عادل بن رمضان مستهيل
adel.ramadan@outlook.com
مع إشراقة شمس ١٨ نوفمبر المجيد، تعود للأذهان ذكريات عظيمة عن مسيرة وطنٍ شق طريقه بثبات نحو التقدم والازدهار. إنها أيام العزة والشموخ، التي تجسد عمق الانتماء والولاء للوطن والقيادة الحكيمة. نوفمبر ليس مجرد ذكرى، بل هو مناسبة للتأمل واستلهام العبر من تجربة عمان الغالية.
وفاء لعهد السلطان قابوس
يعد الثامن عشر من نوفمبر رمزًا لولادة نهضة عمان الحديثة، التي انطلقت تحت قيادة السلطان الراحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه. هذا الرجل الذي رسم بخطى ثابتة ملامح وطنٍ قويٍ، استطاع أن يحقق قفزات تنموية متتالية في مختلف المجالات. وفي كل ركن من أركان عمان، يمكن أن تجد بصماته؛ من مؤسسات التعليم إلى المشاريع الاقتصادية العملاقة، ومن تعزيز الهوية الثقافية إلى بناء علاقات دولية متينة. الوفاء للسلطان قابوس لا يعني فقط الاحتفاء بإنجازاته، بل هو عهد دائم بمواصلة المسيرة التي بدأها، والسير على خطاه في حب الوطن وخدمته بإخلاص وتفانٍ.
تجديد العهد مع السلطان هيثم
اليوم يقود السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه- مسيرة النهضة المتجددة، معززًا الإنجازات السابقة، ومؤسسًا لرؤية عمان 2040 التي تطمح إلى جعل عمان نموذجًا عالميًا في التنمية المستدامة والابتكار.
السلطان هيثم يواصل بثقة وإصرار سياسة البناء والتطوير، معتمداً على الشباب كركيزة أساسية في تحقيق طموحات المستقبل. تجديد العهد مع القيادة يعني الالتزام برؤية الوطن، والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق الأهداف الوطنية.
إنه تذكير دائم بأن حب الوطن ليس مجرد كلمات وشعارات، بل عمل جاد وتضحية.
حب الوطن وقفة صدق
في هذه الأيام الوطنية العزيزة، يجب أن نقف مع أنفسنا وقفة صادقة ونسأل: ماذا قدمنا لعمان؟ هل ساهمنا في تقدمها؟ هل أضفنا قيمة حقيقية إلى نهضتها؟ حب الوطن لا يُختصر في الأهازيج أو التزين بالأعلام فقط، بل هو التزام مستمر بالعمل والإخلاص.
عمان تستحق منا أكثر من ذلك، فهي الوطن الذي أعطانا الهوية والكرامة، والأرض التي احتضنت أحلامنا وطموحاتنا. وإذا كانت النهضة العمانية الأولى قد بنت الأساس، فإن المرحلة المقبلة تتطلب منا مضاعفة الجهود في ميادين الابتكار والتعليم والعمل التطوعي والاستثمار في المستقبل.
التجربة العُمانية الغالية
التجربة العُمانية هي درس عظيم في بناء الأوطان. لقد أثبتت عُمان أن التقدم ليس بالمظاهر، بل بالجوهر؛ ليس بالمنافسة، بل بالتعاون. هذا النموذج الفريد يُلهمنا جميعًا لبذل المزيد من أجل رفعة هذا الوطن.
في هذه الأيام المجيدة، يبقى الأمل معقودًا على كل عُماني بأن يكون عنصرًا فاعلاً في تحقيق أحلام الوطن، مسترشدًا بحكمة الماضي ورؤية المستقبل.
فلتكن أيام نوفمبر محطة انطلاق جديدة لكل واحد منا نحو المزيد من العطاء والإبداع، وفاءً لعُمان وقيادتها.كل عام وعُماننا الحبيبة بخير وعزٍ ومجد.