/العمانية/
عمّان في 16 أكتوبر /العُمانية/
يتضمن كتاب “فلسطينياذا” للشاعر الأردني علي العامري نصًّا واحدًا متعدد
الأصوات والإيقاعات، يوظّف أساليب الحوار والسرد والدراما والمرجعيات التراثية
الشعبية والتاريخية والأسطورية.
إذ نجد في الكتاب الصادر
عن الأهلية للنشر والتوزيع، عناصر من ملحمة هوميروس “الإلياذا” مثل
انتظار بنلوبي لعودة عوليس، والحصان الخشبي، وتضحيات أبناء طروادة. وتم تعمير
النصّ بالأبعاد المكانيّة والطبيعيّة والروحيّة، عبر توظيف أسماء القرى والمدن
الفلسطينية، والزهور البرّية والنباتات والأشجار، والأماكن المقدّسة.
يقول العامري عن إصداره:
“تجتمع في كتاب (فلسطينياذا) ذاكرة المكان الأول، فلسطين، مع ذاكرة أطلس
التهجير والشتات. وتلتقي فيه ذاكرة الجد والأب والأم وذاكرة الحفيد والابن، وذاكرة
النكبة والنكسة، وذاكرة الحرب، وذاكرة الطفولة وقرية القليعات، وذاكرة معركة
الكرامة، وذاكرة الشعر الفلسطيني، وذاكرة الثورة والانتفاضة والمقاومة، وذاكرة
الحجر الفلسطيني”.
وكتب الأديب والناقد
د.إبراهيم السعافين في تقديم الكتاب: “يقدّم العامري الملحمة الفلسطينيّة
الحديثة في تشبّث أبناء فلسطين بهويّتهم وأرضهم، سواء أكان ذلك على الأرض
الفلسطينيّة أم في مواطن الشتّات”.
وأضاف: “يتماهى صوت
الأرض وصوت ابنها الذي يهجس باسمها في كلّ حين. فنرى الارتداد إلى اللحظة الأولى
وعالم البساطة وتماهي الإنسان مع الطبيعة حين كان يصنع الحضارة وحيدًا، فيلتحم
الصوتان الملحميّ والرعويّ في استقصاء فريد للمدن والقرى الفلسطينيّة، فلا يغادر
مكانًا محتلًّا قائمًا أو مدمّرًا إلّا ذكره ذكر العاشق الذي يتلذّذ بذكر الأسماء
والمتعلّقات. وبدا من مظاهر هذا التلذّذ تكرار ذكر المكان، وكأنّه يردّد أغنيةً أو
أنشودةً قريبةً إلى النّفس تدغدغ الأعماق”.
وكتب الشاعر زهير أبو
شايب على الغلاف الأخير: “علي العامري، في عمله هذا، يفعل ما يفعله الشاعر
الحقيقيّ الشجاع: لا يستسلم لسلطة المقولات، ولا يسمح لتجربته الشعريّة أن تركد مهما بلغ نضجها وزخمها، ولذا فإنّه يهجم على
النصّ فيحرّره من يبابيّة التجريد”.
وقال أبو شايب إنّ هذا
العمل “لا ينتمي إلى الواقعيّة، بل إلى الكينونيّة التي لا يتعالى فيها
الجمال عن الحياة ولا ينفصل عنها، وهو جدير بالثناء والقراءة التي هي أهمّ مكافأة
يمنحها القارئ للنصّ الحيّ”.
/العُمانية/
النشرة
الثقافية/عُمر الخروصي