/العمانية/
الجزائر في 8
يناير /العُمانية/ تتميّز أعمالُ الفنان التشكيليّ الجزائريّ حسام الدين لعلى،
بالترجمة الأمينة للطبيعة الساحرة التي تمتاز بها مدينة القنطرة بولاية بسكرة
(جنوب الجزائر)، وهي المدينة التي ينحدر منها هذا الفنان التشكيلي العصامي، كما
أنّها المدينة التي شهدت الميلاد الفني لعدد من أهمّ التشكيليّين الجزائريين، منهم:
سليم بوهالي، ونور الدين تابرحة، ولزهر رحال، وأحمد ياسين مغناجي.
وتُصوّرُ لوحات حسام الدين لعلى البيئة
الطبيعيّة الساحرة لمدينة القنطرة، كما يبدو هذا الفنان من خلال عدد من أعماله؛
متعلّقًا إلى حدود الوله ببعض الطقوس التقليديّة، كالفنتازيا، والفروسيّة التي لم
يتأخّر في تجسيدها في بعض أعماله الفنيّة.
ويؤكّد حسام
الدين في تصريح لوكالة الأنباء العمانية، تعلُّقه بفنّ الرسم الذي اكتشف أصوله
الأولى على يد والده الذي يحترف هو الآخر الفن التشكيلي، فيقول: “بداياتي مع
الفن التشكيلي كانت من ورشة والدي، الذي هو رسّام ومزخرف على الخزف، إذ أخذت منه
أبجديات الألوان، والرسم. ومع مرور الوقت، أخذني الفضول والتحدّي لاكتشاف وتعلُّم
تقنيات وعوالم أخرى غير الزخرفة والرسم على الزليج”.
وينزعُ ابن
مدينة القنطرة إلى الرسم باستعمال الألوان الزيتيّة والمائية، إلى درجة جعلته
يُبدع في استخدامهما، فضلا عن اتّخاذه من البيئة شبه الصحراوية لمدينة القنطرة
موضوعًا لكثير من أعماله، ولذلك سارع إلى تخليد مواقع أثريّة وطبيعيّة مختلفة في
كثير من لوحاته.
وبشأن هذا
التأثُّر، يقول هذا الفنان التشكيلي: “لقد نشأتُ وترعرعتُ، وأنا أشاهد
المناظر الطبيعيّة الخلابة التي تمتاز بها مدينة القنطرة، فكانت مصدر إلهامي
الأول، كيف لا، وهي التي ألهمت الكثير من الفنانين المستشرقين الذين تأثّرنا خلال
مسيرتنا الفنيّة بما تركوه من أعمال عظيمة عن منطقتنا، ولعلّ أبرز من تجذبني
أعمالهم هو الرسّام الفرنسي الشهير أوجين جيراردي (1853/1907) الذي أقام مدة طويلة
في جنوب الجزائر، وتأثّر بمدينة القنطرة بولاية بسكرة وجسّدها عبر عدد من أعماله
الخالدة”.
ويُشير الفنان
لعلى إلى أنّه يعملُ أيضا على تصوير كلّ ما يخصُّ ثيمة التراث عمومًا، والتراث
الجزائري بصفة خاصّة، مثل: الفنتازيا، والرقصات التقليدية المشهورة في ولايات
الجنوب.
ويُمكن تصنيف
أعمال الفنان حسام الدين لعلى تحت إطار المدرستين الواقعية، والانطباعية، وهما
المدرستان اللّتان يعدهما الأقدر على تجسيد أفكاره الفنيّة، فيقول: “نظرا
لتفضيلي الرسم المباشر من الطبيعة أجدُ نفسي متعلّقًا بما تفرضُه عليّ أصول
المدرسة الواقعية، فضلا عن المدرسة الانطباعية. ولمّا نتحدّث عن الواقعية في
الجزائر، فأنا كغيري من الفنانين الشباب، لا أُخفي تأثُّري بأعمال أستاذنا الكبير
الفنان رشيد طالبي (1967)، وهو فنانٌ له لمساته، وبصماتُه في مدوّنة الفنّ
التشكيلي الجزائري الحديث”.
يُشارُ في
الأخير إلى أنّ الفنان التشكيلي، حسام الدين لعلى، شارك في العديد من المعارض
الفنيّة؛ أبرزُها المعرض الجماعي “همزة وصل” الذي أُقيم بغاليري فرانتز
فانون (الجزائر/ 2020)، و”عصاميّو الفن”، وهو معرضٌ جماعيٌّ أُقيم
بغاليري باية (الجزائر/2021)، و”ملتقى الجمال المغاربي”، وهو صالونٌ
دوليٌّ تمّ تنظيمه في مصر (2020).
كما حصل
الفنان حسام الدين لعلى على المرتبة الثالثة كأفضل عمل علمي وثقافي وإعلامي
(الجزائر/ 2014).
/العُمانية/
النشرة
الثقافية/عُمر الخروصي