/العمانية/
الجزائر في 6
نوفمبر /العُمانية/ يُقدّمُ د. نورالدين باكریة، في كتابه “حداثة النص الشعري
من جنوح البلاغة إلى اقتضاب الھایكو”، قراءةً في تجربة الشاعر الجزائري عاشور
فني.
ويؤكّد مؤلّف
هذا الكتاب في تصريح لوكالة الأنباء العمانية، أنّ الشعر الجزائري لم يكن بدعًا من
الشعر العربي؛ فقد اتّجهت التجربة الشعرية الجزائرية، على يد أسماء كثيرة، صوب
المغامرة في ارتياد عوالم تجريبية تحت سلطة بريق الحداثة؛ حيث شكّلت الحداثة
الشعرية ملمحًا بارزًا في النتاج الشعري لشعراء الجزائر، منذ بداية حركة الشعر
الحر حتى اليوم؛ ما جعلنا نتّجه إلى رصد هذه الظاهرة وتحوُّلاتها وحركيتها لدى الشاعر
عاشور فني، كونه أحد الشعراء الجزائريين الأكثر استمرارًا في الكتابة، والأكثر
نزوعًا نحو التجريب.
ويُضيف د. باكرية بالقول: “لا تزال الحداثة الشعرية من
الموضوعات التي تستهوي الباحثين في العالم العربي، ولا تزال مباحثها – رغم ما
أُسيل فیھا من حبر- تحتاج إلى الكثير من البحث والتقصّي لفتح مغاليق إشكالاتها،
وما فتئت الدراسات النقدية المعاصرة والتجارب الشعرية تصبو إلى الحداثة وتتّجه
صوبها”.
ويؤكّد هذا
الباحث قائلا “حرصنا في هذه الدراسة على التركيز على بعض ملامح الحداثة في
شعر “عاشور فني” من خلال مدونته الشعرية المكونة من أربعة دواوين شعرية
ھي على التوالي: “زھرة الدنیا”، و”رجل من غبار”، و “الربیع
الذي جاء قبل الأوان”، و”ھنالك بین غیابین یحدث أن نلتقي”.
من جهة أخرى،
يشيرُ باكرية إلى أنّ ھذه الدراسة تستمدُّ قیمتھا من كونھا قامت على دراسة نتاج
أحد أھم الشعراء الجزائریین المعاصرین، وأكثرھم نزوعًا نحو الاشتغال على الحداثة
وآلیاتھا، كما أنھا دراسة تحلیلیة سعت – في فصلھا الأول – إلى كشف بعض ملامح
الحداثة في نماذج من الخطاب الشعري الجزائري، وكیفیة تجلیاتھا فیه. وقد اعتمدت ھذه الدراسة منھجًا مركّبا حاول
المزج بین بعض آلیات المنھج السیمیائي، من جھة، والمنھج الأسلوبي، من جھة ثانیة،
كما اتكأت الدراسة، في أحیان أخرى، إلى الاشتغال على آلیات التناصّ، الذي اعتبره
الباحث، منھجًا نقدیًّا قائمًا بذاته لامتلاكه خلفیة معرفیة، مضافًا إلیھا آلیات
واضحة ومحدّدة. ولم تخلُ ھذه الدراسة من استخدام بعض أدوات المنھج التاریخي في
جانبھا النظري الذي حاول الباحث من خلاله تتبُّع مسارات الحداثة وتاریخھا في
الثقافة العربیة والغربیة. وبناء على ذلك، قسّم الباحث ھذه الدراسة إلى أربعة فصول
تدرج فیھا تدرُّجًا منھجیًّا، ابتداءً من المطارحات النظریة، فالتطبیقیة؛ إذ حاول
في الفصل الأول تتبُّع مصطلح الحداثة في النقد العربي، قدیمًا وحدیثًا، والفروقات
بینھا وبین الحداثة الغربیة، مشاكلةً واختلافًا، إضافة إلى مبحث عن إشكالات التجریب
في الشعر الجزائري المعاصر، كما عمد في الفصل الثاني إلى مناقشة التشكیل وآلیات
الكتابة، محاولًا استجلاء أبعاد الحداثة من خلال آلیات العنونة، وحداثة الإیقاع
وشعریة قصیدة الهايكو.
وكرّس الباحث
الفصل الثالث لدراسة الانزياح وشعرية اللُّغة وحداثة التشكيل الطباعي، متّبعًا
آليتي، التقديم، والتأخير، والإضافة مع إدراج الفضاء الطباعي ضمن مبحث الانزياح
بصفته انزياحا.
أما الفصل
الرابع، فتناول دراسة الحداثة واستراتيجية التناصّ وفقًا لتناصّ المتن مع القرآن
الكريم، والأدب، والأساطير.
يُشار إلى أنّ
د. نورالدين باكرية، باحثٌ، وشاعرٌ جزائريٌّ، يشتغل أستاذًا للأدب العربي بجامعة
الجزائر، وصدر له “معابر.. أو كأنّ المجاز مجاز” (شعر/ 2016)،
و”انتماءات لعينيها فقط”، و”مسميات الأشياء”.
/العُمانية/
النشرة
الثقافية/ عُمر الخروصي