BBC العربية
عدم إقامة صلاة الجمعة أو صلاة التراويح في ثالث أكبر مسجد في العالم، استفز كثيرا من الجزائريين منذ بداية رمضان الحالي، وباتوا يطالبون بفتح أبواب “المسجد الأعظم” لصلاة الجماعة.
وتساءل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر حول سبب الاستمرار في منع أداء الصلاتين في المسجد منذ عام 2020، رغم حلول رمضان هذه السنة دون وجود مخاطر صحية متعلقة بأزمة كورونا.
لماذا الإغلاق؟
يتساءل “الإعلامي الجزائري أسامة وحيد” عبر منشور له على فيسبوك عن سبب إغلاق الجامع أمام الجماعات، مستغربا استمرار السلطات بمنع إقامة صلاتي الجمعة والتراويح رغم حلول شهر رمضان، معتبرا أن حال المسجد الحالي يجعله “هيكلاً معمارياً” لا روح فيه.
ومع توالي التساؤلات والتعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نشر حساب “جامع الجزائر” على فيسبوك منشوراً، برّر فيه سبب المنع “بانتظار استكمال رفع التحفظات التقنية المسجلة بمختلف المرافق”، ومؤكداً أن “قاعة المسجد مفتوحة لباقي الصلوات منذ عام 2020”.
جامع بلا جمعة
منذ صدور المرسوم التنفيذي عام 2006 بإعلان بناء المسجد في فترة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، أُثير الجدل في كثير من الأحيان حول وضع المسجد، حيث لم يتم الانتهاء من بنائه إلا بعد تولي الرئيس عبد المجيد تبون الحكم في عام 2019.
افتتحت قاعة الصلاة في المسجد يوم الثامن والعشرين من شهر أكتوبر / تشرين الأول 2020، تزامناً مع مناسبة ذكرى مولد الرسول محمد، وما لبثت أن قررت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية تعليق إقامة صلاة الجمعة في الثالث عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني من نفس العام، أي لم تقم فيه صلاة الجمعة إلا مرتين.
تعليق الصلاة جاء بحسب بيان للوزارة نظرا “لحساسية الوضع الوبائي المرتبط بوباء كورونا”، وأعلنت أنها ستستأنف إقامة صلاة الجمعة عند توفر الشروط المناسبة.
لكن هذه الظروف المناسبة يبدو أنها لم تحن بعد، حيث يتساءل المغردون عن سبب الاستمرار في المنع بالرغم من انتهاء الحالة الوبائية في البلاد.
رمزية المسجد
يصف رواد “المسجد الأعظم” أو #جامع_الجزائر أنه ثالث أكبر مسجد في العالم الإسلامي، بعد الحرمين المكي والمدني، ويقع في بلدة المحمدية على خليج الجزائر العاصمة، وتصل مساحته إلى 300 ألف متر مربع.
يتسع المسجد لستة وثلاثين ألف مصل، ويصل إلى حد مئة وعشرين ألف مصل عند فتح صحن القاعة، ويضم المسجد داراً للقرآن ومكتبة ومركزا ثقافي.
وتعتبر مئذنة المسجد الأعلى على مستوى العالم، إذ يصل ارتفاعها إلى 265 متراً أي ما يعادل 43 طابقاً، ويمكن الاستفادة منها أيضاً كمنارة للسفن.
كما عين الرئيس تبون في شهر مارس/ آذار 2022 الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسيني عميداً للجامع برتبة وزير.