BBC العربية
تتساءل الأوساط الرياضية وعشاق الكرة المستديرة هذه الأيام حول وجهة نجم كرة القدم ألأرجنتيني المقبلة بعد انتهاء عقده مع نادي باريس سان جيرمان.
وقال غويلم بالاغو، الخبير في كرة القدم الإسبانية، إن “كل شيء ممكن” في ما يتعلق بالمكان الذي سيلعب فيه ميسي الموسم المقبل.
وأضاف بالاغو بأن قائد منتخب الأرجنتين تلقى عروضاً من السعودية ومن الدوري الأمريكي لكرة القدم، بينما هناك اهتمام بإعادته إلى نادي برشلونة، على الرغم من عدم تقديم عرض له حتى الآن.
وكان ميسي قد توصل إلى “اتفاق من حيث المبدأ” على تجديد عقده مع نادي باريس سان جيرمان لعام آخر، في ظل أولويته بالاستمرار باللعب في النخبة الأوروبية لكرة القدم حتى بطولة كأس أمريكا في 2024.
وبعد موسمين له في باريس، يرغب النادي، المملوك لمؤسسة الاستثمارات الرياضية القطرية، بإقناعه بقبول تلك السنة الإضافية تحت الظروف نفسها التي كان عليها حتى الآن.
ووفقاً لبالاغو، فإن اللاعب البالغ من العمر 35 عاماً ما زال بحاجة إلى إقناع بأن دوري الدرجة الأولى الفرنسي “ليغ 1” سيبقى تنافسياً في قمة كرة القدم الأوروبية، حيث أن المدير الرياضي في نادي باريس سان جيرمان، لوي كامبوس، طُلب منه تخفيض قائمة الأجور لكي تتوافق مع اللوائح المالية للعب النزيه.
وقال بالاغو إن “ميسي قال إنه سيبقى على حاله للسنة الإضافية- لأن هذا الأمر يجب أن يوافق عليه من الطرفين- طالما يتم تشكيل فريق رياضي تنافسي”.
وأضاف بالاغو: “الرسالة التي تلقاها ميسي تقول إن نادي باريس سان جيرمان سيحافظ على نفس الشروط المالية، وهو أمر لا يمثل مشكلة، ولكن عليهم أن يخفضوا من قائمة الأجور الأمر الذي يجعل الفريق أقل تنافسية”.
وقال أيضاً: “كما أنه من غير الواضح ما إذا كان المدير (كريستوف غالتير) سيتم استبداله ومن سيحل محله. وفي قطر، هناك حديث بأن تشكيلة الفريق ستتغير بواقع أربعة إلى خمسة لاعبين، الأمر الذي يجعل الموسم المقبل غير موثوق بعض الشيء”.
وتقوم نواد عدة حول العالم بتعزيز محاولاتها لإقناع الفائز بكأس العالم 2022 بالتوقيع على عقود معها.
وقال بالاغو إن “الضغط الممارس من مالكي النادي القطرين هائل. فهم لا يفهمون لماذا هناك تأخير وهم مستعدون حتى لوضع المزيد من الأموال على الطاولة. لكنني أصر على أن ذلك ليس هو المشكلة”.
فباريس سان جيرمان يتصدر الدوري الفرنسي بفارق ست نقاط لكن محاولتهم الـ 11 على التوالي للفوز بدوري أبطال أوروبا انتهت في دور الـ 16 بهزيمة كلية بثلاثة أهداف دون رد على يد نادي بايرن ميونيخ الشهر الماضي.
هل يمكن أن يعود ميسي حقاً إلى برشلونة؟
لقد قوبل ميسي، الذي ترك نادي برشلونة لأسباب مالية في 2021، بالصفير من مجموعة صغيرة من عشاق نادي باريس سان جيرمان قبل أن يتهاوى في هزيمته السابعة لهذا العام 2023 على ملعبه أمام فريق ليون في المباراة التي جرت الأحد.
وجاء هذا بعد ورود أخبار الأسبوع الماضي بأن نادي برشلونة كان على اتصال مع ميسي حول العودة إلى صفوف النادي، وبعد أن بدأت قصص بالظهور في وسائل الإعلام الفرنسية حول مستقبله، الأمر الذي وضع اللاعب الأرجنتيني في موقف سلبي.
وكان خورخي ميسي، وهو والد ليونيل ميسي ووكيل أعماله، قد عقد اجتماعاً لمدة 25 دقيقة مع رئيس نادي برشلونة، خوان لابورتا، في أحد فنادق برشلونة.
وقال بالاغو إن “الموضوع الرئيسي للمحادثة في الفندق لم يكن مستقبل ليو وإنما كيف يمكن لبرشلونة أن يعطيه الاحترام”.
وأضاف أن “ليو ولابورتا لم يتكلما لكن من الواضح أن برشلونة يواصل الدفع بفكرة أنهم موافقون وسيفعلون ذلك. والمحرك الأساسي لذلك هو المدير الفني للفريق، تشافي هيرنانديز، الذي يتحدث بصورة منتظمة مع ميسي ومن الواضح تماماً أنه يرسم صورة فريق يحتاج إلى جودته في اللعب”.
