BBC العربية
زاد التوتر بين الصين والولايات المتحدة مع تنفيذ بكين مناورات عسكرية تضمنت محاكاة “تطويق” تايوان.
فقد أدانت الصين انتهاك سفينة حربية أمريكية “بصورة غير قانوني” لمنطقة في بحر الصين الجنوبي تطالب بها بكين.
وأرسلت الولايات المتحدة يوم الاثنين المدمرة “يو إس إس ميليوس”، وهي مدمرة مزودة بصواريخ موجهة، عبر بحر الصين الجنوبي على بعد نحو 1300 كيلومتر جنوب تايوان.
وقالت واشنطن إن السفينة تبحر في إطار حرية الملاحة البحرية عبر المياه الدولية.
ولكن تيان جون لي، المتحدث باسم قيادة المنطقة الجنوبية للجيش الصيني قال في بيان إن المدمرة “توغلت بشكل غير قانوني في المياه المتاخمة لشعاب ميجي في جزر نانشا الصينية دون موافقة الحكومة الصينية”.
وأضاف أن القوات الجوية الصينية “تابعتها، ونفذت عمليات مراقبة للسفينة”.
وفي اليوم الأخير لمناورات عسكرية صينية، وقالت تايوان إنها رصدت طائرات تحلق في المناطق الشرقية، بينما تحدثت بكين عن مشاركة حاملة طائراتها “شاندونغ”.
وكانت بكين قد بدأت التدريبات يوم السبت بعد زيارة رئيسة تايوان، تساي إنغ ون، للولايات المتحدة ولقائها رئيس مجلس النواب الأمريكي في كاليفورنيا.
بيد أن التدريبات ليست كبيرة مقارنة بتلك التي نفذت في أغسطس/آب الماضي.
وتعتبر تايوان نفسها دولة ذات سيادة ولديها دستورها، بينما تعتبرها الصين جزيرة انفصالية سوف تعود إلى سيطرة بكين – ولو بالقوة إذا اقتضت الضرورة ذلك.
وقالت تايوان يوم الاثنين إنها رصدت 70 طائرة حربية و11 سفينة أخرى في المياه المحيطة بها.
وأظهرت خريطة لمسارات الطيران، نشرتها وزارة الدفاع التايوانية، تحليق أربع طائرات مقاتلة من طراز جيه-15 في شرقي الجزيرة، مما يشير إلى أن الجيش الصيني يحاكي لأول مرة تنفيذ ضربات من الشرق بدلا من الغرب حيث البر الرئيسي للصين.
وقال خبراء إنه من المرجح أن الطائرات أقلعت من حاملة الطائرات الصينية “شاندونغ”، واحدة من حاملتي طائرات صينية من هذا النوع، والتي تنتشر حاليا في غربي المحيط الهادئ، على بعد نحو 320 كيلومترا من تايوان.
وأكد الجيش الصيني في بيان أن الحاملة شاندونغ “شاركت” في تدريبات يوم الاثنين، وقال إن طائرات مقاتلة مزودة بالذخيرة الحية “نفذت موجات متعددة من الضربات التي تحاكي أهداف مهمة”.
ودعت واشنطن الصين مرارا إلى ممارسة ضبط النفس في أعقاب اجتماع رئيسة تايوان تساي مع كيفين مكارثي، ثالث أكبر شخصية حكومية أمريكية. في غضون ذلك، كانت بكين قد حذرت الولايات المتحدة وتايوان من اتخاذ “إجراءات مضادة حازمة” إذا التقت تساي مكارثي.
وأعلنت الصين عن التدريبات بعد مغادرة زعماء أجانب بارزين كانت تستضيفهم، من بينهم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين.
وحث ماكرون أوروبا في وقت لاحق على عدم الانجرار إلى مواجهة بين واشنطن وبكين بشأن تايوان في تصريحات أثارت بعض الانتقادات.
وأثناء زيارته للصين قال خلال مؤتمر صحفي إن أوروبا تخاطر “بالتورط في أزمات ليست أزماتنا” وهذا سيجعل من الصعب بناء “استقلال ذاتي استراتيجي”.
وبدأت التدريبات يوم السبت بعد أن عادت تساي من رحلتها التي استمرت 10 أيام إلى الولايات المتحدة وأمريكا الوسطى.
وكانت الصين قد بدأت أربعة أيام من التدريبات العسكرية غير المسبوقة، في أعقاب زيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان في أغسطس/آب الماضي، عندما كانت تشغل منصب رئيسة مجلس النواب الأمريكي، وشهدت التدريبات إطلاق بكين صواريخ باليستية في المياه المحيطة بتايوان، وكانت بيلوسي أبرز مسؤول أمريكي يزور تايوان منذ تسعينيات القرن الماضي.
بيد أن بعض الخبراء يقولون إن مثل هذه التدريبات العسكرية قد يتراجع تأثيرها بمرور الوقت.
ويشوب الغموض وضع تايوان منذ عام 1949 عندما انتهت الحرب الأهلية للحزب الشيوعي الصيني وتراجع حكام البلاد القدامى إلى الجزيرة.
وقال الرئيس الصيني شي جينبينغ إنه “يجب أن تتم إعادة التوحيد” مع تايوان.