رويترز
من إميلي ماضي وأحمد فهمي
بعلبك/النبطية (لبنان) (رويترز) – رفرفت الراية الصفراء لجماعة حزب الله فوق كومة ضخمة من الأنقاض كانت ذات يوم جزءا من السوق القديمة في مدينة النبطية بجنوب لبنان. وفي الشرق، دُمر مبنى تاريخي كان يقع بالقرب من أطلال بعلبك القديمة.
ومنذ أن دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ يوم الأربعاء، بدأ المواطنون يتفقدون حجم الدمار في مناطق واسعة من لبنان تعرضت للهجمات الإسرائيلية، بدءا من الضاحية الجنوبية لبيروت مرورا بالمنطقة الحدودية جنوب البلاد وانتهاء بسهل البقاع.
وفي مدينة بعلبك الواقعة في سهل البقاع بالقرب من الحدود السورية، كان منزل حمزة العوطا واحدا من نحو 12 مبنى دُمر في حي واحد فقط. وبرزت قضبان حديد التسليح الملتوية من بين أكوام الأنقاض والمبنى المدمر.
وقال بينما تظهر خلفه قطعة من الأرض بها حفر عميقة “هايدا العمار بيتعمر، ما نو هم. بس الأحباب الأصحاب الجيران الرفقة العالم الوطن اتدمر”.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن هجماته في منطقة بعلبك استهدفت جماعة حزب الله التي تتبادل إطلاق النار مع إسرائيل منذ عام تقريبا، وذلك قبل أن تشتد الهجمات الإسرائيلية في سبتمبر أيلول وتستهدف جميع أرجاء لبنان.
وبعلبك من المناطق ذات الأغلبية الشيعية، حيث يحظى حزب الله بنفوذ سياسي، شأنها شأن جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر إن الغارات الإسرائيلية تسببت في مقتل 940 شخصا وإصابة 1520 آخرين في المنطقة. ويعادل هذا نحو ربع إجمالي عدد القتلى في أنحاء البلاد الذي أعلنته الحكومة اللبنانية حتى الآن.
وقال خضر إن إسرائيل نفذت 1260 غارة جوية على المنطقة.
وتشتهر مدينة بعلبك بآثارها الرومانية القديمة، المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
ومن المتوقع أن يبدأ مسؤولون من وزارة الثقافة اللبنانية تفقد الأضرار الأسبوع المقبل.
وأدت غارة إسرائيلية واحدة إلى تدمير مبنى يعود للعصر العثماني يُعرف باسم المنشية.
وقال حمزة إنه كان يملك مطبخا كبيرا بجوار منزله يستخدمه في المناسبات الكبرى وكان بمثابة مطبخ خيري للفقراء خلال شهر رمضان، حيث كان يطعم 2500 شخص يوميا.
وقال وهو يتفقد الأضرار “هذا المطبخ، شو فيه؟ فيه صواريخ؟”.
وظهر رجل وهو ينتشل حقيبة كمبيوتر محمول (لابتوب) وحقيبة ظهر من صندوق سيارة محطمة، وقال وهو يبتسم ساخرا بينما كان واقفا فوق كومة من الأنقاض ويرفع الحقيبتين عاليا ليتمكن الصحفيون من رؤيتهما “من هون نحن بننتج الصواريخ”.