BBC العربية
استفاقت أحياء من العاصمة السودانية الخرطوم في أول أيام عيد الفطر على وقع قنابل الطائرات والمدافع الثقيلة في هجوم للجيش بحسب بيان لقوات الدعم السريع صباح اليوم الجمعة،
في حين قالت قيادة القوات المسلحة إنها تقوم بعملية تمشيط بري في كامل ولاية الخرطوم، بعد ما وصفته بـ”نجاح عملية حسم جوي استهدفت نقاط وجود المليشيات في الخرطوم فجر اليوم”.
وتحدث شهود عن إطلاق نار وغارات جوية قبل شروق الشمس كما يحدث كل صباح منذ 15 نيسان/أبريل.
وأكدت لجنة أطباء السودان المركزية في منشور على فيسبوك “في ليلة عيد الفطر المبارك تعرضت قبل قليل وما زالت تتعرض مناطق متعددة من الخرطوم للقصف والاشتباكات المتبادلة بين قوات الجيش والدعم السريع”. وأضافت أن هذه المواجهات “خلفت دمارا طال المباني والمنشآت والممتلكات العامة”.
يأتي هذا في وقت خرجت فيه عدد من المستشفيات عن الخدمة في الخرطوم بحسب ما أعلنته نقابة أطباء السودان، فيما ذكرت منظمة الصحة العالمية الجمعة مقتل 413 شخصا وجرح 3551 منذ اندلاع القتال قبل ستة أيام.
وتأتي هذه التطورات بعد موافقة فوات الدعم السريع على هدنة إنسانية مدتها 72 ساعة تبدأ من 6 صباح الجمعة، بناء على تفاهمات دولية وإقيلمية ومحلية.
وقالت قوات الدعم السريع في بيانها: ”بناء على تفاهمات دولية وإقليمية ومحلية وافقنا على هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة تبدأ من الساعة السادسة من صباح اليوم بالتوقيت المحلي. وننوه الى أن الهدنة تأتي تزامنا مع عيد الفطر المبارك”.
كما أعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي أنه تلقى اتصالات من عدد من قادة دول المنطقة، بينها جنوب السودان وإثيوبيا، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين.
ودعا جميع هؤلاء القادة إلى وقف القتال مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي، الرجل الثاني في السلطة منذ الانقلاب.
وكان الفريق أول البرهان ألقى خطابا موجها إلى السودانيين بمناسبة عيد الفطر عبر التلفزيون الحكومي، في أول ظهور له منذ بدء القتال في 15 نيسان/أبريل، لم يشر فيه إلى أي هدنة، قال فيه إن “بلادنا أصابها جرح بالغ الخطورة”.
وأضاف “يبقى الأمل الدائم في أننا مع شعبنا العظيم سنتجاوز هذه المحنة ونخرج منها أكثر وحدة وقوة وتماسكا ويزداد هتافنا قوة جيش واحد شعب واحد”.
ويعيش سكان الخرطوم البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة يومهم السابع وسط الغارات الجوية والانفجارات والاشتباكات في الشوارع.
وألحقت عمليات إطلاق النار المستمرة أضرارا جسيمة بمستشفيات جديدة الخميس، وفقا لنقابة الأطباء. وقد أصيب أربعة منها في الأبيض الواقعة على بعد 350 كيلومترا جنوب الخرطوم.
وقال عبد الله وهو من سكان العاصمة لوكالة فرانس برس الخميس “نود أن يتوقف القتال حتى العيد لكننا نعلم أن ذلك لن يحدث”.
وبعد اجتماع مع رئيس الاتحاد الأفريقي وقادة دوليين آخرين “اقتنع الجميع بأن الهدنة ملحة في السودان”، حسب وزير الخارجية الأمريكي الذي دعا الفريقين المتنافسين إلى محاولة التفاوض مرة أخرى من أجل وقف القتال الذي يتركز خصوصا في الخرطوم ودارفور.
وفي العاصمة، نفدت مؤن عدد كبير من العائلات ولم يعد لديها كهرباء أو مياه جارية. ويحاول عدد كبير منها الفرار بين نقاط التفتيش التابعة لقوات الدعم السريع والجيش.
ونبهت مجموعة الأزمات الدولية إلى ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة للحيلولة دون اندلاع “حرب أهلية شاملة”، محذرة من وقوع الكابوس الذي يخشاه السودانيون.
وحذر برنامج الغذاء الدولي من أن تُلقي أعمال العنف بالمزيد من ملايين السودانيين إلى الجوع، في بلاد يحتاج فيها ثلث السكان، أي 15 مليون شخص، إلى مساعدات.
وأوقف البرنامج نشاطاته في السودان إثر مقتل ثلاثة من عامليه السبت.
ويرتكز الخلاف بين البرهان ودقلو حول مسألة ضم قوات الدعم السريع إلى الجيش النظامي، وهو الشرط الأساسي للاتفاق على الانتقال الديمقراطي في البلاد.
ودفع القتال بالكثير من المدنيين إلى الهروب من مساكنهم في الخرطوم، في ظروف خطيرة. وتسعى مؤسسات دولية إلى تنظيم عمليات إجلاء المدنيين، وتعتزم الولايات المتحدة نشر قوات من أجل نقل موظفي سفارتها جوا.