BBC العربية
البداية من الإندبندنت حيث كتب بورزو داراغاهي مقالاً بعنوان “هل العالم على شفا حرب عالمية ثانية؟”
وقال داراغاهي إنه “في غضون أسبوع واحد فقط، نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية المؤثرة ما لا يقل عن ستة مقالات تطالب صناع السياسة في الولايات المتحدة والغرب بمواجهة الصين بقوة أكبر في مجالات حقوق الإنسان، والشحن، والتمويل، وتغير المناخ، والحوسبة الكمومية، والرقائق الدقيقة”.
وأشار إلى مقال آخر دعا واشنطن إلى “إنشاء مجلس حرب اقتصادي لإضافة عنصر مالي إلى الموقف العسكري ضد الصين”.
واعتبر الكاتب أن “هناك حربا باردة جديدة تفرض على العالم – حرب يمكن أن تشكل حياة ودول لعقود قادمة”.
وقال: “قد يخرج التنافس عن السيطرة، حيث تقود الديناميكيات في واشنطن وبكين العالم إلى مواجهة غير مبررة بين القوى النووية”.
وأضاف: “تدرك وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الصينية احتمال حدوث فترة طويلة وخطيرة من العداء بين أكبر قوتين في العالم، لكنها تلقي باللوم بشكل حصري تقريبا على الولايات المتحدة” .
وأشار داراغاهي إلى أن “التفكير الجماعي الخطير بدأ في جميع أنحاء واشنطن، حيث يحاول الجمهوريون والديمقراطيون التفوق على بعضهم البعض بمواقف متشددة بشأن الصين”.
ويشرح الكاتب أن “الصين هي في الواقع دولة إشكالية. إنها تحاول تصدير (أو على الأقل تطبيع) نموذجها البائس للحكم الاستبدادي المدعوم من دولة مراقبة متطرفة. وقد استهدفت أقليات الأويغور والتبت بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”.
وأضاف أن الصين “غالباً ما تعمل كمتنمر عالمي مع البلدان الأصغر. إنها تشجب الإمبريالية الغربية بنفاق حتى في الوقت الذي تدعم فيه الحرب التي شنها فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا. ولا تزال تهدد تايوان، وهي دولة مستقلة صنفت باستمرار في العام الماضي على أنها أقوى ديمقراطية في آسيا”.
وقال: “لكن حلفاء الولايات المتحدة وشركائها يمارسون بانتظام نفس النوع من انتهاكات حقوق الإنسان. والولايات المتحدة من بين أعظم المتنمرين في تاريخ العالم. دعك من غزوها المشؤوم للعراق الذي شنته من دون موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. هناك أيضاً تهديد علني أقل للدول الأضعف، مثل الحرب التجارية التي شنتها ضد رواندا الفقيرة لمجرد محاولتها منع المصدرين الأمريكيين من إغراق الملابس المستعملة في أسواق المنسوجات”.
وفيما رأى أن “رئيس الوزراء الصيني شي جينبينغ مستبد بارد”، قال إن “الرجل البالغ من العمر 69 عاماً سوف يمر وقته، وسوف تستمر حضارة الصين العميقة، وعدد السكان الهائل والأسواق من بعده”.
ولفت داراغاهي إلى أن “الولايات المتحدة والغرب معرضان أيضاً لخطر الوقوع في بعض العادات القديمة السيئة. في الولايات المتحدة هناك تعصب متزايد تجاه الصينيين والأمريكيين الصينيين. حتى في الوقت الذي يشجب فيه الغرب الانتهاكات ضد المنشقين والأويغور، هناك حديث متزايد بين النخب عن الشراكة مع الدول الاستبدادية في آسيا والمحيط الهادئ وتبرير انتهاكاتها في محاولة لاحتواء الصين – تماما كما دعم الغرب الديكتاتوريات اليمينية العسكرية في أمريكا اللاتينية وآسيا باسم دحر النفوذ السوفيتي خلال الحرب الباردة الأصلية”.
