تراجع الإنفاق والإقبال على الأسواق في الأردن ترقبا لتطورات الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 28 يوما على قطاع غزة…
وكالة الأناضول
لا يمكن إخفاء الأثر النفسي للحرب على قطاع غزة في الشارع الأردني، حيث تعكس الأسواق وحركة الاستهلاك ذلك، لما في نفس الأردنيين وحتى المقيمين في البلاد.
الأخبار ومقاطع الفيديو للأحداث في غزة والقادمة عبر منصات التواصل والفضائيات أدت إلى الحد من إقبال الأردنيين على ارتياد الأسواق والمحال التجارية والمطاعم، وفقا لعاملين في قطاعات مختلفة.
يضاف ذلك، إلى نشاط حركة مقاطعة علامات تجارية عالمية في السوق الأردنية، كالمطاعم وسلع غذائية أخرى، ووقفات تضامن لم تتوقف منذ اندلاع الحرب.
ومنذ 28 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، دمر خلالها أحياء سكنية كاملة فوق رؤوس ساكنيها، وقتل 9061 فلسطينيا بينهم 3760 طفلا، وأصاب 32 ألفا، كما قتل 133 فلسطينيا واعتقل نحو 1900 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
ومنذ اندلاع الحرب يخرج آلاف الأردنيين بشكل شبه يومي بمظاهرات قرب سفارة تل أبيب بالعاصمة عمان، للتضامن مع الفلسطينيين وللتنديد “بالعدوان” الإسرائيلي على غزة.
أحمد ناصر وهو عامل في أحد محلات الألبسة بالعاصمة عمان، يقول إن الطلب حاليا في أقل مستوياته رغم اقتراب فصل الشتاء، مبينا أن الطلب عادة ما يكون ملحوظا في هذا الوقت على الألبسة الشتوية.
وأضاف ناصر في حديثه مع الأناضول: “تكاد المحلات التجارية تكون فارغة من المتسوقين في بعض الأوقات من اليوم”.
ويرجع ذلك، إلى الأثر النفسي الكبير لمشاهد القتل والدمار في غزة على الأردنيين، ما جعل شراء ملابس جديدة ليس حاجة أو أولوية، وتأجيل ذلك في ترقب لما ستؤول إليه الأمور.
بينما ميساء عبدالله وهي أم لطفل عمره 6 سنوات، تقول إنها لا تتقبل فكرة شراء ملابس جديدة لابنها، رغم أنه بحاجة لبعض الحاجيات، في وقت تفجع فيه أمهات برؤية جثامين وأشلاء أبنائها في غزة.
ولم تصدر حتى اليوم، أية أرقام رسمية عن تأثر الحركة التجارية في الأردن، رغم أن تراجع حركة المتسوقين وشهادات التجار تؤكد ذلك في أحاديث متفرقة مع الأناضول.
الخبير الاقتصادي حسام عايش، قال للأناضول، إن الأردنيين في حالة عدم يقين جراء تداعيات الحرب على غزة ومشاهد القتل والترويع التي يعانيها سكان القطاع.
وبين عايش، أن ردود فعل المواطنين وغيرهم من سكان الأردن انعكست في تراجع النشاط الاقتصادي، كما انخفضت وتيرة الإنفاق لديهم بسبب يقينهم بأن حياة أهل غزة أولى من الإنفاق خصوصا على الكماليات.
ولفت إلى محاولات من البعض بتخزين بعض أصناف الطعام والحاجيات، تخوفا من أية امتدادات لهذه الحرب، وكذلك الاحتفاظ بالسيولة النقدية في مواجهة أي طارئ.
نقيب أصحاب المطاعم والحلويات عمر العواد، قال إن الحركة في المطاعم انخفضت بما لا يقل عن 70 – 80 بالمئة منذ بداية الحرب على غزة، نظرا لحالة الغضب والإحباط في نفوس الاردنيين.
وبين أن أوقاتا تمر على بعض المطاعم دون استقبال أي زبائن، فيما تكون شوارع في بعض أوقات اليوم شبه خالية، لما يعانيه الناس من حزن يجعل ارتياد المطاعم خارج أولوياتهم أو مخططاتهم في هذا الوقت.
وتشير تقديرات سابقة إلى أن عدد المطاعم السياحية في المملكة يصل إلى 1160 مطعما، موزعة في أنحاء المملكة كافة باستثناء العقبة ومن جميع الفئات والتصنيفات.
وتصل نسبة تشغيل الأردنيين في قطاع المطاعم السياحية إلى 80 بالمئة، من نسبة العمالة التي تبلغ نحو 25 ألف عامل في هذا القطاع.