الكاتبة/ نور أحمد الشحري – صلاله
كم نحّتاجُهُم ويحتاجوننا ..
إنهم هدايا الرحمن … هبّة الأقدار …
إنهم محاسِنُ الصُدف ..
يسامحونا إن كنّا مخطئين.
يغفرون زلاتنا ، ويقفون خلّفنا عندما نحتاجهم.
يربّتون على أكتافنا بصمت عندما نتألم ..
ويمّسحون أدمعنا عندما نبكي …
يمتصون غضبنا … يبُثّـــون فيّنا الحنان .. الدفء … والأمان.
هم أولئك الناس الصادقين حولنا ..
هي تلّك النفوس الطيّبة التي تتحرّى أمّرنا ..
أُناسٌ تبّتسم وجوهُهم لفرحتنا …
وتدّمع أعينهم لحُزننا …
تلّوح لنا أيديهم مودّعة في محطة العمــــرّ عندما نُسافِـــر ..
وعندما نُلّقي خطابا ما على منصة الزمــن ،، هم أوّل من يقف ويُصفّق لنا بفرّحةٍ وصدق .
وحين يبرح الجميع المكان ، نجدهم حولنا ..
عندما تجرحُنا الأيامــ نلّمح أعينهم بين الحضور مؤيدة وناصرة لقلوبنا الجريحة .
وعندما يشتدُ الشتاء يصنعون لنا معاطف من الفراء الدافئة ، خيوطها حنونة .. حنونة .. ، يغزلونها بحنانهم الذي لا ينضب ، ومشاعرهم الصادقة.
وحين تُمّطِرُ السماء يحمِلون المِظلّة لنا ، ليقونا المطر والحرّ والبرّد وتعب الأيام ووهج الشمسِ ..
يُدارون مشاعِرنا ويطمئنون قُلُوبِنا … ويحضِنون أجسادنا وأرواحنا .. فما أروعهم ..
هم القلوب الصافية التي رغم كل الغيوم نجّدهم يهيمون في النقّاء ..
وهم النفوس الطيّبة التي مهما قسوّنا عليها نجِدُها تُقابِلُنا بصفاء …
هم كل الناس حوّلُنا ،، سواء من أهلنا أو صحبتنا أو جيراننا أو حتى رِفاقنا …
محظوظ من أتاح له القدر وجود مثل هذه القلوب حوّله.. وخاب من لم يقدرهم حق قدرهم.
فمهمّة الحفاظ عليهم ليست بتلك السهولة التي تبدو لنا
قد نخّسرهم بحماقة منّا
قد يرحلون بصمت بسبب إهمالنا..
وقد نجرحهُم بكلمة عابرة ..
وقد يصيبهم الإحباط نتيجة تصرُّفٌ أرّعن يصّدُرُ منّا في لحّظة طيش أو غضب .
نُفقدهم الثقة في الناس نتيجة دناءة أنفسنا أو قسوة قلوبنا.
هم يستحقون منّا الحب ،،،، كل الحُب .
يستحقون أن نجعل مشاعرهم نصّبُ أعيننا … أن نُداري آلامهم … وآهاتهم …
فبالأمس كانوا يدعون لّنا في الغيب ويتضرعون لنا ليتحسّن حالنا ..
بالأمس كانوا يبكون لأنّهم يتألمون ويتوجعون لأوجاعِنا ..
بالأمس كانوا يقفون بجانبنا مردّدين على مسامعنا : أنا معك .
فليس من العدل أن يكون جزائُهمُ اليوم النسيان … التأجيل … الإهمال … الغبار …
فلنتواصل .. نتهادى …
نحنُ بحاجة لهم وهم بحاجةٌ لنا …
نحن بحاجةٌ لبعّض .