/العمانية/
طهران في 11 مارس /العُمانية/ تعد مدرسة دار الفنون التي تقع وسط العاصمة الإيرانية طهران صرحا ثقافيا وفنيا وأول مدرسة عصرية أُسِّسَت في تاريخ إيران الحديث.مدرسة دار الفنون التي تأسست عام 1851 على يد رئيس وزراء إيران في الحقبة القاجارية /محمد تقي فراهاني/ المعروف بـ “أمير كبير”، وكان الهدف من تأسيسها تدريس العلوم والفنون الجديدة، وكانت شاملة لجميع أنواع العلوم.وفي حوار مع وكالة الأنباء العمانية قال مهدي عسكري الباحث في التراث الثقافي الإيراني: إن دار الفنون هو اسم محفور في تاريخ إيران الحديث، فهي لم تكن مدرسة وحسب، بل كانت نواة للجامعة الإيرانية، ويعدها الكثيرون بالفعل أول جامعة إيرانية تخرج منها مئات الشخصيات البارزة في العلوم والآداب والصحافة والسياسة والثقافة والفن.وأضاف أن العديد من العلماء والأساتذة الإيرانيين والغربيين شاركوا في تأسيس هذه المدرسة حيث كان كادرها التدريسي مكونا من 7 أساتذة من النمسا، ثم انضم إليهم أساتذة من إيطاليا وألمانيا وفرنسا، بالإضافة إلى ثلاثة أساتذة إيرانيين لتدريس الطب والجغرافيا واللغة العربية.وأكد عسكري أن دار الفنون كانت شاملة لجميع أنواع العلوم؛ حيث كانت تضم معظم التخصصات بما فيها الطب والرياضيات والعلوم الطبيعية والعسكرية، وأضيف إليها فيما بعد قسم لتعليم اللغات والموسيقى.وأشار الباحث في التراث الثقافي الإيراني إلى أن هناك العديد من الشخصيات الثقافية والفنية والأدبية تخرجت من مدرسة دار الفنون أبرزها الرسام الإيراني الشهير كمال الملك، مؤكدا إلى أن المدرسة كانت أيضا سبّاقة في ترجمة الأدب الفرنسي إلى اللغة الفارسية، وفي الإبداع في الفنون الموسيقية والمسرحية المتنوعة.وأوضح أن موسيقى العزف الجماعي سواء في مجال الموسيقى التقليدية والموسيقى الغربية والأوركسترا في إيران جاءت على يد “مسيو لومير” معلم الموسيقى الفرنسي الذي جاء إلى إيران لتدريس مادة الموسيقى العسكرية في دار الفنون آنذاك.وأكمل عسكري قائلا: “بعد ذلك ازدهر تدريجيّاً العزف الجماعي في إيران، ثم أصبح مألوفاً مشاهدة الآلات الموسيقية الغربية إلى جنب الآلات الإيرانية لعزف مقطوعات إيرانية بالآلات الغربية؛ وبالتالي ظهورها بشكل جديد”.وعن التبادل الثقافي والفني في مجال المسرح وترجمة الآثار الأدبية قال مهدي عسكري: إن إيران عرفت المسرح بمفهومه الغربي الحديث مع إنشاء مدرسة دار الفنون، وذلك ضمن مختلف أشكال الفنون الأوروبية، ومنذ ذلك الحين بدأ نشاط حركة ترجمة الآداب الغربية وأعمالها المسرحية في دار الترجمة التابع للمدرسة./العمانية/النشرة الثقافية /طلال المعمري