رويترز
من جوناثان سول وجيمس ماكنزي
شيلو (الضفة الغربية) (رويترز) – بعد التوسع غير المسبوق لنشاط إسرائيل في بناء المستوطنات، يتطلع بعض المدافعين عن بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة إلى دونالد ترامب لتحقيق حلم فرض السيادة على منطقة ينظر إليها فلسطينيون على أنها أساس دولة لهم في المستقبل.
وتتغير ملامح الضفة الغربية بسبب التوسع السريع في المستوطنات اليهودية منذ عودة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على رأس ائتلاف قومي يميني متطرف قبل عامين. وخلال ذلك الوقت، تفجرت أعمال عنف المستوطنين مما أدى إلى فرض عقوبات أمريكية.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، ظهرت الأعلام الإسرائيلية على قمم تلال يطالب بها بعض المستوطنين في وادي الأردن بالضفة الغربية، مما زاد مخاوف العديد من الفلسطينيين حيال سيطرة أكبر لإسرائيل على تلك المناطق. وأقام بعض المستوطنين صلوات من أجل فوز ترامب قبل الانتخابات.
وقال يسرائيل ميداد وهو ناشط وكاتب يؤيد ضم إسرائيل للضفة الغربية، متحدثا لرويترز عن فوز ترامب من داخل المنزل الذي عاش فيه لأكثر من أربعة عقود في مستوطنة شيلو بالضفة الغربية “لدينا آمال كبيرة. نحن حتى متفائلون إلى حد ما”.
واحتفى مستوطنون بترشيح ترامب لمسؤولين معروفين بآرائهم المؤيدة لإسرائيل لمناصب في إدارته، ومن بينهم السفير مايك هاكابي، وهو مسيحي إنجيلي قال إن الضفة الغربية ليست تحت الاحتلال وإنه يفضل مصطلح “تجمعات” على “مستوطنات”.
وعلى مدى الشهر الماضي، دفع وزراء بالحكومة الإسرائيلية ومدافعون عن المستوطنات ممن لديهم علاقات مع اليمين المسيحي في الولايات المتحدة بشكل متزايد بفكرة “استعادة السيادة” على الضفة الغربية في تصريحات عامة. ولم تعلن حكومة نتنياهو أي قرار رسمي بشأن هذه المسألة. ورفض متحدث باسم مكتب نتنياهو التعليق عند إعداد هذا التقرير.
وليس من المؤكد بأي حال من الأحوال أن ترامب سيدعم خطوة من شأنها تهديد طموح واشنطن الاستراتيجي المتمثل في التوصل إلى اتفاق أوسع بموجب اتفاقيات إبراهيم لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، والتي ترفض مثل معظم دول العالم السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وقال دينيس روس وهو مبعوث أمريكي سابق للشرق الأوسط في إدارات ديمقراطية وجمهورية استنادا إلى تقييمه الخاص لاعتبارات السياسة الخارجية لترامب “رغبة ترامب في توسيع اتفاقيات إبراهيم ستكون على رأس الأولويات”.
وأضاف “لا يمكن أن يفكر السعوديون بجدية في الانضمام إذا ضمت إسرائيل رسميا الضفة الغربية”.
ومن شأن ضم الضفة الغربية القضاء على أي أمل في حل الدولتين الذي سيفضي إلى تأسيس دولة فلسطينية مستقلة، وكذلك تعقيد الجهود المبذولة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة والتي امتدت إلى لبنان.
وخلال ولايته الأولى، نقل ترامب السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس وأنهى موقف واشنطن الراسخ منذ فترة طويلة بأن المستوطنات غير قانونية. لكن في عام 2020، أحبطت خطته لإنشاء جزء من دولة فلسطينية على طول الحدود القائمة جهود نتنياهو من أجل فرض السيادة الإسرائيلية على المنطقة.
ولم يكشف الرئيس المنتخب عن خططه للمنطقة. لم تجب المتحدثة الانتقالية باسم ترامب كارولين ليفيت على أسئلة حول السياسة الخارجية، وقالت فقط إنه “سيعيد السلام من خلال القوة في أنحاء العالم”.
ومع ذلك، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أحد أبرز الوزراء المؤيدين للمستوطنات في الحكومة، قبل أيام إنه يأمل في أن تتمكن إسرائيل من ضم الضفة الغربية في العام المقبل بدعم من إدارة ترامب.
وقال يسرائيل جانتس رئيس مجلس يشع، الذي يجمع تحت مظلته مجالس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، في مقابلة إنه يأمل في أن “تسمح” إدارة ترامب للحكومة الإسرائيلية بالمضي قدما في خطط ضم الضفة الغربية.
وقاد جانتس صلاة من أجل فوز ترامب عند أنقاض كنيسة بيزنطية قديمة في شيلو قبل انتخابات الخامس من نوفمبر تشرين الثاني.
وقال “صلينا من أجل أيام أفضل لشعب الولايات المتحدة الأمريكية ولإسرائيل”. وشيلو منطقة يزورها الكثير من السياسيين الأمريكيين، منهم هاكابي وبيت هيجسيث، مرشح ترامب لمنصب وزير الدفاع.
وصرح هاكابي الأسبوع الماضي لأروتز شيفا، وهو موقع إخباري إسرائيلي مؤيد لحزب حركة الصهيونية الدينية بزعامة سموتريتش، إن أي قرار بشأن الضم يرجع للحكومة الإسرائيلية. ولم يرد هاكابي بعد على طلب للتعليق.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف إن أي إجراء من هذا القبيل من جانب الحكومة الإسرائيلية لن يغير من حقيقة أن هذه أرض فلسطينية.