وقال بالاغو: “أخبر تشافي ميسي بأنه سيستخدم كأحد لاعبي خط الوسط الأماميين، وهو دور قريب جداً من دوره مع منتخب الأرجنتين. وفكر تشافي بطرق مختلفة لجعل ذلك ينجح وفي كل مرة يسمع ليو عن ذلك، عيناه تلمعان”.
ومضى قائلاً: “لكنه يسمع بعد ذلك أشياء من النادي من قبيل إننا نتحدث إليهم بالتأكيد وهذا سيحدث، على لسان المدراء الذين يشيرون إلى أن هذا الأمر منتهي تقريباً وأنا أتخيل أن يكون رد فعله سلبياً تماماً لأنه لم يقدم له عرض على الإطلاق. إنه مجرد كلام صادر عن برشلونة”.
وكان ميسي قد وافق على صفقة جديدة مع برشلونة بأجور مخفضة قبل عامين، لكن النادي غير رأيه على نحو غير متوقع في اللحظة الأخيرة. والآن، في ظل الوضع المالي الذي لم يتغير، فإن التفكير هو أن وجود ميسي في الفريق سيجلب المال للنادي ليستمر في جلب اللاعبين الكبار.
وكان ذلك القرار للابورتا في 2021 قد أنهى تعويذة الأسطورة ميسي في النادي والتي أثمرت عن 4 ألقاب في دوري الأبطال و 10 ألقاب في الدوري الإسباني- بالإضافة إلى ستة جوائز من الكرة الذهبية “بالون دور”.
واستمر النادي في معاناته من الظروف المالية منذ ذلك الحين.
وقال بالاغو: “كيف يمكن لبرشلونة، الذي هو في وضع مماثل لما كان عليه عندما غادر ميسي، أن يعتقد أن بإمكانه تحمل شراء ميسي؟ ولماذا لا يبدأون المفاوضات؟
“لم يتواصل أحد من خورخي أو ليو ليخبرهما كيف يصيغان كل ذلك معاً في صفقة مالية. فنادي برشلونة ما زال يحتاج إلى تقليص قائمة أجوره بمقدار 200 مليون يورو.
” حدسي هو أنهم إذا فعلوا ذلك، فإنهم سيكونون في وضع غير موات لإغراء ميسي بإمكانية العودة. وكل أسبوع يمر بدون تقديم عرض يعني نقصان المبلغ الذي سيقدمونه كعرض محتمل بمقدار المليون.
“إذا كان العرض الوحيد المتاح لميسي للبقاء في فرق النخبة هو نادي باريس سان جيرمان، وهو غير مقتنع تماماً بسبب وضعهم الرياضي، فإن برشلونة يمكنه أن يأتي في غضون شهر ويقول لا يمكننا أن ندفع ما تستحق ولكننا في الواقع يمكننا أن نعرض عليك هذا المبلغ، والذي لن يكون كبيراً.”
العرض السعودي: 400 مليون يورو؟
وفقاً لبالاغو، فإن ميسي تلقى عرضاً هذا الأسبوع لتوقيع عقد مع نادي الهلال السعودي الذي يلعب في الدوري السعودي للمحترفين، وهو نفس الدوري الذي يلعب فيه منافسه كريستيانو رونالدو، مقابل أكثر من 400 مليون يورو لموسم واحد.
وتواصل معه أيضاً نادي “انتر ميامي” الذي يلعب في الدوري الأمريكي لكرة القدم، وهو النادي الذي يتوقع أن يوقع معه زميله السابق في فريق برشلونة وصديقه سيرجيو بوسكيتس للموسم المقبل. ولم يلتزم بوسكيتس بهذه الخطوة بعد لأنه يأمل بان يلتئم شمله مع ميسي.
وقال بالاغو: “لا يمكنهم في الدوري الأمريكي لكرة القدم أن يدفعوا ما يستطيع نادي الهلال ونادي باريس سان جيرمان دفعه. والأمل أمام إنتر ميامي هو أن يشعر ميسي بأن الوقت قد حان للتخلي عن فرق النخبة واللعب في مكان أكثر هدوءأ من أجل الاستعداد لبطولة كأس أمريكا”.
“إن أي أحد يقول إن ميسي قد قرر بطريقة أو بأخرى سيكون كاذباً. سيأخذ القرار في مرحلة ما بالطبع لكن الأولوية بالنسبة له هي في البقاء في لعبة النخبة حتى 2024 وبطولة كأس أمريكا، الأمر الذي يضع باريس سان جيرمان في الطليعة”.
وختم بالاغو قائلاً: “لم يقدم نادي برشلونة أي عرض، والعرض المقدم من نادي انتر ميامي واضح جداً ومطروح منذ مدة، ثم إن العرض الآخر بمقابل أكثر من 400 مليون يورو لا يبقي ميسي في النخبة لكنه صفقة مالية جنونية ومعها إمكانية اللعب ضد رونالدو من جديد. إذا هذا هو المكان الذي نقف فيه.”