أوكرانيا تقول إنها أسرت جنديين كوريين شماليين مصابين في روسيا

وأضاف أن “هذه لم تكن مهمة سهلة”، مدعياً أن الجنود الروس والكوريين الشماليين عادة ما يعدمون الكوريين الشماليين الجرحى “لمحو أي دليل على تورط كوريا الشمالية في الحرب ضد أوكرانيا”.

وقالت أجهزة الاستخبارات الأوكرانية في بيان لها، إن السجناء قُبض عليهم في 9 يناير/كانون الثاني، وبعد ذلك مباشرة “تم توفير كل الرعاية الطبية اللازمة كما هو منصوص عليه في اتفاقية جنيف” ونقلوا إلى كييف.

وأضافت أجهزة الاستخبارات في بيانها “إنهم محتجزون في ظروف مناسبة تلبي متطلبات القانون الدولي”.

وأوضحت أجهزة الاستخبارات أن السجناء لا يتحدثون الأوكرانية أو الإنجليزية أو الروسية، “لذلك يتم التواصل معهم من خلال مترجمين للغة الكورية، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات الوطني الكوري الجنوبي”.

وفي بيان نُشر على منصتي تيليجرام وإكس، قال زيلينسكي إن الجنود كانوا “يتحدثون إلى محققي جهاز الأمن الأوكراني” وأنه أصدر تعليمات لجهاز الأمن الأوكراني بمنح الصحفيين حق الوصول إليهم.

وأضاف “يحتاج العالم إلى معرفة الحقيقة حول ما يحدث”.

كما نشر زيلينسكي أربع صور إلى جانب بيانه. وتظهر صورتان رجلين مصابين. وأظهرت إحدى الصور بطاقة عسكرية روسية حمراء.

مكان الميلاد المذكور في الوثيقة هو توران، في جمهورية توفا القريبة من منغوليا.

وقالت أجهزة الاستخبارات إنه عند أسر السجينين، كان أحد الجنود يحمل بطاقة هوية عسكرية روسية صادرة باسم شخص آخر ومسجل في جمهورية توفا، بينما لم يكن لدى الجندي الآخر أي وثائق على الإطلاق.

وأفادت أجهزة الاستخبارات بأن الجندي الحامل لبطاقة الهوية قال أثناء التحقيق مع أفراد الأمن إنه تم إصدار الوثيقة له في روسيا خلال خريف عام 2024.

وزُعم أنه صرح بأنه في ذلك الوقت كانت بعض وحدات القتال الكورية الشمالية تشارك في تدريبات تكاملية استمرت لمدة أسبوع.

وجاء في بيان جهاز الأمن الأوكراني (SBU): “من اللافت أن الأسير… يؤكد أنه كان يشارك في تدريبات مزعومة وليس للقتال في حرب ضد أوكرانيا”.

وأضافت أجهزة الاستخبارات أن الجندي قال إنه وُلد في عام 2005، وبدأ الخدمة كجندي مشاة في كوريا الشمالية منذ عام 2021.

ذكرت أجهزة الأمن الأوكرانية، أن الأسير الثاني قدم بعض إجاباته كتابياً بسبب إصابة في الفك. وأفادت أجهزة الاستخبارات أنها تعتقد أن الأسير وُلد عام 1999، وكان يخدم كوريا الشمالية كقناص استطلاع منذ عام 2016.

وتنص اتفاقية جنيف على أن استجواب الأسرى يجب أن يتم بلغة يفهمونها، وأن يتم حمايتهم من التعرض للاهتمام العام أو فضول الجمهور.

وقالت الرئاسة الأوكرانية في بيان إن الروس “يحاولون إخفاء حقيقة أن هؤلاء جنود من كوريا الشمالية من خلال إعطائهم وثائق تدّعي أنهم من توفا أو من مناطق أخرى تحت سيطرة موسكو”.

وأضاف البيان: “لكن هؤلاء الأشخاص في الواقع كوريون، وهم من كوريا الشمالية”.

في عام 2014، تم إرسال قوات روسية تعمل في أوكرانيا – رغم نفي الكرملين – بدون علامات تعريف على زيها الرسمي.

وفي العام الماضي، عندما سُئل الرئيس فلاديمير بوتين عن استخدام روسيا لقوات كورية شمالية في حربها ضد أوكرانيا، لم ينكر ذلك، بل قال إن الأمر يعود إلى “قرار سيادي” لروسيا.

وفي ديسمبر/كانون أول، أفادت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية بأن جندياً من كوريا الشمالية يُعتقد أنه الأول الذي أُسر أثناء دعمه للحرب الروسية في أوكرانيا قد توفي بعد أن قبضت عليه القوات الأوكرانية حياً.

وفي سياق منفصل، صرّح البيت الأبيض بأن القوات الكورية الشمالية تعاني من خسائر كبيرة في الأرواح.

وذكرت أجهزة الأمن الأوكرانية أنها “تجري حالياً التحقيقات اللازمة لتحديد جميع ملابسات مشاركة القوات العسكرية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) في حرب روسيا ضد أوكرانيا”.

وأضافت أن التحقيق يجري تحت الإشراف الإجرائي لمكتب المدعي العام وفقاً للمادة 437 من القانون الجنائي الأوكراني (التخطيط والإعداد وإشعال وشن حرب عدوانية).