BBC العربية
بدأ الجيش الصيني تدريبات عسكرية لمحاكاة “تطويق” جزيرة تايوان، ضمن مناورات تقوم بها بكين على مدار ثلاثة أيام.
ووصفت بكين، التي تعتبر تايوان إقليما انفصاليا تابعا للصين، العملية التي تقوم بها بأنها “تحذير شديد” لحكومة الجزيرة.
وانطلقت التدريبات بعد ساعات من عودة رئيسة تايوان تساي إنغ ون من رحلة إلى الولايات المتحدة.
وحث مسؤولو وزارة الخارجية الأمريكية الصين على عدم المبالغة في رد الفعل تجاه الاجتماع الذي عقد في كاليفورنيا، ودعوا إلى “ضبط النفس وعدم تغيير الوضع الراهن”.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إن الولايات المتحدة “تراقب عن كثب تصرفات بكين”، مشددا على أن الولايات المتحدة لديها “موارد وقدرات كافية في المنطقة لضمان السلام والاستقرار والوفاء بالتزاماتنا المتعلقة بالأمن القومي”.
وقطعت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع تايبيه لصالح بكين في عام 1979، لكنها ملزمة بموجب القانون بتزويد تايوان بوسائل الدفاع عن نفسها.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في عدة مناسبات إن الولايات المتحدة ستتدخل إذا هاجمت الصين الجزيرة، لكن الرسائل الأمريكية بشأن مسار عملها الدقيق كانت غامضة.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية إن 42 طائرة عسكرية صينية وثماني سفن عبرت الخط الفاصل وسط مضيق تايوان.
وقالت وسائل إعلام صينية رسمية إن برنامج التدريبات العسكرية “يقوم بمحاكاة تنظيم دوريات بالتزامن مع عملية تقدم للقوات حول جزيرة تايوان، مما يشكل تطويقا شاملا وموقفا رادعا”.
وأضافت أن الجيش الصيني نشر “قاذفات صاروخية بعيدة المدى ومدمرات بحرية وزوارق صواريخ ومقاتلات من سلاح الجو وقاذفات قنابل وأجهزة تشويش وإعادة تزويد بالوقود”.
وتعتبر تايوان نفسها دولة ذات سيادة لها دستورها الخاص وقادتها.
لكن الصين تعتبر الجزيرة إقليما انفصاليا سيخضع في النهاية لسيطرتها، وقد تفعل هذا بالقوة إذا لزم الأمر.
وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، سابقا أن “إعادة الاتحاد” مع تايوان “يجب أن يتحقق”.
وعلى الرغم من أن الصين تقوم بالكثير من التدريبات العسكرية حول تايوان، إلا أن التدريبات الأخيرة على “التطويق”، تعد ردا على اجتماع رئيسة تايوان تساي مع رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي، يوم الأربعاء.
وقالت تساي، يوم السبت، إن حكومتها ستواصل العمل مع الولايات المتحدة والديمقراطيات الأخرى حيث تواجه الجزيرة “استمرار التوسع الاستبدادي” من الصين.
وجاءت هذه التصريحات خلال اجتماع مع وفد من الكونغرس الأمريكي في تايبيه برئاسة رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب مايكل ماكول.
وقال ماكول إن واشنطن تعمل على إمداد تايوان بالأسلحة، “ليس من أجل الحرب، بل من أجل السلام”.
وأكدت قيادة المسرح الشرقي للعمليات بجيش التحرير الشعبي الصيني أن العملية العسكرية الصينية ستستمر لثلاثة أيام حول تايوان وحتى يوم الاثنين، تحت اسم “السيف الحاد المتحد”.
لكن وزارة الدفاع التايوانية قالت إنها سترد على التدريبات الصينية “بموقف هادئ وعقلاني وجاد” على أساس مبدأ “عدم تصعيد النزاعات، وكذلك عدم التسبب في خلافات حول الدفاع عن سيادتنا الوطنية وأمننا”.
وفي أغسطس/آب الماضي، أجرت بكين تدريبات عسكرية لمدة أسبوع تقريبا حول تايوان بعد أن زارت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب في ذلك الوقت، العاصمة التايوانية تايبيه.
وكانت تلك التدريبات بمثابة أكبر استعراض للقوة من جانب الصين منذ سنوات، وشملت نشر طائرات مقاتلة وسفن حربية وإطلاق صواريخ باليستية.