رويترز
reuters_tickers
من تيمور أزهري ومايا الجبيلي وليلى بسام
بيروت (رويترز) – انتخب نواب البرلمان اللبناني قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيسا للبلاد يوم الخميس، مما ينهى شغور منصب الرئاسة ويظهر تراجع نفوذ جماعة حزب الله المدعومة من إيران بعد حربها المدمرة مع إسرائيل.
وفي كلمة أمام مجلس النواب تعهد عون (60 عاما)، الذي يحظى بدعم الولايات المتحدة، بالعمل على تأكيد اقتصار الحق في حمل السلاح على قوات الحكومة، ما أثار تصفيقا حارا وسط صمت من النواب المنتمين إلى حزب الله.
وقال عون “عهدي أن أمارس دوري كقائد أعلى للقوات المسلحة وكرئيس أعلى للمجلس الأعلى للدفاع بحيث أعمل من خلالهما على تأكيد حق الدولة في احتكار السلاح”.
ومن ناحية أخرى قال “عهدي أن نعيد إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي في الجنوب والبقاع والضاحية وجميع أنحاء لبنان بشفافية وبإيمان أن شهداءنا هم روح عزيمتنا وأن أسرانا هم أمانة في أعماقنا فلا نفرط بسيادة واستقلال لبنان وبأن وحدتنا هي ضمانة مناعتنا”.
ومضى يقول “عهدي أن أدعو إلى مناقشة سياسة دفاعية كجزء من استراتيجية الأمن الوطني على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكن الدولة اللبنانية، أكرر الدولة اللبنانية، من إزالة الاحتلال الإسرائيلي ورد عدوانه عن كافة الأراضي اللبنانية”.
ويعكس انتخاب عون تحولات تاريخية في ميزان القوى في لبنان والشرق الأوسط بعد تعرض حزب الله لضربة شديدة في الحرب مع إسرائيل والإطاحة بحليفه الرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر كانون الأول.
كما يشير انتخاب عون إلى إحياء النفوذ السعودي بعد أن تراجع دور الرياض في لبنان لفترة طويلة لصالح إيران وحزب الله.
وهنأ وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر لبنان، قائلا عبر منصة إكس إنه يأمل في أن يساهم انتخاب عون في تعزيز الاستقرار وعلاقات حسن الجوار.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى لبنان ليزا جونسون، التي حضرت الجلسة، لرويترز إنها “سعيدة للغاية” بانتخاب عون.
وظل المنصب، المخصص لمسيحي ماروني في إطار نظام طائفي لتقاسم السلطة، شاغرا منذ انتهاء ولاية ميشال عون في أكتوبر تشرين الأول 2022. ولم تتمكن الفصائل السياسية المنقسمة بشدة من الاتفاق على مرشح قادر على الفوز بعدد كاف من الأصوات.
ولم يحصل عون على تأييد 86 من أصل 128 نائبا في المجلس للفوز في الجولة الأولى من التصويت، لكن نبيه بري رئيس مجلس النواب أعلن أن عون تجاوز العدد المطلوب وحصل على 99 صوتا في الجولة الثانية بعد أن حصل على دعم نواب من حزب الله وحركة أمل.
وقال النائب محمد رعد، من حزب الله، إن تأخر نواب حزب الله في التصويت لصالح عون يوجه رسالة مفادها “نحن حماة الوفاق الوطني في البلد”.
وقالت ثلاثة مصادر سياسية لبنانية إن انتخاب عون حصل على قوة دافعة يوم الأربعاء مع سحب مرشح حزب الله المفضل سليمان فرنجية ترشيحه وإعلان دعمه لقائد الجيش، كما حث مبعوثان، فرنسي وسعودي، على انتخابه خلال اجتماعات مع سياسيين لبنانيين.
وقال مصدر مقرب من الديوان الملكي السعودي إن مبعوثين لفرنسا والسعودية والولايات المتحدة أبلغوا بري، الحليف الوثيق لحزب الله، بأن مساعدات مالية دولية بما في ذلك من المملكة تتوقف على انتخاب عون.
وقال ميشال معوض، النائب المسيحي المعارض لحزب الله والذي صوت لصالح عون، لرويترز قبل التصويت “هناك رسالة واضحة للغاية من المجتمع الدولي بأنهم مستعدون لدعم لبنان، لكن هذا يحتاج إلى رئيس وحكومة”. وأضاف “لقد تلقينا رسالة دعم من السعودية”.
وهنأ العاهل السعودي وولي العهد أيضا عون يوم الخميس.
