مسقط في 8 يناير /العُمانية/ احتفل النادي الثقافي اليوم بختام موسمه الثقافي لعام 2024م تحت رعاية سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة وذلك بمقر النادي في القرم.
وقال الدكتور محمد بن علي البلوشي رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي في كلمته إن النادي الثقافي يمثل جسرًا متينًا يشد أواصر الحاضر بجذور الماضي التليد، ويمتد نحو آفاق المستقبل الواعد، مشيدًا بأعمدة الفكر النير، والرؤى التي تشع بنورها في فضاءات الإبداع ومسارات المعرفة.
وأضاف أن النادي سعى عبر فعالياته التي نظمها في العام الماضي إلى اختراق المألوف وكسر النمطية، ليصبح منصة حيوية تحتفي بالعقل المتسائل والروح المتأملة والحالمة، مشيرًا إلى أن الثقافة في جوهرها ليست محض استعراض للموروث، بل هي استدعاء للمستقبل في ثوب الحاضر، وتجذير للهوية في قلب التغيير.
وأوضح رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي إن النادي حرص على أن يكون منبرًا يتقاطع فيه التراث مع الحداثة، منطلقًا من “رؤية عُمان 2040” التي تضع الثقافة في صلب التنمية المستدامة، لافتًا إلى أن من هذا المنطلق لم تكن فعاليات النادي مجرد أنشطة مؤقتة، بل تجليات مستمرة لرؤى فلسفية ترى في الثقافة أداة لبناء الأوطان، وجسرًا للتفاهم بين الشعوب.
وأشار إلى أن النادي الثقافي رسخ دوره الريادي في إبراز الهوية الثقافية العُمانية، بوصفها هوية نابضة بالحياة، لا تنكفئ على ذاتها، بل تنفتح على العالم تأخذ منه وتعطي، وتنسج أواصر متينة مع الآخر عبر الحوار والتفاهم.
من جانبها قالت الدكتورة منى بنت حبراس السليمية عضوة مجلس إدارة النادي الثقافي في كلمتها عن شخصية العام الثقافية إن الكاتب والإعلامي سليمان المعمري استطاع تشكيل علامة ملفتة في الأدب والإعلام، يجمع فيهما بين الإبداع والالتزام، وبين الحسّ الأدبي الراقي والرسالة الثقافية العميقة.
وأضافت أن في مجال الأدب، أصدر أعمالًا قصصية وروائية جمعت بين اللغة الرشيقة والعمق السردي، متناولًا بأسلوب مميز وساخر – في كثير من الأحيان – قضايا الإنسان وتناقضاته بلغةٍ تكشف المفارقات، وتجمع المتفرقات مشيرة إلى أن في مجال الإعلام كان المعمري صوتًا يُمثل الثقافة العمانية في أوضح صورها من خلال برامجه الإذاعية، التي قدّم عبرها محتوى ثقافيًا مميزًا، كما أتاح برامجه لتكون منصةً للكُتّاب والمثقفين، والكبار والصغار، لإيصال أصواتهم إلى الجمهور.
وأعلن صالح بن سالم العلوي عضو لجنة تقييم مسابقة النادي الثقافي للترجمة لعام 2024م عن منح الجائزة مناصفة للدكتور خالد بن محمد البلوشي عن عمله “سلسلة ترحال عبر قصص مترجمة” في 3 أجزاء، ولأحمد بن محمد الرحبي عن ترجمته لسيرة “بين الناس”.
وقال العلوي إن الترجمات المقدمة في المسابقة جاءت على مستوى عال من التميز والإبداع، وأظهرت عمقًا لغويًّا، وبراعة في نقل النصوص بروحها الأصلية ومعانيها الدقيقة.
وأضاف أن لجنة التحكيم وجدت صعوبة في عملية المفاضلة بين الأعمال، نظرًا للتقارب الكبير في الجودة والإبداع، الذي اتسمت به المشاركات مما عكس عمق التزام المشاركين وإتقانهم لفن الترجمة.
تضمن الحفل عرضين مرئيين، استعرض الأول فعاليات وأنشطة النادي الثقافي للموسم الثقافي لعام 2024م، فيما تطرق الثاني إلى شخصية العام الثقافية، إضافة إلى فقرتين موسيقيتين.
وفي نهاية الحفل، قام سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة راعي المناسبة، بتكريم الكاتب والإعلامي سليمان المعمري شخصية العام الثقافية المؤثرة لعام 2024م، وتكريم لجنة تحكيم مسابقة النادي الثقافي للترجمة والفائزين بها.
كما افتتح سعادة السيد وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة معرضًا للفنون التشكيلية بعنوان “مشكاة”، ويأتي تتويجًا لاختتام الموسم الثقافي للنادي لعام 2024.
ويُشارك في المعرض 30 فنانًا تشكيليًا من أبرز الفنانين العُمانيين، يُقدمون أعمالًا فنية متنوّعة تشمل التصوير الضوئي، والنحت، والرسم الزيتي، والأعمال التركيبية، والخط العربي، ما يُضفي على المعرض تنوعًا فنيًّا يعكس غنى التجربة التشكيلية في سلطنة عُمان.
ويُعد هذا المعرض إحدى المبادرات التي يحرص النادي الثقافي من خلالها على دعم الفنون التشكيلية، إيمانًا منه بأهمية الفن في تعزيز الهوية الثقافية وإثراء المشهد الفني العُماني، وتشجيع الإبداع الفني كوسيلة لتعزيز التواصل بين الأجيال المختلفة، وإتاحة الفرصة أمام الفنانين لعرض أعمالهم والتفاعل مع الجمهور.
وتُعد الفنون الإسلامية جزءًا أصيلًا من التراث الإنساني، حيث تتميّز بأشكالها الهندسية البديعة، وخطوطها العربية المتناسقة، ونقوشها الدقيقة، ما يعكس روح الإبداع والتأمل.
ويهدف المعرض إلى إبراز هذه القيم الجمالية وربطها بالواقع المعاصر من خلال رؤى فنية حديثة تعكس تأثير الفن الإسلامي على الإبداع التشكيلي المعاصر.
ويُشكّل المعرض فرصة لتسليط الضوء على أهمية الفنون التشكيلية في حياتنا اليومية، إذ تُسهم في تعزيز الذائقة الجمالية، وتنمية الخيال، وإيجاد بيئة ثقافية مُلهمة تُشجّع على الحوار وتبادل الأفكار.
/العُمانية/
إيمان العويسية / عُمر الخروصي
Source link
