/صحيفة اليوم الإلكترونية/ علي بن سعيد اليافعي
امريكا فعلاً مازومة وكذلك اوروبا بتفاوت مستويات مواقف حكوماتها والاجراءات التي اعلنتها وقوفا مع ماذهبت اليه واشنطن من مساندة ودعم للكيان الصهيوني ومن سياسات تبنتها في عملية المواجهة والحشد حتى غدى قادة الغرب يهوداً واكثر صهيونية من صهاينة الاحتلال فهبوا لحماية اسرائيل لشعورهم بأنها تتهاوى وان قاعدتهم المتقدمة في المنطقة يأتي الدور عليها .. وان كسر هذه الشوكة التي غرسها الاستعمار الغربي في قلب الوطن العربي منذ ما يقرب من ثمانية عقود يأذن بنهاية سيطرتهم على المنطقة كما يتهاوى وجودهم في افريقيا ومناطق اخرى حول العالم ..!!
فلا غرابة ان دفعت الولايات المتحدة بأحدث حاملات طائراتها جيرالد فورد وبوارجها الحربية وتدفع ب اقرب حليفاتها الغربية للانضمام الى هذا الحشد من دول الناتو وعلى رأسهم بريطانيا التي نشرت طائرات حربية في قواعد متقدمة شرق المتوسط لتكون جزءا من قوة لحماية اسرائيل فضلا عن امدادات الاسلحة والقنابل والذخائر التي تقدمها للعدو الصهيوني اذا لم تكن المشاركة الفعلية لقواتها في هذه الحرب ..!!
فلا عجب ان من يحج لتل ابيب من الوزراء الغربيين انما قَدِموا لإظهار قوة الدعم والوقوف خلف قوات الاحتلال والتعبير عن مواقف حكوماتهم دون مواربة بان كيانهم الصهيوني ما زرعوه في قلب المنطقة ليتخلوا عنه .. وتجلى ذلك فيما عبر عنه قادة الغرب من مواقف تأييد ودعم لاسرائيل وحتى ترديدٍ لادعاءات الصهاينة الهدف منها النيل من سمعة حماس وكتائب المقاومة .. !!
ولا غرابة ان يردد الرئيس بايدن هذه الادعاءات وهكذا يفعل وزيرا خارجيته ودفاعه المرابطان في ساحة الحدث وامتداداته وغيرهم من المسؤولين الامريكيين والغربيين عموماً فيما يبثوه من دعاية وتضليل للرأي العام المحلي والعالمي ..!!
ولا غرابة ان قدم الوزير بلينكن نفسه صهيونيا قبل ان يكون وزيرا للخارجية الامريكية ومبعوثا للكيان الصهيوني ..في مهمة لا تخفي بشاعتها فيما عبّر عنه بكل صلف وغطرسة امام كامرات الصحافة دون اعتبار ولا حتى ذرة من حياء تجاه مضيفيه من ملوك وامراء عرب التقاهم او الذين سيلتقيهم ..!!
فما كان منهم ان بدى عليهم من الإنكسار والضعف فيما عبروا عنه ما يوحي بان لا حول لهم ولا قوة إلا رفع العتب عن انفسهم وليتهم ما فعلوا ولا استقبلوا بلينكن واحتفظوا ببقية من ماء وجه ان كان ثمة بقية..!! لأن رسالة بلينكن اليهم تلخصت فقط في دعوتهم العمل على تنفيذ المتاح وهو فتح ممر آمن لمن تبقى من سكان غزة وليس لامدادهم بالدواء والغذاء وإعادة الماء والكهرباء المقطوعان عنهم وإنما لتهجيرهم للمنفى الجديد الذي حددوه سلفا ب سيناء تنفيذا لمخطط اعد وتردد على مسمع المصريين والفلسطينيين والعرب الذي يرفضوه يشدة حتى الآن ..!!
وتأكيد بلينكن بان على الفلسطينيين في غزة الاختيار بين الموت دفنا تحت انقاض بيوتهم في غزة او الحياة الذليلة الى المنفى الجديد في سيناء … ليستحيلوا حيوانات داجنة كما يصفهم الغربيون والصهاينة أخزاهم الله .!!
وفي الحالين كلاهما موت وربما الموت الشريف يليق بالكرامة الانسانية من العيش الذليل ..!! فاليعذرنا الاشقاء الفلسطنيين فما نحن بمن نعلمهم الكرامة او اننا من يتحدث عن الخيارين لرفع معنويات اشقاء اعياهم الشقاء وويلات عدو وعالم يعين الظالم على المظلوم .. ولا نحن من الكرامة مما يردد ويقول لاشقاءه ذلك ولكن من عجزٍ يبدو انه ما تبقى لنا ..!! فاليعذرنا الاشقاء الفلسطينيون ان حيلتنا الضعف والوهن اللذين يسكناننا ونظامنا العربي المتهالك الذي لم يربينا على الكرامة وإنما الإستكانة لعدو لا يرقب فينا إلاً ولا ذمة .. !!
عدو عرف نقاط ضعفنا ولن يتوانى عن جلدنا وإذلالنا في مكامن ضعفنا ..!!
وحسبنا ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ..!!
وتفويض امرنا الى الله ولبسالتكم ولبقية شريفة كريمة تقاوم ولا تداهن في كرامتها ولا تتنازل عن حقها .. قيضها الله ان تُعلّم من لا يريد ان يَعلمْ انها حق وانها شرف وانها نذرت نفسها لرسالتها وعقيدتها الراسخة التي لا يزعزعها وهن واهن او عزيمة خائر ولا جبروت ظالم .. !!
وان الله غالب على امره ..!!