وأضاف: “لكن أسوأ نتيجة ستكون الانزلاق بتكاسل إلى حرب عالمية بحكم الأمر الواقع تروج لها نفس تركيبات السياسة الخارجية في واشنطن التي جلبت الحروب الكارثية في فييتنام والعراق والحرب العالمية على الإرهاب”.
بالانتقال إلى الغارديان، كتب سايمون تيسدال أن الأسبوع الماضي “افتتح عرض دونالد ترامب، وهو دراما تراجيدية كوميدية في قاعة المحكمة في مانهاتن”. وأكد أن “هذا عرض سوف يستمر”.
وتساءل الكاتب: “هل وفرت المحاكمة عن غير قصد منصة قوية لعودة ترامب المرحلية؟ هل الجمهورية الأمريكية التي كانت ذات يوم مثالية، تلك المنارة للديمقراطية والعدالة، تنفجر تحت وطأة الحقد الداخلي، وكراهية الذات والانقسام؟”
واعتبر أنه بسبب هذا العرض “قد لا ينجو نفوذ الولايات المتحدة العالمي وسلطتها الأخلاقية من السخرية المستمرة. الأعداء ينظرون بفرح. إن ما يجري يعزز قصتهم عن الانحدار الأمريكي العنيد. بالنسبة لهم، إنها نهاية عرض الإمبراطورية”.
ورأى أن “خدع ترامب تقدم لبوتين شريان حياة. يتعين على الروسي ببساطة التمسك بها حتى، كما يأمل، يتفوق معجبه الأمريكي ويطيح هو، أو أي شخص مثله ، ببايدن العام المقبل”.
وأضاف: “كما في عام 2016، سيبذل بوتين كل ما في وسعه للمساعدة في المعلومات المضللة والهجمات الإلكترونية والحيل القذرة”.
ويقول تيسدال: “سيحرص شي جينبينغ، زعيم الصين، أيضاً على استغلال أي إحياء لترامب لتعزيز خططه للهيمنة العالمية والنظام العالمي الجديد الاستبدادي”.
وأوضح أن “دعاية بكين تتغذى على الخلل الوظيفي الداخلي في الولايات المتحدة، والجمود في واشنطن، والفساد، والتوترات العرقية، وجرائم الأسلحة – التي يساهم فيها ترامب وأتباعه فيها بشكل كبير”.
وقال إنه “على الصعيد الدولي، تمنح تصرفات ترامب الغريبة شي نافذة لعرقلة أجندة بايدن الديمقراطية المشتتة والمناورة ضد الولايات المتحدة”.
وأشار الكاتب إلى أن الرئيس الصيني “ليس وحده”. حيث أن “قائد الانقلاب الإسرائيلي الفاشل، بنيامين نتنياهو، وولي العهد السعودي المستولي على بايدن محمد بن سلمان، والملالي الإيرانيين كارهي النساء الذين يطمعون في الأسلحة النووية، جميعهم من أشد المعجبين بترامب”.
وقال: “من المعقول أن ننظر إلى لائحة اتهام ترامب المتأخرة كدليل على القوة الدائمة للديمقراطية الأمريكية، مما يدل على أنه لا يوجد أحد فوق القانون. سوف يتمسك بايدن بهذه الفكرة بينما يفكر في معركة إعادة انتخابه مع خصم يبدو أن موقعه كمرشح جمهوري متقدم وجامع تبرعات”.
وأشار تيسدال إلى أن ترامب “طغى على بايدن تماماً الأسبوع الماضي، وهذا ليس مظهراً جيدا للرئيس الحالي”.
وقال: “من المؤكد أن ترامب سيكون مصدر إلهاء دائم، وسيكون استعراضه حافزاً للجمهوريين في مجلس النواب لتحويل ما تبقى من ولاية بايدن إلى أرض قاحلة تشريعية”.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: “لقد أوضحت ميلودراما الأسبوع الماضي أكثر من أي وقت مضى أن ترامب لا يفهم أمريكا – ما الذي صنعها، وما هي عليه الآن، وما تمثله في جميع أنحاء العالم”.