/العمانية/
الجزائر في 27 نوفمبر /العُمانية/ اعتبر الناقد وأستاذ الأدب العربي
بجامعة الجزائر، د. مشري بن خليفة، أنّ تتويج الروائيّ واسيني الأعرج بجائزة
السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، في دورتها العاشرة، عن فرع الآداب في مجال
الرواية، تتويجًا لمسيرة طويلة قاربت 30 سنة، ظلّ فيها يحفرُ عميقًا لنحت هويته
الروائية الخاصّة.
وقال مشري بن خليفة في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية على هامش
تكريم الروائي واسيني الأعرج بالمكتبة الوطنية بالجزائر: إنّ تتويج واسيني بجائزة
السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب يُعدُّ تكريمًا لجيل من الروائيّين
الجزائريين، وهو جيل السبعينات.
وأكد مشري بن خليفة أن الجائزة تعدُّ من أرقى الجوائز العربية،
بالنظر لقيمتها المعنوية والمادية، وتتويجُ الروائيّ واسيني الأعرج بها، يُعد
تتويجًا لمسيرته الحافلة بالفتوحات الأدبية التي استطاع من خلالها أن يُقدّم رؤى
وخطابَا روائيًّا مميّزًا ومنفتحًا، عبّر فيه عن التاريخ الوطني والعربي، وهذا ما
جعله نموذجًا يُحتذى، بالنظر إلى أنّه متعدّد الأشكال، وبقي يعمل باستمرار على
التجريب المتّصل بالواقع.
وأضاف قائلًا: “أنا أرى أنّ المتن الروائيّ لدى واسيني الأعرج،
بحسب قراءاتي لخطابه السردي في مختلف المراحل التي مرّ بها، تميّز بخصائص وصفات
معيّنة، تختلف بحسب المرحلة التي أُنجزت فيها هذه الرواية أو تلك، وعندما ننظر إلى
واسيني، نجده يُطوّرُ أدواته من مرحلة إلى أخرى، كما استطاع أن يُعبّر عن العديد
من القضايا التي تهمُّ الجزائري، والعربي عمومًا، موظّفًا الموسيقى، والفن
التشكيلي، والحكاية الشعبية، مع قدرته الفائقة على بناء أعماله الروائيّة وفق
جماليات الرواية العربية”.
وأكّد أستاذ الأدب العربي بجامعة الجزائر أنّ الروائي واسيني الأعرج
دأب على أن يُفاجئنا، في كلّ عمل روائيّ جديد يُصدره، بثيمات جديدة، وآفاق سردية متميّزة،
وهي عوامل شكّلت مُجتمِعة خصوصيات هذا الروائي الجزائري، الذي تبقى أعمالُه – بحسب
د. مشري بن خليفة – بحاجة إلى دراسة نقدية لهذا الخطاب الروائي المعاصر.
يُشار إلى أنّ فضاء “منتدى الكتاب”، استضاف بالمكتبة
الوطنية بالجزائر، الروائي واسيني الأعرج للحديث عن منجزه الروائي، تحت عنوان
“الرواية والحياة”، استعرض فيه صاحب “كتاب الأمير” قصّته
الطويلة مع الإبداع الذي امتدُّ لأكثر من أربعين سنة، لم يستقرّ فيها على شكل واحد
وثابت في كتاباته بل ظلّ دائمًا يبحث عن سبلٍ تعبيريّة جديدة.
ولخّصها واسيني الأعرج عبر مداخلته أمام الحضور في مجموعة نقاط،
أهمُّها أنّ “الروائيّ يُشبه المخرج السينمائي في البحث عن التفاصيل”،
وفي الوقت نفسه، فإنّ “الروائيّ ليس مؤرِّخًا”؛ لأنّ “الحدث
الروائيّ الأدبي ليس هو الحقيقة التاريخيّة”، غير أنّ هذا لا يُعفي الكاتب من
المسؤولية؛ فالكاتب – بحسب واسيني – “مسؤولٌ عندما يكتب”، ويُعزّزُ صاحب
“مملكة الفراشة” مذهبه هذا بالحديث عن السنوات الثلاث التي قضاها باحثًا
في تفاصيل حياة “حيزيا” (1855 /1878) بطلة روايته الأخيرة؛ التي عاشت في
الجنوب الجزائري، إضافة إلى حديثه عن اشتغاله بالعمق نفسه عندما نذر نفسه للبحث
مدة أربع سنوات من أجل إنجاز عمل روائيّ عن “مي زيادة” (1886 /1941)،
الأديبة اللُّبنانية المعروفة، الأمر الذي اضطرّه إلى زيارة العديد من الأماكن
التي عاشت بها مي زيادة، وأهمُّها تلك الشقّة التي عاشت بها ردحًا من حياتها في
فلسطين.
/العُمانية/النشرة الثقافية/عُمر الخروصي