إسرائيل تعترض صاروخاً أطلق من اليمن، وهجوم أمريكي على صنعاء

وقالت القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم)، إنها استهدفت منشأة قيادة وسيطرة تابعة للحوثيين ومرافق إنتاج وتخزين أسلحة تقليدية متقدمة.

وأشارت سنتكوم إلى أن المرافق المستهدفة “استخدمت في هجمات الحوثيين على سفننا الحربية وسفن تجارية”، وأكدت أنها دمرت موقع رادار ساحلي للحوثيين وسبعة صواريخ كروز وطائرات مسيرة هجومية فوق البحر الأحمر.

وأفادت سنتكوم في بيان أن الهجوم يعتبر جزءاً من جهودنا “لتقليص قدرات الحوثيين على تهديد السفن وشركائنا الإقليميين”.

أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل دخوله أراضي البلاد، ما أدى إلى انطلاق صافرات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل.

وتبنّت جماعة أنصار الله الحوثية اليمنية الصواريخ التي أطلقت صوب إسرائيل، مؤكدة “استمرار القصف دعماً لقطاع غزة”، بحسب عضو المجلس السياسي الأعلى للجماعة محمد علي الحوثي، عبر حسابه على منصة “إكس”.

وفي حين لم يُسفر القصف عن إصابات مباشرة بين الإسرائيليين، إلا أن الإسعاف الإسرائيلي أعلن عن إصابتين إحداهما بحادث سير بعد الهلع الذي أصاب الإسرائيليين جراء إطلاق الصاروخ، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.

وأصدر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، يوم الاثنين “تحذيراً أخيراً” للحوثيين في اليمن، داعياً إياهم إلى وقف هجماتهم الصاروخية على إسرائيل.

وحذر دانون من أن الحوثيين يخاطرون بملاقاة نفس “المصير البائس” الذي لاقته كل من حماس وحزب الله وبشار الأسد في سوريا إذا استمروا في عدوانهم.

وأظهرت صور نشرتها وكالة رويترز حالة هلع بين إسرائيليين تجمعوا أسفل درج أحد الفنادق في تل أبيب بعد إطلاق صافرات إنذار تحذيرية في أعقاب اعتراض الصاروخ الحوثي.

وقال دانون أمام مجلس الأمن الدولي “إلى الحوثيين، ربما لم تنتبهوا لما حدث في الشرق الأوسط خلال العام الماضي. حسنا، اسمحوا لي أن أذكركم بما حدث لحماس وحزب الله والأسد، ولكل من حاول تدميرنا. هذا هو التحذير الأخير لكم. هذا ليس تهديدا. إنه وعيد. سوف تواجهون المصير التعيس ذاته”.

وقال دانون في تصريحات أدلى بها قبل الاجتماع لصحفيين: “إسرائيل ستدافع عن شعبها. وإذا لم تكن مسافة 2000 كيلومتر كافية لإبعاد أطفالنا عن الإرهاب، فدعوني أؤكد لكم أنها لن تكون كافية لحماية إرهابهم من قوتنا”.

كما وجه دانون تحذيراً إلى طهران، مؤكداً أن “إسرائيل تمتلك القدرة على ضرب أي هدف في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران، وأنها لن تتسامح مع الهجمات التي تشنها وكلاء إيران في المنطقة”.

وكانت إسرائيل قد اعترضت صاروخاً مشابهاً أُطلق من اليمن يوم السبت الماضي، فيما نفذت إسرائيل ضربات على اليمن، بما في ذلك استهداف مطار صنعاء الدولي الخميس 26 ديسمبر/كانون أول 2024.

وفي تحذيره الأخير للحوثيين، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في تسجيل فيديو بثّه مكتبه “نحن مصمّمون على قطع هذا الفرع الإرهابي لمحور الشر الإيراني. سنواصل ذلك حتى إنجاز المهمة”.

وجاءت أحدث التحذيرات من كبار المسؤولين الإسرائيليين بعد أن أصاب صاروخ أطلقه الحوثيون 16 شخصاً في مدينة تل أبيب، السبت 21 ديسمبر/كانون أول الماضي.

أما على الصعيد الأممي، فقد عبّر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشرق الأوسط، خالد خياري، في وقت سابق، عن قلقه بشأن “تصعيد العنف” في المنطقة، داعياَ الحوثيين إلى وقف هجماتهم على إسرائيل واحترام القانون الدولي.

وأشار إلى أن التصعيد العسكري قد يهدد الاستقرار الإقليمي ويؤدي إلى عواقب سلبية على المستوى السياسي والاقتصادي والإنساني.

من جانب آخر، أدان السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا الهجمات الصاروخية الحوثية على إسرائيل، منتقداً أيضاً “الضربات الانتقامية التي شنتها إسرائيل على اليمن” وكذلك الهجمات التي نفذها التحالف، واصفًا إياها بأنها “غير متناسبة بوضوح”.

وبعد اندلاع الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023، بدأ الحوثيون استهداف سفن قبالة السواحل اليمنية قالوا إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها، مؤكدين أن ذلك يأتي في إطار مساندة الفلسطينيين.

وأدت الهجمات الى تراجع كبير في حركة الملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر وصولا لقناة السويس، وهو ممر أساسي لحركة التجارة الدولية.

كما صعدت جماعة أنصار الله الحوثية اليمنية من هجماتها منذ اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.

وفي محاولة لردعهم، تشن القوات الأمريكية والبريطانية ضربات على مواقع تابعة للحوثيين منذ يناير/كانون ثاني الماضي.