/العمانية/
الجزائر في 13 نوفمبر /العُمانية/ ترصد الروائيّة د. سامية بن دريس،
في عملها السّردي الذي يحمل عنوان “الفرائس تكتب تاريخها”، مسيرة مجموعة
من الشخصيات المتخيّلة، في قالب اجتماعي، تتخلّله لمحاتٌ تاريخيّة وفلسفية.
وتؤكّد سامية بن دريس، في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، أنّ
روايتها تتناول ثيمات، مثل الصداقة، والحب، والموت، بطلتها “علياء
جيلالي”؛ وهي امرأة في منتصف الأربعينات، تتمحور حولها مختلف التحوُّلات
الاجتماعية والسياسية التي عرفتها الجزائر، بدءًا بمرحلة التسعينات، عندما كانت
بطلة الرواية تلميذة واعدة تعشقُ الكيمياء، وتُجسّد صراع قوّتين خفيّتين هُما،
أستاذ الفلسفة صاحب الميول الاشتراكية، و”فريد” أستاذ الفيزياء صاحب
النزعة الرأسمالية، وبفعل مؤامرة دنيئة من صديقة طفولة علياء، وزوجة
“فريد” لاحقا، يتمُّ اغتيال طموحاتها وحبّها بتزويجها من أحد عُمّال
“فريد”، وهو شخصية بأعراض مرضيّة تُلقّب بـ “الجرْو”، وتتفنّن
في تعذيب “علياء”. وينتهي المطاف بعلياء عاملة في مصنع للحلوى لتعيل
ابنتها الوحيدة “كراميلا”، غير أنّ هذا المصنع يشهد جرائم سرّية تنتهي
بوفاة عاملة شابة في الطابق السفلي.
بعد ذلك تُطرد “علياء” من عملها، لتفتتح مشروعًا صغيرًا
يتمثل في إعداد وجبات منزلية بمساعدة أستاذها السابق “سليم”، وأخيها
-السجين السابق- “عصام”، قبل أن تسافر إلى إسبانيا للمشاركة في حفلة
شبابية كمغنيّة، لدعم القضية الفلسطينية، وهناك يُدركها الحجرُ الصحيُّ بسبب
انتشار وباء كورونا، لتواصل حياتها معتنية بالأشجار التي ستتعرّض لحريق، فتدخل في
حالة من الاكتئاب.
وتعتبرُ د. سامية بن دريس أنّ “أكثر الروائيّين الجزائريين
يميلون إلى المزج بين التاريخ والتخييل التاريخي؛ لأنّ الكاتب -في العادة- يقول ما
أهمله التاريخ، بتعبير آخر قد يعتمد الروائيُّ الإطار التاريخي العام، كأن يتناول
مرحلة أو شخصية تاريخيةً ما، لكنّه يؤثّثُها بأفكاره ورؤيته وخياله”.
وتُشير صاحبة “الفرائس تكتب تاريخها” إلى أنّ هناك أزمة
قراءة في الجزائر بصورة عامة، إذ تقول “من وجهة نظري، الروايات التي تحظى
بمتابعة القارئ الجزائري بصورة عامة، تتمثّل في تلك التي يُصدرُها كتّابٌ معروفون،
ومكرّسون، وهي الأكثر انتشارا، لأنّ الذائقة الأدبيّة أصبحت في أزمة، وأسبابُها
كثيرة، منها المدرسة، التي لا تُفعّل مهارة المطالعة، باعتبارها الدعامة الأساسية
في التعليم، إضافة إلى قلّة المتابعات النقدية والصحفية للأعمال الروائيّة
الجيّدة، ناهيك عن عوامل أخرى، مثل غياب تقاليد القراءة، ولذلك أفرز الواقع الجديد
أعمالًا روائية متوسطة، وقرّاءَ متوسّطين يُكرّسون هذا التوجُّه”.
يُشار إلى أنّ الروائيّة، د. سامية بن دريس، حاصلة على شهادة
الدكتوراة في الأدب الحديث والمعاصر، وتشتغل أستاذة بالمركز الجامعي عبد الحفيظ
بالصوف بولاية ميلة (شرق الجزائر)، ولها العديد من الإصدارات، أبرزُها
“الأسلوبية الإحصائية لدى سعد مصلوح” (دراسة نقدية)، و”رائحة
الذئب” (رواية/ 2015)، و”أطياف شهرزاد” (قصص/ 2016)، و”شجرة
مريم” (رواية/ 2016)، و”بيت الخريف” (رواية/ 2017).
/العُمانية/النشرة الثقافية/ عُمر الخروصي