السلطنة اليوم – عادل بن رمضان مستهيل
adel.ramadan@outlook.com
مع مضي خمسة أعوام على تولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم، شهدت سلطنة عُمان قفزة نوعية على كافة الأصعدة، حيث أثبتت القيادة الحكيمة لجلالته قدرتها على تحقيق التوازن بين مواجهة التحديات وتحقيق الإنجازات في إطار من الشفافية والإصلاح المتواصل.
على الصعيد الاقتصادي والمالي، حققت السلطنة تطورات ملحوظة تعكس رؤية استراتيجية مدروسة، من أبرزها خفض نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي من 68% إلى 34%، ما يعد إنجازًا لافتًا يعزز من قدرة السلطنة على مواجهة الأزمات المالية. بالإضافة إلى ذلك، تحسن التصنيف الائتماني للسندات والصكوك السيادية العُمانية، مما يعكس ثقة المؤسسات الدولية في الاقتصاد العُماني.
وللمرة الأولى منذ سنوات، تمكنت السلطنة من تحقيق فائض في الميزانية العامة، وهو مؤشر على كفاءة إدارة الموارد وتطبيق سياسات مالية متزنة. كما أولت القيادة العمانية اهتمامًا بالغًا بالشرائح المستحقة في المجتمع، عبر صرف المنافع الاجتماعية ضمن منظومة حماية اجتماعية تعد الأولى من نوعها في المنطقة العربية.
على المستوى العالمي، شهدت المؤشرات الخاصة بسلطنة عمان تحسنًا ملحوظًا، مما يعزز مكانتها في الساحة الدولية. وقد لعب جهاز الاستثمار العُماني دورًا محوريًا في تحقيق نتائج أفضل لاستثماراته داخل السلطنة وخارجها، حيث ارتفعت أصوله إلى حوالي 20 مليار ريال عماني، وتم تخفيض مديونية الشركات التابعة له بنسبة 24%.
إلى جانب ذلك، شهدت المناطق الحرة والصناعية والمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تطورًا ملموسًا في استقطاب المستثمرين المحليين والأجانب، ما يعزز من تنوع الاقتصاد العماني. كما شهد البنك المركزي العُماني زيادة في أصوله واحتياطاته النقدية من العملات الأجنبية وسبائك الذهب، فضلاً عن تحقيق فائض في الميزان التجاري، مقرونًا بنمو في الصادرات غير النفطية، واستقرار قيمة صرف الريال العماني.
ورغم هذه الإنجازات، يدرك جلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه – أن التحديات لم تنتهِ بعد، وأن معالجة ملف الباحثين عن عمل يعد من أولويات المرحلة الراهنة. ولتحقيق ذلك، يتطلب الأمر نموًا في الناتج المحلي الإجمالي بمعدل يفوق النمو السكاني بثلاثة أضعاف.
إن هذه الإنجازات هي بداية لمسار طويل من العمل لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار لعمان وشعبها الوفي. إنها رؤية مستنيرة تستند إلى التخطيط الحكيم، والإدارة الفاعلة، والرؤية المستقبلية، ما يجعل من القيادة العُمانية نموذجًا يحتذى به في العالم العربي.
نسأل الله العلي القدير أن يوفق جلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه- لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تعود بالنفع على عُمان وشعبها، وتعزز مكانتها بين الأمم.