رويترز
من ليلى بسام وآري رابينوفيتش
بيروت/القدس (رويترز) – شن الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء واحدة من أعنف الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تسيطر عليها جماعة حزب الله، بعد أن استبعد وزير الدفاع الإسرائيلي أي وقف لإطلاق النار في لبنان قبل أن تحقق إسرائيل أهدافها.
وارتفعت أعمدة الدخان فوق بيروت مع وقوع نحو 12 غارة على الضاحية الجنوبية منذ الضحى. وقال الجيش الإسرائيلي بعد نشر تحذيرات للمدنيين على منصات التواصل الاجتماعي إنه قصف أهدافا تابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت بما يشمل مراكز قيادة ومواقع إنتاج أسلحة.
وذكر أنه اتخذ خطوات للحد من إلحاق الضرر بالمدنيين واتهم حزب الله مجددا بتعمد التغلغل في المناطق المدنية لاستخدام السكان دروعا بشرية، وهو ما تنفيه الجماعة اللبنانية.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن شخصين قُتلا في مدينة نهاريا بشمال إسرائيل بعد استهداف مبنى سكني بصاروخ.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن سكان الشمال اضطروا إلى الاختباء بعد إطلاق طائرات مسيرة هجومية من لبنان. وقال عمال إنقاذ إن إحدى الطائرات أصابت ساحة روضة أطفال في أحد ضواحي حيفا، إذ نُقل الأطفال إلى مخبأ، مما يعني عدم إصابة أي منهم.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا في غارة إسرائيلية استهدفت بلدة بعلشميه في جبل لبنان يوم الثلاثاء. وتبعد البلدة نحو 15 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من بيروت. وذكرت الوزارة أن خمسة آخرين قُتلوا في غارة على بلدة تفاحتا في الجنوب وأن شخصا آخر قتل في غارة إسرائيلية على الهرمل في شمال شرق لبنان.
ونزح معظم السكان من الضاحية الجنوبية لبيروت منذ بدأت إسرائيل قصف المنطقة في سبتمبر أيلول. وأظهرت لقطات مصورة لإحدى الضربات، جرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، صاروخين يضربان مبنى من نحو 10 طوابق، مما أدى إلى تدميره وتصاعد سحب من الركام.
وبدأ الصراع المستمر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ عام بالتزامن مع اشتعال الحرب في قطاع غزة ثم وسعت إسرائيل في سبتمبر أيلول عملياتها العسكرية في جنوب لبنان، حيث تقصف مناطق واسعة من لبنان بغارات جوية وتنفذ قواتها توغلات في الجنوب.
ووجهت إسرائيل ضربات موجعة لحزب الله، مما أدى إلى مقتل العديد من كبار قادته، بمن فيهم الأمين العام للجماعة حسن نصر الله، وتدمير أجزاء من الضاحية الجنوبية لبيروت وطال الدمار واسع النطاق قرى حدودية في جنوب لبنان.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الهجمات الإسرائيلية على لبنان، منذ اندلاع الأعمال القتالية قبل عام، أسفرت عن مقتل 3287 شخصا وإصابة 14222 آخرين. وسقط أغلبية القتلى في الأسابيع السبعة الماضية. ولا تفرق أرقام وزارة الصحة بين المدنيين والمقاتلين.
وأدت هجمات حزب الله إلى مقتل قرابة 100 مدني وجندي في شمال إسرائيل وهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل وجنوب لبنان على مدى العام المنصرم.
* أهداف الحرب
قال وزير الدفاع الإسرائيلي المعين حديثا يسرائيل كاتس يوم الاثنين في اجتماعه للمرة الأولى مع هيئة الأركان العامة الإسرائيلية إنه لن يحدث وقف لإطلاق النار في لبنان حتى تحقق إسرائيل أهدافها.
وأضاف أن “إسرائيل لن توافق على أي ترتيب لا يضمن حقها في إخضاع ومنع الإرهاب بنفسها وتحقيق أهداف الحرب في لبنان وهي نزع سلاح حزب الله وانسحابه إلى ما وراء نهر الليطاني وإعادة سكان الشمال بسلام إلى منازلهم”.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أشار في وقت سابق يوم الاثنين إلى إحراز “بعض التقدم” في محادثات وقف إطلاق النار، مضيفا أن الحرب ضد حزب الله لم تنته بعد.
وقال إن التحدي الرئيسي الذي يواجه أي اتفاق لوقف إطلاق النار هو التنفيذ.
دعت الحكومة اللبنانية التي تضم حزب الله مرارا إلى وقف لإطلاق النار يستند إلى تنفيذ قرار الأمم المتحدة، الذي أنهى الحرب بين الجماعة وإسرائيل في عام 2006، بالكامل.
وينص القرار على إخلاء منطقة جنوب الليطاني من جميع الأسلحة باستثناء أسلحة مؤسسات الدولة اللبنانية. ويتبادل لبنان وإسرائيل الاتهامات بانتهاك القرار.
وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى نزوح أكثر من مليون شخص من منازلهم في لبنان، مما أحدث أزمة إنسانية.
وأجبر إطلاق حزب الله للصواريخ على شمال إسرائيل عشرات الآلاف من الناس على إخلاء المنطقة خلال العام الماضي.