/العمانية/
مسقط في 23 يونيو /العُمانية/أكّدت ندوة التعليم في سلطنة عُمان في ختام أعمالها اليوم على أهمية تكثيف الجهود ومساندة الحكومات، وتوجيه العمل نحو المزيد من التعاون والتضامن لدعم تحويل التعليم (استشراف مستقبل التعليم)، بما يتماشى مع جدول أعمال التعليم ٢٠٣٠.
وقالت آمنة بنت سالم البلوشية أمينة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم في البيان الختامي للندوة أجرينا نقاشات واسعة وشاملة عن مستقبل التعليم ضمت متخصصين في قطاع التعليم، وممثلين عن القطاع الخاص والشباب ومؤسسات المجتمع المدني ومعلمين ومشرفين التربويين وطلبة وأولياء أمور للخروج برؤية وطنية مشتركة ومتوافقة وتأطير العمل عبر المؤسسات المعنية لتحول التعليم (استشراف مستقبل التعليم)، والاستفادة من المكتسبات التي تولدت إبان جائحة كوفيد 19 مثل تغيير أساليب التدريس إلى التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد والمصادر الداعمة له.
وأضافت أنّ سلطنة عُمان تأخذ بعين الاعتبار دور الشباب كعوامل للتغيير الإيجابي وتحويل التعليم وترجمة التوجيهات السامية لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم – أبقاه الله – لأهمية الاستماع إليهم وإشراكهم في صنع مستقبلهم من خلال تزويدهم بالمهارات الأساسية اللازمة لتمكينهم وإحداث تغيير إيجابي في التعلم على كافة المستويات.
وأكّدت على أنّ سلطنة عُمان تقدّر الدور المحوري للمعلمين الذي تعاظم بشكل كبير وغير مسبوق إبان جائحة كورونا، إضافة إلى الجهود التي بذلت من قِبل المؤسسات المعنية بإعداد المعلمين لتدريبهم على اكتساب المهارات اللازمة لتطبيق التعليم الإلكتروني والتعلم عن بُعد.
ولفتت إلى أنّ سلطنة عُمان ستواصل العمل على الاستفادة من تلك المكتسبات، ودعم سياسات تمكين المعلمين والعمل مع المؤسسات المعنية من أجل إيجاد منظومة متكاملة من المرجعيات والنظم والضوابط والأسس والمبادئ الخاصة بمهنة التدريس.
وذكرت أنّ سلطنة عُمان تُقدِرُ كل الجهود والممارسات والأساليب التكنولوجية المبتكرة التي شهدها التعليم خلال الجائحة حيث تبنت مشروع التحول الرقمي في القطاعات المختلفة بما في ذلك قطاع التعليم؛ لتسريع متطلبات الحكومة الإلكترونية، وتحقيق التعلم الفعال والدعوة مستمرة في استخدام التكنولوجيا والتفاعل معها إيجابيا على المستويات المختلفة، مع الأخذ بعين الاعتبار أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في التعليم حسب توافق إعلان بيجين، واستكمال توفير البنية الأساسية اللازمة.
ودعت إلى تحقيق الجودة في مؤسسات التعليم العالي، وزيادة أعداد الملتحقين بالتعليم والتدريب المهني، وتعزيز تكامل مؤسسات التعليم العالي مع المجتمع، وطرح مسارات ومناهج تعليمية وتدريبية لمواكبة متطلبات التنمية المستدامة ومهارات المستقبل.
وفي مجال تمويل التعليم أكّدت أمينة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم على أنّ سلطنة عُمان ملتزمة بالإنفاق على التعليم كأولوية وطنية، كما تحافظ على التزاماتها الدولية التي تعهدت بها، لتحقيق غايات ومؤشرات الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، والعمل على المتابعة والتقييم ورصد مؤشرات التحقق، خاصة المؤشرات المرجعية المعتمدة للهدف الرابع، وتنفيذ الإطار العالمي للتعليم من أجل التنمية المستدامة.
وأشاد الخبراء الدوليون المشاركون في هذه الندوة بما حققته سلطنة عُمان من نتائج متقدمة في المؤشرات الدولية المرتبطة بقطاع التعليم، داعين القائمين على هذا القطاع نحو الاستمرار في الجهود والخطى والبرامج التي تسهم في الارتقاء بهذه المؤشرات إلى مستويات أعلى.
وخُصّص اليوم الثاني والختامي للندوة بعقد مشاورات محلية من خلال تسع جلسات تربوية متزامنة تضمنت تقديم 24 ورقة عمل، وتمحورت موضوعات الجلسات حول دور الشباب في صياغة مستقبل التعليم، ودور المعلم في تحويل التعليم، والتعلّم والتحول الرقمي، وبيئة تعليمية شاملة ومنصفة وآمنة، والاستثمار وتمويل التعليم، والبحث العلمي والابتكار في توجيه التعليم إلى إيجاد اقتصاد مبني على المعرفة، والتربية من أجل المواطنة العالمية، ومراقبة جودة التعليم، ومحور من التعليم إلى العمل”.
وهدفت الندوة التي أقيمت على مدار يومين إلى رصد واقع التعليم واستشراف مستقبله واقتراح الأفكار والآراء التي تخدم العملية التعليمية والتقاء جميع الأطراف المعنية بتطوير التعليم في سلطنة عُمان؛ للخروج بخارطة طريق لتحويل التعليم من خلال التركيز على جهود جميع الأطراف المعنية بمستقبل التعليم في سلطنة عُمان لتحفيز نقاش وطني، وبحث كيفية الاستفادة واستثمار الدروس والأفكار المكتسبة أثناء جائحة كوفيد 19 في مجال الاستجابة التعليمية والابتكار.
وناقشت الندوة آلية دمج الأساليب الجديدة للتعلم في سياسات وممارسات التعليم، ورصد جهود سلطنة عُمان في تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، والمبادرة القُطريّة بشأن التعليم من أجل التنمية المستدامة والمعايير الوسطية للمؤشرات الوطنية، وتطوير رؤية مشتركة والتزام مختلف الجهات بتطوير وتحويل التعليم بحلول عام 2030.
كما ناقش المشاركون والخبراء الدوليون من منظمات (اليونسكو، واليونيسف، والإسكوا) بجانب العديد من الخبراء التربويين المحليين والمهتمين بالشأن التربوي السبل المُثلى لتطوير التعليم في سلطنة عُمان؛ تحضيرًا للمشاركة في قمة “تحويل التعليم”، المزمع عقدها في شهر سبتمبر المقبل في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية ويسبق القمة مؤتمر تحضيري بمقر منظمة اليونسكو في باريس أواخر يونيو الجاري.
/العُمانية/
ياسر البلوشي