مسقط
في 6 يناير /العُمانية/ أصدرت وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة بالمنتدى
الأدبي عددًا من الإصدارات الثقافية النوعية التي سترفد المكتبة العُمانية من خلال
أفكارها ومضامينها المتعددة.
من
بين هذه الإصدارات، إصدار “جزيرة العرب في القرن الثالث الميلادي على ضوء
النقاش العربية الجنوبية”، وهو من تأليف أ.د منير عربش ود. جيريمي شيتيكات،
والذي يتناول فترة مهمة من التاريخ العربي في جزيرة العرب. يتمحور الكتاب حول
النقوش المكتشفة في جبل ريام، والتي تعود إلى القرن الثالث الميلادي.
يتناول
المؤلفان الأهمية الكبيرة لهذه النقوش في فهم طبيعة العلاقات السياسية والقوى
المؤثرة في تلك الحقبة، مع إبراز التفاعلات بين الحضارات العربية القديمة
والإمبراطوريات الرومانية والفارسية. الكتاب يركز بشكل خاص على مدى تأثير القوى
السياسية في تشكيل صورة الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام.
ومن
بين الإصدارات، ديوان “ألَق الفجر” للشاعر هلال البهلاني، الذي يضم
مختارات مميزة من قصائده في موضوعات متعددة. يهدف الديوان إلى إبراز جماليات اللغة
العربية وأدواتها، وتعزيز مكانة الشعر العربي الأصيل.
في
تقديمه للديوان، أشار الشاعر إلى أن هذا الإصدار يعكس شغفه العميق باللغة والشعر،
مع حرصه على تقديم قصائد تحمل رسالة أدبية سامية تسعى إلى الحفاظ على هوية الأدب
العربي وإثرائه. كما أكد على أهمية تطوير المهارات الشعرية لدى الأجيال الحالية،
في ظل ما يراه من تحديات تواجه هذا الفن الراقي. ديوان “ألَق الفجر”
يمثل إضافة قيّمة للمكتبة الشعرية ويجسد إبداعًا شعريًّا يعكس رؤية الشاعر في نشر
ثقافة الجمال والكلمة المؤثرة.
كما
يقدم المنتدى الأدبي للمكتبة العُمانية إصدارًا يتضمن “دراسات الفائزين
بجائزة صحار للدراسات البحثية والنقدية لعام 2022م”، وتأتي تكريماً للأبحاث
المميزة التي تسلط الضوء على الشعر العُماني ومجالاته الإبداعية.
الدراسة
الأولى بعنوان “القصيدة العُمانية المعاصرة بين بلاغتي شعرية البساطة وشعرية
الغموض الشفيف”، من تأليف الدكتور حافظ محمد جمال الدين حافظ. تميزت برؤية
نقدية تحليلية جمعت بين الجوانب الفنية والمعرفية للشعر العُماني الحديث. والدراسة
الثانية المعنونة “أدوات الصورة البصرية في الشعر العُماني، سيف الرحبي
نموذجًا” للدكتور أحمد محمد الصغير، وسلطت الضوء على توظيف الصور البصرية في
شعر سيف الرحبي وأثرها في تشكيل النص الشعري. أما الدراسة الثالثة فجاءت بعنوان
“الحداثة الشعرية وتحولات القصيدة” للدكتور محمد صلاح أحمد عبد الحميد،
والتي تناولت تأثيرات الحداثة على تطور القصيدة العُمانية وأساليبها.
كما
أصدر المنتدى الأدبي كتاب “ندوة الترجمة في البلاد العربية: الواقع
والطموحات”، الذي يوثق حصاد أعمال الندوة التي أقيمت عام 2022م بالتعاون مع
الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء. يتضمن الكتاب مجموعة من 8 أوراق عمل قدمها
نخبة من الباحثين والمتخصصين في مجال الترجمة، تناولت محاور متعددة أبرزها: واقع
الترجمة في البلاد العربية وتحدياتها.
دور
الترجمة في تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي، والطموحات المستقبلية لتطوير حركة
الترجمة في العالم العربي. يُعد هذا الإصدار مرجعاً مهماً للمشتغلين في مجال
الترجمة والمهتمين بتطوير هذا الحقل الحيوي، ويعكس اهتمام المنتدى الأدبي والجمعية
العُمانية للكتّاب والأدباء بتعزيز النقاش حول دور الترجمة في النهضة الثقافية
والمعرفية.
