رويترز
من بيشا ماجد وهديل الصايغ وفيديريكو ماتشوني
الرياض/دبي (رويترز) – قالت ثلاثة مصادر لرويترز إن السعودية تقلص بعض طموحاتها في مشروع نيوم العملاق وتركز على استكمال العناصر الأساسية لاستضافة الفعاليات الرياضية العالمية في العقد المقبل بسبب ارتفاع التكاليف.
وجاء ذلك بعد يوم واحد من الرحيل المفاجئ للرئيس التنفيذي للمشروع.
وضخ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مئات المليارات من الدولارات في مشروعات تنمية من خلال صندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادي للمملكة.
لكن السعودية، أكبر مصدري النفط في العالم، اضطرت إلى تقليص بعض الخطط الطموحة على مدى عام حتى الآن وسط استمرار انخفاض أسعار الخام وخفض الإنتاج في الإضرار بالاقتصاد الذي لا يزال يعتمد بشكل كبير على عائدات النفط والغاز.
وقالت مونيكا مالك كبيرة الاقتصاديين في بنك أبوظبي التجاري “نحن في المرحلة التي يتم فيها تحديد الأولويات للمشاريع. لذلك أعتقد أننا قد وصلنا إلى تلك المرحلة بالفعل”.
مشروع نيوم المطل على البحر الأحمر هو مشروع حضري وصناعي ضخم مصمم بحيث يستوعب ما يقرب من تسعة ملايين نسمة.
ونيوم ركيزة أساسية لخطة الأمير محمد (رؤية 2030) التي تهدف إلى تنويع موارد اقتصاد المملكة بعيدا عن الاعتماد على النفط.
وأعلن ولي العهد في البداية عن نيوم في 2017 بصفته مشروع تنمية عالي التقنية بمساحة 26500 كيلومتر مربع يشمل عدة مناطق، بما في ذلك مناطق صناعية ولوجستية.
ومن بين عناصر نيوم مشروع (ذا لاين) الذي تم وضع تصور له ليكون سلسلة من “الوحدات” بعرض 200 متر لاستخدامات حضرية مختلفة محصورة بين واجهتين خارجيتين بارتفاع 500 متر وطول 170 كيلومترا تخترق صفا كبيرا من المناطق الصحراوية والجبال.
وقال مستشار مطلع “عندما تم طرح المشروع لأول مرة كفكرة، كانت التكاليف 500 مليار دولار. ومع ذلك، فإن تكلفة ذا لاين وحده ستبلغ أكثر من تريليون دولار وهذا هو السبب في تقليصه”.
ويتضمن (ذا لاين) مسارات معلقة وحدائق وملعبا ويهدف إلى الاعتماد بنسبة مئة بالمئة على الطاقة المتجددة.
لكن العمل في المشروع يركز الآن فقط على الانتهاء من جزء يمتد بطول 2.4 كيلومتر، بما في ذلك ملعب من المتوقع أن يستضيف المباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم 2034، وبعد ذلك سيتم تقييم الخطط المستقبلية، وفقا لأحد المصادر الثلاثة المطلعة بشكل مباشر على الأمر.
وذكر المصدر “غيرت شركة ذا لاين خططها في سبتمبر وأكتوبر لدمج الاستاد الذي يحقق فائدة للمشروع لأنه سيتم استخدامه لكأس العالم”.
وقال المصدر نفسه إن أولوية أخرى هي استكمال منتجع تروجينا الجبلي المخطط له والذي سيستضيف دورة الألعاب الآسيوية الشتوية في 2029، مضيفا أن مشروع نيوم “تم تقليصه وتقسيمه إلى أجزاء”.
ولم يرد مكتب الاتصالات الحكومي في المملكة ولا نيوم بعد على طلب للتعليق.
وذكر المستشار “هم يراجعون كل شيء بعناية في الوقت الراهن، وهذا منطقي لأن الفرق في المشاريع المختلفة كانت تعمل بشكل منفصل وكان هناك تداخل كبير”.
وقالت مصادر عدة في وقت سابق إن قادة المشروع كانوا يعملون وفقا لمواعيد نهائية مضغوطة للغاية لتقديم تطورات ضخمة بحلول الموعد النهائي لرؤية 2030 مع تأخر عدة خطط عن الجدول الزمني أو مواجهة تأخيرات.
وقال مصدران آخران مطلعان على الأمر لرويترز إن رحيل نظمي النصر الذي ظل رئيسا تنفيذيا لفترة طويلة في نيوم جاء جزئيا بسبب عدم قدرته على تحقيق أهداف رئيسية.
ولم تعلق شركة نيوم على أسباب رحيل النصر.
وقال مصدر آخر مطلع اليوم الأربعاء إن عددا من مسؤولي نيوم المرتبطين ارتباطا وثيقا بالرئيس التنفيذي السابق قد يغادرون الشركة قريبا أيضا.
وقالت مونيكا “كانت هناك تغييرات سابقة في الإدارة، لذا من المتوقع أن يكون التأثير على معنويات المستثمرين بشكل عام محدودا”.
وأضافت أن المستثمرين قد يرحبون بنهج أكثر تحديدا ووضوحا.
وتابعت قائلة “يشمل ذلك التركيز على المشاريع الأكثر قابلية للتطبيق أو تلك المرتبطة بفعاليات رئيسية مثل الألعاب الآسيوية أو الاستاد. ويُنظر إلى الخطوة التي تهدف إلى إدارة التكاليف، وتمديد الجداول الزمنية، وإعطاء الأولوية للمشاريع على أنها تطور مرحب به”.