/العمانية/
واشنطن في 12 مارس /العُمانية/ كشفت دراسة علمية جديدة أن أدمغة متعددي
اللغات تعمل بشكل مختلف عندما يتعلق الأمر بلغتهم الأم، حيث إن أدمغة الذين
يتحدثون خمس لغات أو أكثر، تستجيب لها شبكة معالجة اللغة بشكل مماثل عندما يستمعون إلى
أي من اللغات التي يتحدثونها، وعند الاستماع إلى اللغة الأم، ينخفض نشاط شبكة
اللغة ما يسمح للدماغ بمعالجتها بأقل جهد.
ووفقًا للباحثين من معهد /ماساتشوستس للتكنولوجيا/ في الولايات المتحدة
الأمريكية فإنه بشكل عام، تستجيب هذه الشبكة بقوة أكبر للغات التي يكون المتحدث
أكثر كفاءة فيها، مع استثناء واحد ملحوظ في اللغة الأم للمتحدث، فعند الاستماع إلى
اللغة الأم، ينخفض نشاط شبكة اللغة بشكل ملحوظ، حيث توضح النتائج وجود صفة فريدة
في اللغة الأولى التي يكتسبها الشخص، ما يسمح للدماغ بمعالجتها بأقل جهد، فأدمغة
الأشخاص متعددي اللغات تتطلب جهدًا ضئيلًا نسبيًّا عند معالجة لغتهم الأم.
وقام الخبراء بإجراء تجربة على 34 شخصًا متطوعًا من متعددي اللغات، كل منهم
لديه على الأقل درجة معينة من الكفاءة في خمس لغات أو أكثر ولكنهم لم يكونوا
ثنائيي اللغة أو متعددي اللغات منذ الطفولة.
وتحدث 16 من المشاركين 10 لغات أو أكثر، بما في ذلك شخص تحدث 54 لغة مع بعض
الكفاءة على الأقل. وتم فحص كل مشارك باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) أثناء استماعهم إلى مقاطع مقروءة بثماني لغات مختلفة، شملت لغتهم الأم،
واللغة التي كانوا يتقنونها بدرجة عالية، واللغة التي كانوا يتقنونها إلى حد ما،
واللغة التي وصفوا أنفسهم بأنهم ذوو كفاءة منخفضة بها، إلى جانب فحصهم أثناء
الاستماع إلى أربع لغات لم يتحدثوها على الإطلاق.
وأظهرت النتائج الخاصة بفحوصات الدماغ أن شبكة اللغة تنشط أكثر عندما استمع
المشاركون إلى اللغات التي كانوا أكثر كفاءة فيها. ومع ذلك، لم ينطبق ذلك على
اللغات الأصلية للمشاركين، ما أدى إلى تنشيط شبكة اللغات بشكل أقل بكثير من اللغات
غير الأصلية التي كان لديهم إتقان مماثل فيها. ويشير هذا إلى أن إتقان اللغة الأم
لا يحتاج إلى بذل جهد كبير لتفسيرها، بالإضافة إلى أن شبكاتهم اللغوية أكثر تفاعلًا
عند الاستماع إلى لغات مرتبطة بلغة يمكنهم فهمها، مقارنة بالاستماع إلى لغات غير
مألوفة تمامًا.
/العُمانية/
خميس الصلتي