/العمانية/
باريس في 18 مارس
/العُمانية/ اعتبرت المؤرخة الفرنسية /بينيديكت سافوي/ التي تصنّف من الشخصيات
الأكثر تأثيرا في عالم الفن أن ثروة المتاحف الأوربية هي “ثروة إعارة”،
سواء في برلين أو باريس أو لندن أو ترفيرن (حيث المتحف الإفريقي في بلجيكا).
واشتهرت /سافوي/
بأبحاثها المناصرة لإعادة القطع الفنية إلى مواطنها الأصلية، مؤكدة أن ذلك يمثل
مرحلة أساسية في العلاقات ما بعد الاستعمار.
ويُظَن إلى حد كبير أن نصف
مليون قطعة أثرية من إفريقيا جنوب الصحراء توجد في المتاحف العمومية الأوربية،
سواء كانت أدوات عبادة أو سلطة أو حياة يومية أو موسيقى، وأوضحت المؤرخة الفرنسية
أن هذه القطع تم حصر شأنها على بعدها الجمالي.
وأضافت /سافوي/ – أستاذة
تاريخ الفن بالجامعة التقنية في برلين – أن من الوارد القول في حالات كثيرة إن
القطع المنهوبة من إفريقيا ملطخة بالدماء لأنها جلبت إلى أوربا كغنيمة حرب من طرف
الجيوش الفرنسية والبريطانية والبلجيكية والألمانية خلال السنوات الأولى من
استعمار القارة الإفريقية. وهكذا تشكّل “متاحفنا ثمرة تاريخ عسكري أغفل وصف
القرى المحروقة والأكواخ المقتلعة “.
وكانت /سافوي/ قد وقّعت في
2018 تقريرا حول إعادة التراث الثقافي الإفريقي إلى جانب المؤرخ السنغالي /فلوين
صار/. وأشارت إلى أن مصدر هذه القطع – سواء كان شراء أو اختلاسا أو إخفاء أو نهبا
– لا يغير شيئا في الأمر، مذكرة بالتعريف الذي قدمت في كتابها “من يملك
الجمال” ومفاده أن “أي قطعة تم نقلها من مكان إلى آخر تخلق فراغا في
المكان الذي لم تعد موجودة فيه”.
ويتتبع هذا الكتاب المنجز -
على شكل استقصاء – من حصيلة سلسلة من الدروس المقدمة في إعدادية فرنسا في 2017
مصير 9 تحف من جميع أنحاء العالم يطرح وضعها الجغرافي مشكلا مستعصيا. وتضم هذه
التحف “الملكة بانجوا” في الكاميرون و”الرؤوس البرونزية للقصر
الصيفي في بيجين” و”التمثال النصفي للملكة نفرتيتي” المصمم في 1340
قبل الميلاد.
/العمانية/النشرة الثقافية
/طلال المعمري