رويترز
من معيان لوبيل وإميلي روز ونضال المغربي وجيمس ماكنزي
القدس/القاهرة (رويترز) – توقف القتال في قطاع غزة يوم الأحد مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بعد التأخر لثلاث ساعات تقريبا، مما أوقف حربا استمرت 15 شهر وألحق الكثير من الدمار بالقطاع وأحدثت تحولا سياسيا مزلزلا بالشرق الأوسط.
وقال سكان وأحد العاملين بالقطاع الطبي في غزة إنهم لم يسمعوا أي صوت لقتال جديد أو ضربات عسكرية خلال نحو نصف ساعة قبل بدء تنفيذ الاتفاق.
وقال مسعفون فلسطينيون إن غارات جوية وضربات مدفعية إسرائيلية استمرت في شمال غزة بعد الساعة 0630 بتوقيت جرينتش، وهو الموعد الذي كان من المفترض أن يبدأ فيه سريان وقف إطلاق النار، مما أسفر عن مقتل 13 فلسطينيا على الأقل وإصابة عشرات آخرين قبل أن يبدأ تنفيذ الاتفاق بالفعل الساعة 0915 بتوقيت جرينتش.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف بالطيران والمدفعية “أهدافا إرهابية”.
وحملت إسرائيل حماس مسؤولية تأخير بدء تنفيذ الاتفاق قائلة إن الحركة لم تقدم قائمة بأسماء الرهائن النساء الثلاث المقرر إطلاق سراحهن في اليوم الأول بموجب الاتفاق.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر للصحفيين بعد وقت قصير من بدء سريان وقف إطلاق النار “كان يتعين على حماس أن تقدم أمس أسماء الرهائن اللاتي سيتم إطلاق سراحهن اليوم… تسلمنا القائمة بعد الموعد المحدد بأكثر من 18 ساعة”.
وعزت حماس التأخير إلى أسباب “فنية ميدانية”، دون تحديد ما هي تلك الأسباب.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على الأمر، تحدث شريطة عدم نشر اسمه، إن التأخير حدث نتيجة استمرار الضربات الجوية والبرية الإسرائيلية حتى حلول موعد التنفيذ والذي جعل من الصعب إرسال القائمة إلى الوسطاء.
وبعد مرور ساعتين على الموعد المحدد في الأصل لتنفيذ وقف إطلاق النار، أعلنت حماس أنها أرسلت القائمة، وأكد مسؤولون إسرائيليون تسلمها. وقالت حماس في بيان إن الرهائن الإسرائيليات الثلاث اللاتي سيتم إطلاق سراحهن يوم الأحد هن رومي جونين وإميلي دماري ودورون شطنبر خير.
ولم تؤكد إسرائيل بعد أسماء الرهائن.
ومن شأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره أن يمهد الطريق أمام نهاية محتملة للحرب التي اندلعت منذ 15 شهرا وقلبت الشرق الأوسط رأسا على عقب.
وأدت الحرب أيضا إلى مواجهة على مستوى الشرق الأوسط بين إسرائيل وعدوها اللدود إيران، التي تدعم حماس وغيرها من الجماعات المسلحة المناهضة لإسرائيل وللولايات المتحدة.
واندلعت الحرب بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على جنوب إسرائيل والذي تقول الإحصاءات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واقتياد أكثر من 250 رهينة إلى قطاع غزة. وتم إطلاق سراح معظم الرهائن أو لقوا حتفهم منذ ذلك الحين.
وقُتل أكثر من 400 جندي إسرائيلي في القتال في غزة.
ووفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة، أدت الحملة الإسرائيلية إلى مقتل ما يقرب من 47 ألف فلسطيني.
ويشمل هذا العدد آلاف من مقاتلي حماس وكبار القادة العسكريين للحركة، لكن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يقول إن معظم القتلى الذين تحقق من هوياتهم من النساء والأطفال.
ودمر الهجوم الإسرائيلي البنية التحتية للقطاع وأدى إلى نزوح جميع السكان تقريبا الذين كان عددهم يقترب من 2.3 مليون نسمة قبل الهجوم.