمة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقديم هذه الخدمة في كل محافظات سلطنة عُمان.
ومن بين الإنجازات التي تحققت حصول المختبر الوطني لشلل الأطفال التابع لمختبرات الصحة العامة في سلطنة عُمان نسبة تقييم بلغت ١٠٠ بالمائة في اختبار الكفاءة لمختبرات شلل الأطفال لعام ٢٠٢٠ الذي تُقيمه منظمة الصحة العالمية.
وجاء هذا النجاح الذي حصده المختبر ليترجم الجهود الوطنية المبذولة من العاملين الصحيين في ظل جهود متواصلة وحرص دائم من جميع العاملين في وزارة الصحة على الحفاظ على الأمن الصحي في سلطنة عُمان والتميز بالأداء.
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية عن اختيار وزارة الصحة ممثلة بدائرة الأمراض غير المعدية مركزًا متعاونًا للبحوث والتدريب في مجال الأمراض التنفسية المزمنة نتيجة للدور الرائد الذي قامت به الوزارة بالتعاون مع شركائها وأهمها الرابطة العُمانية للجهاز التنفسي في دمج خدمات علاج الأمراض التنفسية المزمنة الأكثر شيوعًا في مؤسسات الرعاية الصحية الأولية وربطها بمستويات الرعاية الصحية الأخرى.
وتمكنت وزارة الصحة من تعزيز وتطوير الخدمات الصحية المقدمة للمرضى المصابين بالأمراض التنفسية المزمنة على كل مستويات الرعاية الصحية، كما قامت باستحداث 161 عيادة لمرضى الربو على مستوى الرعاية الصحية الأولية، مع توفير مجموعة واسعة من الأدوية الضرورية لمرضى الجهاز التنفسي.
وسيقوم المركز بدعم الإقليم والدول على مستوى العالم في مجال تطوير الخدمات الصحية المقدمة للمرضى المصابين بأمراض الجهاز التنفسي المزمنة الأكثر شيـوعًا كالربو وانسداد الشعب الهوائية المزمنة.ويُعدُّ هذا المركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية هو الثالث في سلطنة عُمان، حيث تعد وزارة الصحة مركزًا متعاونًا مع منظمة الصحة العالمية في مجال سلامة المرضى وفي مجال الأمراض المعدية الناشئة والمستجدة.
وحصل المستشفى السُّلطاني على المستوى البلاتيني من مؤسسة الاعتماد الكندي الدولية أهم وأشهر الاعتمادات العالمية المعمول بها في حوالي 35 دولة، ونحو 12 ألف مؤسسة صحية حول العالم.كما حصل مركز السُّلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان على شهادة الاعتماد الدولي من اللجنة الدولية المشتركة لاعتماد المؤسسات الصحية /JCI/، بعد نجاحه في تطبيق كل شروط ومتطلبات الحصول عليه.
ولتطوير القطاع الصحي ومواكبة زيادة عدد السكان في سلطنة عُمان، تواصل وزارة الصحة تنفيذ العديد من المشروعات الصحية في مختلف الولايات والمحافظات لتقديم رعاية صحية أفضل للمواطنين أو للمقيمين على حدٍّ سواء.ويتواصل العمل في مستشفى السويق بمحافظة شمال الباطنة حيث بلغت نسبة الإنجاز في الهيكل الإنشائي للمبنى الرئيس للمستشفى 100 بالمائة، فيما وصلت نسبة الإنجاز الإجمالية لجميع الأعمال 50 بالمائة، ليكون رافدًا صحيًّا لمختلف التخصُّصات الطبية بالمحافظة بعد افتتاحه.
كما يتواصل العمل في مستشفى السُّلطان قابوس بمحافظة ظفار حيث بلغت نسبة الإنجاز في الهيكل الإنشائي للمبنى الرئيس للمستشفى 100 بالمائة، فيما وصلت نسبة الإنجاز الإجمالية لجميع الأعمال 41 بالمائة، ليكون رافدًا صحيًّا لمختلف التخصُّصات الطبية بالمحافظة بعد افتتاحه.
وفيما يتعلق بمستشفى خصب بمحافظة مسندم فقد بلغت نسبة الإنجاز في الهيكل الإنشائي للمبنى الرئيس للمستشفى 100 بالمائة، فيما وصلت نسبة الإنجاز الإجمالية لجميع الأعمال 44 بالمائة، كما يتواصل العمل حاليًّا بمستشفى المزيونة بمحافظة ظفار وتبلغ نسبة الإنجاز به 56 بالمائة.
وافتتحت وزارة الصحة مشروع توسعة مستشفى صحار الذي تمّ تنفيذ المرحلة الأولى منه بإشرافٍ مباشر من شؤون البلاط السُّلطاني ممثلا بالمنشآت السُّلطانية، ليواكب الجهود الحثيثة التي تقوم بها الحكومة ممثلة بوزارة الصحة من أجل ضمان إيصال الخدمات التي تمسّ حاجة المواطن، ولتعزيز اللامركزية في المحافظات وفقًا للاستراتيجية الوطنية في “رؤية عُمان 2040”.
وقُدّرت التكلفة الإجمالية لتوسعة مستشفى صحار بـ 28 مليون ريال عُماني لترتفع الطاقة الاستيعابية للمستشفى بعد التوسعة إلى أكثر من 636 سريرًا أي بزيادة 270 سريرًا مواكبة لتنامي الخدمات الصحية التخصُّصية من أبناء محافظة شمال الباطنة والمحافظات المجاورة.
وشهد العام الحالي افتتاح التوسعة الإنشائية لبعض المرافق الطبية بولاية بركاء منها ما كان بمركزي النسيم والسوادي الصحيين، لتحسين وتعزيز الخدمات المقدمة بالمراكز الصحية وتقديم أفضل الخدمات الصحية للمراجعين، وزيادة الطاقة الاستيعابية للأقسام الداخلية وتقديم الخدمات المتكاملة لأبناء الولاية، وتترجم هذه المشروعات مستهدفات “رؤية عُمان 2040” في دعم وتنمية الشراكة المجتمعية بين القطاعين الحكومي والخاص ومشاركة المجتمع المحلي.
وافتتحت وزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة لمستشفى خولة مختبر البلمرة الجزيئي بمستشفى خولة الذي يتكون من ثلاثة أقسام رئيسة وهي: استلام العينات وتحضيرها لعملية البلمرة، وقسم تحضير المحاليل الخاصة لعملية البلمرة، وقسم لعملية البلمرة الجزيئية باستخدام جهاز البلمرة.
ويتضمّن المختبر العديد من الأجهزة والتقنيات المتطورة عالية الجودة للتعرُّف على مُسببات الالتهابات الجرثومية بكل أنواعها والحصول على نتائج فحوصات دقيقة في فترة زمنية قصيرة، وسيقوم المختبر بدور محوري عبر المجموعة المُتكاملة من أحدث الأجهزة في مجال المختبرات الطبية التي تُسهم في تكامل الجهود الطبية باعتباره دعامةً رصينةً للجهود الصحية المبذولة.
/العُمانية/
ياسر البلوشي