السلطنة اليوم – عادل بن رمضان مستهيل
-إحداث نقلة نوعية كبيرة في حياة الأطفال وللأسر والمجتمع بشكل عام:
استعداداً للولوج إلى مرحلة جديدة متوسعة في فحص حديثي الولادة عن الأمراض الأيضية، وفحص المقبلين على الزواج من الإصابة ببعض أمراض الدم الوراثية والأمراض المعدية التي ستنفذها وزارة الصحة؛ والتي تترجم حرص سلطنة عمان على تنشأت أجيال معافاة أكثر صحة؛ ترأس سعادة الدكتور سعيد بن حارب بن مناع اللمكي – وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية اجتماعاً يضم الفريق المعني بمتابعة التحضيرات لإطلاق الخدمة.
خلال الاجتماع أكد سعادة الدكتور سعيد اللمكي إن هذه التوسعة في الخدمات للفئات المستهدفة تأتي لمساعدة أفراد المجتمع والمقبلين على الزواج في بناء أسرة سليمة ومستقرة، وإنجاب أبناء أصحاء، مما يساهم مستقبلاً في بناء مجتمع أساسه متين لأن الأسرة هي اللبنة الأساسية لأي مجتمع، وشدد على ضرورة رفع مستوى الوعي اللازم للفئات المستهدفة ووصول الشريكين إلى الإدراك التام والاقتناع بعدم اتخاذ خطوة الزواج إلا بوجود فحوصات طبية يكونان على اطلاع كامل بنتائجها وأخذ ما يثبت إجراء هذا الفحص، كما إن التوسعة في مشروع خدمة فحص المواليد الجدد سيشكل فارقاً في مستقبل الأسرة مما يتيح لهم العلاج المبكر أو التدخلات العلاجية التي سيحظى بها المولود باكراً إذا ما أظهرت نتائج الفحوصات وجود أي مرض من الأمراض الوراثية.
وذكر سعادته إن إطلاق هذه الخدمات بحلتها المستحدثة سيعلن في يناير من عام 2025م وهي عبارة عن خدمة تضم حزمة من الفحوصات الوقائية الموسعة تستهدف المقبلين على الزواج للتأكد إذا كان الطرفين مصابين أو حاملين لبعض أمراض الدم الوراثية والمعدية من أجل إعطاء الخيارات والبدائل للشريكين وبالتالي يمكنهما من اتخاذ القرار الصحيح المناسب لهما.
وعن أهمية هذا الفحص قال سعادة الدكتور اللمكي إنه يساعدنا على تجنيب الأطفال معاناة الإصابة بأحد الأمراض الوراثية، كما يحد من تناقل بعض أمراض الدم الوراثية والمعدية، مما يساهم في الحد من الكثير من المشاكل النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعانيها الأسرة التي تعاني من إصابة أحد أطفالها بهذه الأمراض.
كذلك يأتي البرنامج الوطني للفحص المبكر لحديثي الولادة بهدف الكشف عن أي أمراض تسبب لهم مضاعفات خطيرة ،حيث يركز البرنامج على فحوصات المواليد الجدد في أسرع وقت وذلك للوقاية من مضاعفات المرض، و لخفض معدلات المراضة والإعاقة والوفيات الناتجة عن الأمراض الأيضية.
تعد التشوهات الخلقية والأمراض الوراثية من أهم أسباب الإعاقة ومراضه ووفيات الأطفال في سلطنة عمان، وتعتبر الاضطرابات الأيضية الاستقلابية أحد الأمراض الوراثية التي تؤدي إلى حدوث هذه الوفيات والإعاقات والتي من الممكن الوقاية منها عن طريق الاكتشاف والتدخل المبكر، وقد أسهم إدخال الفحص الموسع للمواليد في العديد من دول العالم للكشف عن هذه الأمراض في مرحلة مبكرة والتدخل المبكر والذي كان له الأثر في إحداث نقلة نوعية كبيرة في حياة هؤلاء الأطفال وأسرهم والمجتمع بشكل عام
، حيث يمكن إجراء بعض التدخلات البسيطة قليلة التكلفة لتقليل المضاعفات.