إلـــى متى ؟؟
لماذاانتكست الراية؟
وتقلصت الغاية.
كيف لم نعد نوفي بالعهود، ولم يعد للأوطان خارطة أو حدود؟
لماذا تشوهت الوجوه.. وغابت البسمة … وتاهت العروبة؟
كيف نُضمد جراح من غادر ساحة المعركــة واهنا، وقد خذلته كل قبائل العرب؟
ضاعت أصواتهم في الكون الواسع … وارهقت أجسادهم، والدرب طويل لا ينتهـــي.
كيف يدفئ ويهنأ مــن تـــذوق طعنة الغدر ومرارة الخذلان.
ان بردُ الخذلان لا تقيهِ معاطف العالم كله.
وان ألم الغدر لا يكفيه أي تبرير أو تفسير؟
ضاعت أمنياتـــنا على طرقات الزمن.
وبحت اصوتـــنا ونحن ننادي بالشعارات وندعي المثالية والتحرر.
ندعي الأمان، وندعي أننا مستقلون.
لكننا نعي تملكهم، وزحفهم، ونعلم أننا محتلون.
نعيش الأكاذيب بصمت ونسمع الأخبار بصمت.
نرى التهجير، والتزوير، وندعي أننا لسيوفنا مستلون.
أخبروني كيف في أوطاننا أصبحت الورود تذبل والعصافيــر تبكي و ترحل؟؟
و كيف الأمنيات انتحرت، والكلمات تشوهت.
وكيف الفرحة اغتصبت … ولغة المحتل انتهجت؟؟؟
أخبروني بالله عليكم كيف نوقد شمعة لا تشتعل ..
ونحيا فرحــة لا تكتمــل ؟؟
كيف أصبحت الورود بلا رائحــة ولا ألوان..
والحدائق بلا فراشات ولا حتى أغصان؟
كيف نُسمعُ شعوباً صماء أُغنية الوطن والحنين.؟
وكيف نُلحن القصيدة والمقام كُلُهُ جريحٌ وحزين؟
كيف ننثر الزهور على طريق مظلم مٌبهم.
ونصنع البسمة والمشوار كله جريحٌ ومؤلم؟
كيف تلبس الأرملة ثوباً زهرياُ .. ونُهدي الشقيّة عقداً مرمرياً؟
إلى متـــى تتجرع عروبتنا ألم المعاناة والتشرد، ونتذوق كل أنواع القهر والتمرد؟
كيف يشتهي الموت كل هؤلاء الأطفال؟
وكيف تبتلعُ الأرض كل هؤلاء الأبطال؟
لم نعد نقتات اليوم سوى على فتات بعض الذكريات، والأمنيات؟
نعبر شوارع المدينة ولا نتعرف على ملامحها ولا أرصفتها.
لماذا مكتوب على بعضنا للأبد أن يحرس مع عبيد عبس النوق والقطعان؟
ولماذا النسوة يقترفن العار جهرا، و يتخاذلُ كُل الرماة وأشجع الفرسان؟
ولماذا أصبح الخائن الغدار يُطالب بالعدل والميزان؟
وينادي بقومية الإنسان.
وحق الإنسان،
وانسانية الإنسان.
ينادي بالشعارات: فلنعش على خُبـــز الروح، ونعمــة البقاء.
متجاهلاً أن الحياة وجود واباء.
الحياة حقوق وكبرياء.
لكننا لن نرضخ لاستعمار القهر
واستعباد الكرامة..
في داخلنا بقايا تحترق وتفاصيل مؤلمة..
في داخلنا ثورة لن تهدأ أو تخمد ..
حتى نستعيد أرض المسلمين بكل اباء وسؤدد..
الكاتبة/ نور أحمد الشحري – صلاله