وأصدر
المنتدى الأدبي كتاب “التاريخ المروي: تجارب ومنهجية”، الذي يوثق أعمال
الندوة التي أقيمت بتاريخ 24 ربيع الأول 1444هـ الموافق 20 أكتوبر 2022م في النادي
الثقافي بمسقط. يجمع الكتاب بين أوراق عمل ومداخلات قدمها نخبة من الباحثين
والخبراء المتخصصين في التاريخ المروي. وتناولت الندوة مجموعة من المحاور المهمة،
من أبرزها: منهجيات التوثيق الشفهي وأهميتها في حفظ الهوية الثقافية، والتحديات
التي تواجه المشتغلين في مجال التاريخ المروي، وتجارب عملية في توثيق التاريخ
المروي محليًّا وإقليميًّا. يُعد هذا الكتاب إضافة نوعية للمكتبة التاريخية، ويعكس
حرص المنتدى الأدبي على تسليط الضوء على هذا النوع من التاريخ بوصفه رافداً مهماً
من روافد حفظ الذاكرة الثقافية والاجتماعية.
وأصدر
المنتدى الأدبي “مجتمع اللبان وفلكلوره” وهو من إعداد الباحث الدكتور
عامر الكثيري وهو عمل ثنائي اللغة (عربي وإنجليزي) يوثق بمنهجية دقيقة تجمع بين
البحث الأكاديمي والسرد الثقافي تراث محافظة ظفار المرتبط بحصاد اللبان وتجارته،
الذي كان ركيزة اقتصادية وثقافية حتى منتصف ستينات القرن العشرين. يتناول الكتاب
تاريخ ظفار كمركز عالمي لتجارة اللبان، مستعرضًا الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية
واللغوية التي شكلت هوية المنطقة.
يسلط
الكتاب الضوء على المعارف والعادات والمعتقدات الشعبية المرتبطة باللبان، ويوثق
الأهازيج والأشعار التي كانت تردد في أثناء عمليات الحصاد، لتعكس ثراءً لغويًّا
وتراثًا ثقافيًّا فريدًا. ويعتمد الكتاب على مقابلات مع كبار السن لجمع تفاصيل
دقيقة عن مجتمع اللبان، ما يجعله محاولة جادة للحفاظ على هذا الإرث قبل اندثاره.
ومن
بين الإصدارات التي أصدرها المنتدى الأدبي كتاب “تحولات السينما العُمانية
1970-2020” للمخرج العُماني محمد الكندي، الذي يُعد مرجعاً مهماً لتاريخ
السينما العُمانية وتحولاتها على مدى خمسة عقود. يتناول الكتاب بدايات السينما
العُمانية التي انطلقت من خلال الأفلام الوثائقية (التسجيلية)، التي وثقت التطورات
الاجتماعية والاقتصادية في سلطنة عُمان، ورصدت أهم الأحداث التي مرت بها البلاد.
كما سلّط الضوء على ثراء وجمال الطبيعة، وغنى العمران، وفرادة أنماط العيش
العُمانية، بما يشمل الأزياء والمنتوجات والجوانب الثقافية المادية وغير المادية.
يركز
الكتاب على التحولات التي شهدتها السينما العُمانية، مع إشارة خاصة إلى دور
التلفزيون العُماني في دعم الإنتاج السينمائي، والأفلام الوثائقية التي حصدت جوائز
محلية ودولية. كما يتناول الحراك السينمائي العُماني وإسهام وزارة الثقافة
والرياضة والشباب في تعزيز هذا القطاع.
تكمن
أهمية الكتاب في جهوده التأريخية لرصد مسيرة السينما العُمانية من خلال الشخصيات
والأحداث التي شكّلت ملامحها ضمن الخريطة السينمائية العربية. يبرز المؤلف محمد
الكندي، ديناميته واهتماماته المتعددة، مقدماً رؤية شاملة حول السينما في سلطنة
عُمان، ومستعرضاً آفاقها المستقبلية وطموحاتها.
/العُمانية/
خميس
الصلتي
Source link