رويترز
من نضال المغربي ورمضان عبد
القاهرة/غزة (رويترز) – قال مسؤولون في قطاع غزة إن غارة جوية إسرائيلية قتلت خمسة صحفيين فلسطينيين أمام مستشفى يوم الخميس، لكن الجيش الإسرائيلي قال إنه هاجم مركبة تقل مسلحين من حركة الجهاد الإسلامي كانوا ينتحلون صفة عاملين في الإعلام.
وقال مسعفون إن الصحفيين الخمسة كانوا ضمن 26 شخصا على الأقل قتلوا في غارات جوية إسرائيلية في أنحاء القطاع قبل الفجر.
ويأتي ذلك في حين تتبادل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل الاتهامات بالتسبب في تأخير التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ أكثر من 14 شهرا.
وقالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين إنها تدين “بأشد العبارات المجزرة الفظيعة والبشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم وراح ضحيتها خمسة صحفيين باستهداف سيارة البث التابعة لقناة ’القدس اليوم’ أمام مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة”.
وذكرت النقابة أن “أكثر من 190 صحفيا وعاملا في مجال الإعلام قد ارتقوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة” في أكتوبر تشرين الأول 2023.
ووصفت قناة (القدس اليوم) التي تبث من غزة الغارة بالمجزرة، وقالت في بيان على تيليجرام إن الخمسة قتلوا “أثناء تأديتهم واجبهم الصحفي والإنساني وهذه الرسالة السامية”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه “نفذ ضربة دقيقة على مركبة تقل خلية إرهابية من حركة الجهاد الإسلامي في منطقة النصيرات”.
وفي وقت لاحق، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانا ذكر فيه أسماء أفراد طاقم القناة الخمسة وقال “أكدت معلومات مخابراتية من مصادر متعددة أن هؤلاء الأفراد كانوا من عناصر الجهاد الإسلامي ينتحلون صفة صحفيين”.
وتنفي إسرائيل عادة استهداف الصحفيين وتقول إنها تتخذ إجراءات لتجنب إيذاء المدنيين.
وخاضت حركة الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران والحليفة لحماس عدة جولات ضد إسرائيل على مدى العقدين المنصرمين، وانضم مقاتلو الحركة إلى القتال في مواجهة إسرائيل منذ أكتوبر تشرين الأول 2023. وذكرت الحركة أنها تحتجز رهائن أيضا.
ويقول مسؤولو الصحة في قطاع غزة إن حملة إسرائيل على حماس في القطاع أدت إلى مقتل أكثر من 45399 فلسطينيا ونزوح معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وتدمير جزء كبير من القطاع.
واندلعت الحرب بعد أن شنت حماس هجوما في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على جنوب إسرائيل، والذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى إنه تسبب في مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة.
* جنازات
أظهر مقطع فيديو لموقع هجوم يوم الخميس حطام مركبة فان بيضاء اللون مع ما يبدو أنه بقايا كلمة (برس) “صحافة” باللون الأحمر على الأبواب الخلفية.
وشارك العشرات من الأقارب والصحفيين في وقت لاحق يوم الخميس في جنازات الصحفيين الخمسة الذين لُفت جثامينهم في أكفان بيضاء. ووُضعت سترات زرقاء مضادة للرصاص مكتوب عليها كلمة (برس) “صحافة” فوق الجثامين المكفنة.
وقال عبد الله المقداد مراسل التلفزيون العربي خلال الجنازات “يدعي الجيش الإسرائيلي أو يبرر هذا الاستهداف بأنه في إطار استهدافه لعناصر يعملون في تنظيمات وخلايا فلسطينية، لكن على الأرض هؤلاء كانوا في مهمة عمل صحفية، كانوا يقيمون في مركبة صحفية، وكانوا يعملون أيضا على تغطية الحدث”.
وبكت نساء جانب الجثامين خلال أداء الرجال صلاة الجنازة قبل الدفن.
وقالت والدة الصحفي فادي حسونة الذي كان بين القتلى الخمسة “حسبي الله ونعم الوكيل، الله ينتجم (ينتقم) منهم، هو اللي بيعمل الخبر وبيجول (يقول) للناس الجرايم هيك تسووا فيه؟”
وقالت منظمة مراسلون بلا حدود في التقرير الختامي للعام إن غزة هي المنطقة الأكثر خطورة في العالم بالنسبة للصحفيين بسبب عمليات القتل التي ينفذها الجيش الإسرائيلي.
وقال مسعفون في القطاع إن 13 آخرين قتلوا وأصيب 25 في غارة جوية إسرائيلية على منزل في حي الزيتون بمدينة غزة. وأضافوا أن عدد القتلى قد يرتفع نظرا لوجود كثيرين محاصرين تحت الأنقاض.
وقال مسعفون إن غارة إسرائيلية على منزل في حي الصبرة بمدينة غزة قتلت ثمانية أشخاص آخرين، ليرتفع عدد القتلى يوم الخميس إلى 26.
وتبادلت حركة حماس وإسرائيل يوم الأربعاء الاتهامات بالمسؤولية عن الفشل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار رغم حديث الجانبين خلال الأيام الماضية عن إحراز تقدم.
وقالت حماس إن إسرائيل وضعت شروطا أخرى، بينما اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحركة بالتراجع عن تفاهمات تسنى التوصل إليها بالفعل.
وقالت حماس في بيان “مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تسير في الدوحة بالوساطة القطرية والمصرية بشكل جدي، وقد أبدت الحركة المسؤولية والمرونة، غير أن الاحتلال وضع قضايا وشروطا جديدة تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، مما أجل التوصل للاتفاق الذي كان متاحا”.
ورد نتنياهو في بيان قائلا “منظمة حماس الإرهابية تواصل الكذب، وتتنصل من تفاهمات تسنى التوصل إليها بالفعل، وتستمر في خلق الصعوبات في المفاوضات”.