إسرائيل تواصل الضربات الجوية وبيروت تنتظر أفكارا للهدنة

من رهام الكوسى وستيفن شير

بيروت/القدس (رويترز) – شنت إسرائيل هجمات جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت التي يهيمن عليها حزب الله لليوم الثاني على التوالي يوم الأربعاء، بينما ينتظر لبنان سماع أحدث مقترحات واشنطن لوقف إطلاق النار بعد أن عبر مسؤول أمريكي عن أمله في التوصل إلى هدنة.

وبعد مرور أكثر من سبعة أسابيع على شن إسرائيل هجومها على حزب الله المدعوم من إيران، أدت أحدث الغارات الجوية إلى تدمير ستة مبان في الضاحية الجنوبية ومقتل ثمانية أشخاص في قرية دوحة عرمون جنوبي العاصمة. وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن من بين القتلى ثلاث نساء ومثلهن من الأطفال.

وقال حسن موسى (40 عاما) متحدثا في بيروت ‭‭‭‭‭”‬‬‬‬‬بكروا بالضاحية.. كانوا بيضربوا الضاحية بالليل، صرنا بالنهار. يعني الأمور يوم عن يوم عم بتزيد (سوءا)”، مضيفا أن الغارات الجوية الإسرائيلية امتدت أيضا إلى مناطق مثل عرمون، وهي قرية تقع جنوبي بيروت قالت وزارة الصحة إن ستة أشخاص قتلوا فيها.

وشنت إسرائيل هجوما جويا وبريا كبيرا على حزب الله المدجج بالسلاح في أواخر سبتمبر أيلول بعد تبادل الضربات عبر الحدود على مدى عام تقريبا بالتوازي مع حرب غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته الجوية دمرت تسع منشآت لتخزين الأسلحة ومراكز قيادة يستخدمها حزب الله في سلسلة من الضربات في منطقة بيروت وإن حزب الله أطلق 40 مقذوفا على إسرائيل يوم الأربعاء. وأضاف الجيش الإسرائيلي أن ستة جنود إسرائيليين قتلوا في معارك بجنوب لبنان.

وأوضح أن وابلا كثيفا من الصواريخ أُطلق من لبنان على إسرائيل، حيث دوت صفارات الإنذار في المناطق الوسطى. ولم ترد أنباء بعد عن وقوع خسائر مادية أو بشرية.

وقال مبعوث البيت الأبيض آموس هوكستين، المسؤول الأمريكي الذي قاد عدة محاولات غير مثمرة للتوسط في وقف إطلاق النار على مدى العام الماضي، لأكسيوس إنه يعتقد أن “هناك فرصة” لهدنة في لبنان قريبا. وأضاف “أنا متفائل بأننا نستطيع الوصول إليها”.

وتشير تعليقاته إلى محاولة أخيرة من قبل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المنتهية ولايته للتوصل إلى وقف إطلاق النار في لبنان في وقت تتهاوى فيه على ما يبدو الجهود الدبلوماسية لإنهاء حرب غزة، في ظل تعليق قطر دورها كوسيط.

وتقول الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى إن وقف إطلاق النار في لبنان يجب أن يستند إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أنهى حربا سابقة بين الجانبين في عام 2006. ويطالب القرار بأن تكون مناطق جنوب لبنان القريبة من الحدود الإسرائيلية خالية من أي أسلحة بخلاف أسلحة الدولة اللبنانية.

وتشتكي إسرائيل منذ فترة طويلة من عدم تنفيذه أبدا، مشيرة إلى أسلحة جماعة حزب الله ومقاتليها على الحدود. وبدوره يتهم لبنان إسرائيل بانتهاك القرار، حيث تنتهك الطائرات الحربية الإسرائيلية مجاله الجوي بانتظام.

ونُقل عن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الحليف السياسي لحزب الله والذي أيده الحزب للتفاوض، قوله إن لبنان ينتظر مقترحات ملموسة لوقف إطلاق النار ولم يُبلغ رسميا بأي أفكار جديدة.

وقال بري، الذي ساعد في التفاوض على هدنة عام 2006، لصحيفة الشرق الأوسط “الموجود على الطاولة هو فقط القرار 1701 ومندرجاته التي يجب العمل على تنفيذها والالتزام بها من الجانبين، لا من الجانب اللبناني وحده”.

وتريد إسرائيل أن يكون لها الحق في التدخل بنفسها لفرض أي وقف لإطلاق النار إذا رأت ذلك ضروريا، مشيرة إلى أن وجود قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان لم يمنع حزب الله من حشد قوات في المنطقة.