رويترز
من علي صوافطة ومحمد تركمان
رام الله (الضفة الغربية) 4 نوفمبر تشرين الثاني (رويترز) – قال سكان إن مستوطنين يهودا أحرقوا 20 سيارة في هجوم على منازل فلسطينيين على مشارف رام الله يوم الاثنين، في واحدة من أجرأ هجماتهم حتى الآن بالمنطقة التي تضم مقر الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
وذكر السكان أن نحو 12 مهاجما ملثما يحملون قنابل حارقة استهدفوا منطقة البيرة المجاورة لرام الله في حوالي الساعة الثالثة فجرا (0100 بتوقيت جرينتش) وأحرقوا السيارات في غضون دقائق.
وقال أحد السكان ويدعى إيهاب الزبن إنه صرخ في وجه المستوطنين لكنهم استمروا في حرق السيارات “لما نزلنا نحاول نطفي (النار) صار يطوخوا (يطلقوا النار) علينا”.
وتحولت واجهة مبنى سكني إلى اللون الأسود بسبب النيران التي اشتعلت في السيارات المتوقفة خارج المبنى.
وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية في بيان إن الشرطة وجهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) فتحا تحقيقا بعد تلقي بلاغ عن إحراق عدد من سيارات الفلسطينيين.
ويلقى عنف المستوطنين اليهود بحق السكان الفلسطينين في الضفة الغربية إدانات دولية ودفع بعض الدول، ومن بينها الولايات المتحدة، إلى فرض عقوبات على المستوطنين الذين يمارسون أعمال عنف. وحثت واشنطن إسرائيل على بذل المزيد من الجهود لوقف هجمات المستوطنين.
ونددت السلطة الفلسطينية، ومقرها رام الله “بهجوم ميليشيات المستوطنين الوحشي على مدينة البيرة وارتكابها جريمة إحراق مركبات ومنازل فلسطينية”.
وذكرت وزارة الخارجية الفلسطينية “العقوبات التي اتخذتها عدد من الدول ضد بعض عناصر ميليشيات المستوطنين الإرهابية غير كافية ونطالبها بتطويرها لتشمل المنظومة الاستيطانية الاستعمارية برمتها”.
وقال عبد الرحمن شديد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن هجوم المستوطنين “تصعيد خطير وإجرام جديد يستوجب تصعيد المواجهة والتصدي لهذه الجرائم”.
* عنف المستوطنين يتفاقم خلال حرب غزة
بنت إسرائيل مستوطنات في الضفة الغربية منذ احتلتها خلال حرب عام 1967. ويقول الفلسطينيون إن المستوطنات قوضت فرص إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية.
ويهودا والسامرة هو الاسم التوراتي للضفة الغربية، ويشير المستوطنون إلى روابط توراتية بهذه الأرض.
وتصاعدت وتيرة عنف المستوطنين قبل اندلاع حرب غزة، وتفاقم الأمر منذ ذلك الحين.
وفي مقابلة مع رويترز الأسبوع الماضي، عبر زعيم للمستوطنين عن ثقته في أن دونالد ترامب سيلغي، إذا فاز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ما يراه المستوطنون عقوبات غير مشروعة مفروضة بسبب الهجمات على الفلسطينيين.
وتعتبر معظم الدول المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي. وفي عام 2019، تخلت إدارة ترامب آنذاك عن الموقف الأمريكي الراسخ بعدم مشروعية المستوطنات، قبل أن يعيد الرئيس جو بايدن الأمر إلى سابق عهده.