/العمانية/
مسقط في 24 أكتوبر /العُمانية/ تستضيف سلطنة عُمان اليوم أعمال المنتدى العربي
للبيئة في دورته الثانية بعنوان “معًا لمواجهة التحديات المناخية لتحقيق
الأمن المائي والغذائي” ويناقش عدة موضوعات منها: التغيرات المناخية وتأثيرها
على الأمن الغذائي والموارد المائية وكيف التصدي لأزمة الكوكب الثلاثية وتعزيز الأمن
المائي والغذائي.
وقال سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس
هيئة البيئة في كلمته على أن سلطنة عُمان وبمباركة سامية من حضرةِ صاحبِ
الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق/حفظه الله ورعاه/ أعلنت عن الحياد الصفري
الكربوني لسلطنة عُمان بحلول عام 2050 واعتماد الاستراتيجية الوطنية للانتقال
المنظم إلى الحياد الصفري للكربون في سلطنة عُمان بحلول 2050 م.
وأكد على أن سلطنة عمان
أولت اهتمامًا بالغًا بحماية البيئة وصون مواردها الطبيعية باعتبارها إحدى الدعائم
الأساسية لمحاور التنمية العُمانية الشاملة في مختلف مراحلها وإحدى ركائز
“رؤية عُمان ٢٠٤٠”.
وأشار سعادته إلى
اهتمام سلطنة عُمان بتأمين سلامة البيئة ومكافحة التلوث والمحافظة على النظم
البيئية في إطار أهداف التنمية المستدامة من خلال إصدار العديد من
السياسات والاستراتيجيات والقوانين واللوائح في المجالات البيئية المختلفة.
ولفت سعادته إلى
أن مفهوم الأمن المائي والغذائي برز بصفته أحد التحديات الاستراتيجية التي تواجه الدول
في المنطقة العربية الأكثر ندرة في المياه بين جميع مناطق العالم، حيث
تقع 19 من بين 22 دولة عربية في نطاق شح المياه كما تحصل 21 من 22 دولة عربية على
مواردها المائية الأساسية من مياه عابرة للحدود مضيفا
أن الأمن الغذائي تهديد متزايد بسبب ندرة الموارد الطبيعية جراء تدهور الموارد والتغيرات المناخية
المتزايدة الحدة.
من جانبه قال الدكتور
محمود فتح الله مدير إدارة شؤون البيئة والأرصاد الجوية بجامعة الدول العربية في
كلمته إن الدورة الثانية من أعمال المنتدى تركز على الجهود التي تسهم في معالجة
إحدى المشكلات البيئية التي تعاني منها المنطقة العربية، ومشكلة تغير المناخ
وتأثيراته على الأمن المائي والغذائي بوصفها أحد أهم التحديات التي تواجهها الدول
العربية.
وأضاف أن إقامة الدورة الثانية من المنتدى تؤكد على الاهتمام الكبير
الذي توليه الدول العربية فيما يتعلق بالشأن البيئي معربا عن أمله في أن يحقق النجاح
والطموحات استعادة الأنظمة البيئية والحفاظ على بيئة طبيعية عربية سليمة لحاضر
ومستقبل الأجيال القادمة.
وفي السياق ذاته وضح سامي ديماسي ممثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمدير الإقليمي لغرب آسيا أن
المنتدى يأتي في وقت تواجه فيه المنطقة العربية الأزمات البيئية والاقتصادية
والاجتماعية معًا، مشيرا إلى ضرورة التكاتف والتآزر بين المنظمات الدولية
والمجتمعية والأكاديمية لمواجهة التحديات البيئية التي تتعلق بالأزمات المناخية
والنظم الإيكولوجية والتلوث العابر للحدود.
وأضاف أن المنتدى
يناقش العديد من الموضوعات المهمة التي تتعلق بالأزمة المناخية وعلاقتها بالأمن الغذائي والمائي، مشيرا إلى أن المنطقة العربية تسهم بفعالية في صياغة برنامج
العمل الدولي البيئي من خلال المبادرات السباقة واستضافة أهم الفعاليات البيئية
الدولية، منها المؤتمر السابع والعشرون لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن
المناخ والمؤتمر الثامن والعشرون الشهر المقبل واستضافة المؤتمر السادس عشر
لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن مكافحة التصحر العام القادم.
ويتضمن المنتدى
الذي رعى افتتاحه صاحبُ السُّمو السّيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس جامعة السُّلطان قابوس وتنظمه هيئة البيئة بالتعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية 5 جلسات
عمل منها: علاقة الجفاف والتصحر بالنظم الغذائية والمائية، واستثمار الابتكار
والاستشراف الاستراتيجي في العالم العربي نحو أجندة بيئية عالمية مستدامة، والتحول
نحو استدامة الموارد: تحديات وفرص مواجهة التغيرات المناخية لضمان الأمن المائي
والغذائي.
ويهدف المنتدى
إلى توفير منصة للحوار بين جميع الشركاء، وصناع السياسات والخبراء الدوليين
والإقليميين في مجالات البيئة وتغير المناخ والاقتصاد الأخضر وتوفير منصة لتبادل
المعلومات والخبرات في المجالات البيئية ذات الصلة، وتحديد شراكات التعاون الممكنة
بين الأطراف المختلفة، وإقامة حوار إقليمي لمناقشة الوضع الحالي وآفاق الجهود
البيئية المستقبلية في المنطقة العربية.
كما يسعى
المنتدى إلى تبادل المعرفة وأفضل الممارسات قبل مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم
المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP 28) الذي سيعقد في دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة والدورة
السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة UNEA6 التي ستعقد في نيروبي في فبراير المقبل، والتي تركز على
“الإجراءات المتعددة الأطراف الفعالة والشاملة والمستدامة لمعالجة تغير
المناخ وفقدان التنوّع البيولوجي والتلوّث.
/العُمانية/
مصبح الحسني