/العمانية/
طهران في 8
يناير /العُمانية/ تُعد آلة “الكمنجة” أو “كمانجة” كما يطلق
عليها باللغة الفارسية؛ من أهم الآلات الموسيقية التقليدية والتي توجد في كافة
المحافظات الإيرانية ويكثر العزف عليها في الموسيقى التركمانية والكردية.
ويؤكد
الباحثون في مجال الموسيقى أن آلة “الكمنجة” هي الشكل البدائي لآلة
الكمان المعروفة، وتستخدم في العزف المنفرد وكذلك الجماعي وتسمى في اللغة العربية
بـ “الربابة الطنبورية” من عائلة الآلات الموسيقية الوترية.
وقال الباحث الإيراني
في الموسيقى التقليدية آرش إيزدان في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن لكل شعب
على هذه الأرض ثقافته الخاصة التي تنبع منها إيقاعات الموسيقى التقليدية، ومن أهم
الآلات الموسيقية التي تبرز معاني وتأثيرات الموسيقى الإيرانية هي آلة “الكمنجة”
التي تنسج إيقاعاتها ونغماتها فضاءات تأمل جميلة وشائقة.
وأضاف أن “الكمنجة”
لها تاريخ طويل في إيران وورد اسمها في بعض القصائد الشعرية والنصوص الأدبية
والعلمية منذ القرون الأولى للهجرة، فقد ارتبطت أول علامة تاريخية للكمنجة
بـ”كتاب الموسيقى الكبير” لأبي نصر الفارابي في القرن الرابع الهجري،
والذي يشرح فيه المبادئ الفلسفية للموسيقى.
وأوضح إيزدان أن
“الكمنجة” تتشكل من أجزاء مختلفة مصنوعة من الجلد والعظام والمعدن
وتتكون من ثلاثة أجزاء وهي: وعاء، ومقبض، وقاعدة، والوعاء أو بطن هذه الآلة هو
منتج الصوت وخازنه.
وأشار إلى أنه
بحسب بعض المصادر التاريخية قد كان لآلة “الكمنجة” ثلاثة أوتار في
البداية لكن منذ العصر القاجاري أضيف وتر رابع إليها لتشبه آلة الكمان الغربية.
وبيّن الباحث الإيراني
في الموسيقى التقليدية آرش إيزدان، أن هيكل “الكمنجة” يزيّن عادة بالصدف
والمنحوتات والمنمنمات، ومن المهم أن يكون الهيكل مصنوعًا من خشب الجوز وخشب
القيقب، ويستخدم في الوقت الحاضر من خشب التوت، ويعزف على الكمنجة بالقوس المصنوع
يدويا من قطعة خشب رقيقة مع شعر حصان متصل بكلا الطرفين”.
ويعتقد الباحث
الإيراني أن “الكمنجة” هي نموذج متطور لآلة الربابة ويتم العزف عليها في
وضع الجلوس، حيث يمسكها الموسيقار عموديًا في يده اليسرى ويسحب القوس أفقيًا على
الأوتار باليد اليمنى.
ووضّح أن فن
صناعة وعزف “الكمنجة” تم تسجيلها عام 2016 في قائمة التراث المعنوي
للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة
“اليونسكو”.
/العُمانية/
النشرة
الثقافية/عُمر الخروصي
