BBC العربية
أعلن الجيش السوداني أن العمل جارٍ لإخلاء الرعايا الأجانب من السودان جراء الاشتباكات الدائرة في البلاد، وأكد الجيش أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين ستجلي رعاياها.
وأكد الجيش السوداني، أنّه سيتم إجلاء الرعايا والبعثات الأجنبية من البلاد خلال الساعات المقبلة، مشيراً إلى أنّ “الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين، ستجلي دبلوماسييها ورعاياها جوًا، بطائراتها في أقرب وقت”.
وبين بيان للجيش السوداني، أنّه “تم إجلاء البعثة الدبلوماسية السعودية إلى مدينة بورتسودان برا، ومنها إلى جدّة جوا”، وأضاف أنه سيتم في وقت لاحق تأمين إجلاء البعثة الأردنية بذات الطريقة.
ونقل التلفزيون السعودي الرسمي وصول سعوديين ورعايا من دول أخرى إلى جدة بعد إجلائهم من السودان.
ووفقا للناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية، فإنّ عملية إجلاء الأردنيين من السودان ستشمل ما لا يقل عن 300 أردني، وأضاف، أن هناك تعاونا مستمرا مع الإمارات والسعودية بشأن عمليات الإجلاء من السودان.
وكانت وزارة الخارجية السعودية قد أكدت في وقت سابق أن المملكة بدأت “ترتيب إجلاء المواطنين السعوديين وعدد من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من جمهورية السودان إلى المملكة”.
وبدأت عدد من دول العالم خطوات عملية لإجلاء رعاياها من السودان، إذ غادرت طائرة نقل عسكرية يابانية قاعدة كوماكي الجوية متوجهة إلى جيبوتي استعدادا لإجلاء المواطنين اليابانيين من السودان.
وعلى خطى طوكيو، توجهت طائرة عسكرية كورية جنوبية إلى جيبوتي، بعد أن تم إغلاق مطار العاصمة السودانية الخرطوم حاليا جراء المعارك الدائرة فيه وفي محيطه.
وفي ذات السياق، قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، إن إجلاء الرعايا الأجانب من السودان “سيزيد الخطر على المواطنين العزل”.
وأعلن وزير الخارجية المجري إجلاء 14 مجريا و48 آخرين معظمهم من الأمريكيين والإيطاليين من السودان إلى مصر.
وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت في بيان يوم الجمعة، استعدادها لفتح جميع مطارات السودان جزئيا أمام الحركة الجوية لتمكين الدول الأخرى من إجلاء مواطنيها لمغادرة البلاد بأمان.
وأضاف البيان “تؤكد قوات الدعم السريع استعدادها التام للتعاون والتنسيق وتقديم التسهيلات كافة التي تمكن الجاليات والبعثات من مغادرة البلاد بأمان”.
ومن غير الواضح إلى أي مدى تسيطر قوات الدعم السريع على مطارات السودان.
نشر قوات عسكرية
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة بحث في اتصال هاتفي مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان سلامة الأمريكيين.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إن الجيش يعد خيارات لإخلاء السفارة الأميركية في السودان، وذكر أوستن في مؤتمر صحفي في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا أن قوات أمريكية نُشرت في مسرح العمليات في السودان في حال طُلب منها التحرك، وأضاف أنه “لم يُتخذ قرار بشأن أي شيء”.
اشتباكات رغم الهدنة
اندلعت اشتباكات جديدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بمحيط القصر الرئاسي والقيادة العامة للجيش رغم الهدنة المعلنة بين الطرفين والتي كان من المفترض أن تستمر خلال أيام عيد الفطر.
ومع دخول الاشتباكات المتمركزة في العاصمة الخرطوم أسبوعها الثاني، تبادل الطرفان الاتهام بخرق الهدنة، وأظهرت لقطات نُشرت من نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، أعمدة دخان في أنحاء الخرطوم والخرطوم بحري ومناطق في أم درمان، كما أظهرت مقاطع مصورة جزء من العمليات العسكرية الدائرة في الخرطوم.
وأعلنت قيادة الجيش السوداني، أن من وصفتهم بـ”المتمردين” هاجموا سجن الهدى، وأطلقوا سراح عدد كبير من النزلاء.
وأضافت في بيانها أن قوات من الجيش وجدت في معسكر اللاماب آلاف الألبسة العسكرية الخاصة بالقوات المسلحة، مضيفة: “نخشى أن يستغلها المتمردون في القيام بأعمال سلب ونهب واسعة”.
ونقلت مصادر محلية سودانية أنباءعن مقتل ستة أشخاص في أمبدة المنصورة بأم درمان، وأظهرت لقطات متداولة بثها ناشطون تشييع الضحايا الذين قتلوا جراء سقوط قذيفة على منزلهم.
ودعت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، السبت، المجتمع الدولي إلى “المساعدة العاجلة” لوقف المواجهات المسلحة في البلاد، وطالبت بالضغط على الأطراف المتحاربة لتوفير ممرات آمنة لنقل الجرحى والجثث .
وبينت النقابة في بيان منفصل، أن عدد الوفيات منذ بداية الاشتباكات قد ارتفع إلى 256 بين المدنيين، و1454 إصابة بين المدنيين، وأشارت إلى أن تعرض ست عربات إسعاف للاعتداء، ولم يسمح لأخرى بالمرور لنقل المرضى وإيصال المساعدات، مؤكدة أن أكثر من 70% من المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباك ما زالت متوقفة عن الخدمة.
وقالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن 413 شخصا لقوا حتفهم وأصيب 3551 منذ اندلاع القتال في السودان قبل 6 أيام، ومن بين القتلى 5 على الأقل من موظفي الإغاثة.
هدوء في مروي
وفي مروي التي اندلعت فيها أولى الاشتباكات، تشهد المدينة هدوءا بعد أن انقلبت موازين القوى العسكرية هناك لصالح الجيش السوداني، وسيطرت قوات الجيش على مطار مروي الدولي بشكل كامل وقالت إنها أجبرت قوات الدعم السريع على الانسحاب.
واستخدم الجيش السوداني الطائرات الحربية لحسم معركة مطار مروي، وقد أحدث سلاح الجو السوداني فارقا كبيرا في تلك المواجهات، ويقول الجيش السوداني أن هناك استمرارا لعمليات التمشيط في المنطقة.
وبدأت المدينة تلتقط أنفاسها بعد الاشتباكات الدامية، إذ قال ناشطون في مروي أن الأسواق التجارية عادت بكامل طاقتها تقريبا، إلا أنهم أضافوا أن حركة السكان لم تعد إلى سابق عهدها بشكل كامل.