/العمانية/
برلين في 4 يناير /العُمانية/ أظهرت
دراسة نشرت اليوم أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في ألمانيا، الدولة الصناعية الأكبر في أوروبا،
وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ نحو 70 عاما بفضل انخفاضٍ أكبر من المتوقع لاستخدام
الفحم.
ووصلت انبعاثات الغازات ذات مفعول
الدفيئة إلى 673 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون العام الماضي، وهو “أدنى
مستوى منذ الخمسينيات”، وبتراجع كبير عن 746 مليون طن عام 2022، بحسب
حسابات مجموعة من الخبراء .
وقال الخبراء إن أداء
ألمانيا أفضل من الهدف السنوي المحدد بـ 722 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون كحد
أقصى، والمنصوص عليه في القانون الألماني لحماية المناخ.
يشير فريق من الخبراء إلى أن هذا الانخفاض
“يُنسب بشكل كبير الى تراجع حاد لإنتاج الكهرباء باستخدام الفحم”.
في حين زاد استخدام الفحم عام 2022
للتعويض عن توقف تدفق الغاز الروسي إلى ألمانيا، انخفض حرق الفحم العام الماضي إلى
مستواه المسجّل في الستينيات.
وبحسب الخبراء هناك عدة أسباب لانخفاض الانبعاثات حيث انخفض استهلاك
الطاقة في ألمانيا بشكل عام بنسبة 3,9% بوتيرة سنوية، ما يعكس الصعوبات التي
يواجهها القطاع الصناعي، وانخفضت الانبعاثات من القطاع الصناعي بحوالي 20 مليون
طن، أو 12% على أساس سنوي.
وقال الخبراء إن ألمانيا استوردت المزيد
من الكهرباء عام 2023، نصفها من الطاقة المتجددة وربعها من الطاقة النووية، إذ تواصل ألمانيا تحولها في مجال الطاقة مع اعتماد إنتاج الكهرباء بشكل
متزايد على الطاقات المتجددة.
وأشارت الوكالة الفدرالية لشبكات
الكهرباء في ألمانيا إلى أن حصة الكهرباء المنتجة من هذه الطاقات، خاصة الرياح والطاقة
الشمسية، بلغت 55% العام الماضي، مقابل 48% في 2022 وانخفضت حصة الفحم في مزيج الإنتاج إلى
26% مقابل نحو 34% عام 2022.
من جانب آخر أكدت مجموعة الأبحاث أن
قطاع السكن والنقل شهد “ركودا تقريبا” في مجال الانبعاثات وفشل للعامين
الرابع والثالث على التوالي في تحقيق الأهداف المناخية.
ويؤكد الخبراء أن ألمانيا، ومن أجل
تحقيق الأهداف التي حددتها لنفسها، تحتاج إلى “دفع استثماري” لتحديث
أنظمة تدفئة المباني والصناعة. ويقدرون أن 15% فقط من خفض الانبعاثات في 2023
سيكون ذو طبيعة “مستدامة”، ويندرج في إطار المدى الطويل.
وكانت هذه الانبعاثات أقل بنسبة 46% من سنة 1990، وهي السنة المرجعية، لكن لا يزال أمام ألمانيا طريق طويل قبل الوصول إلى هدفها المتمثل في خفض الانبعاثات بنسبة 65% بحلول عام 2030.
/العُمانية/
أمل السعدية