رويترز

reuters_tickers
من جيمس ماكنزي
القدس (رويترز) – أعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يوم الجمعة أسماء ثلاثة رهائن إسرائيليين ستطلق سراحهم يوم السبت في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين.
وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري للحركة عبر تيليجرام إن الرهائن هم عوفر كالدرون وكيث شمونسل سيجال وياردن بيباس.
وياردن بيباس هو والد الرضيع كفير الذي كان يبلغ من العمر تسعة أشهر فقط عندما اختطف، وأرييل الذي كان يبلغ من العمر أربع سنوات وقت هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
ولم يتم التطرق إلى مصير كفير وأرييل أو والدتهما شيري التي اختطفت في نفس الوقت. وقالت حماس في أواخر عام 2023 إنهم قتلوا في قصف إسرائيلي في الأشهر الأولى من حرب غزة.
وبدأ تداول مقطع فيديو بعد وقت قصير من اختطافهم يظهرون فيه وهم يتعرضون للأسر. وظهرت في المقطع شيري وهي مذعورة وتمسك بأطفالها الصغار ملفوفين بغطاء خلال أسرهم وهم محاطون بمسلحين.
واختطف الأب ياردن، الذي كان يبلغ من العمر 34 عاما وقت الهجوم، وجرى تداول مقطع فيديو يظهر فيه وهو ينزف جراء إصابة في الرأس تعرض لها نتيجة ضربات بمطرقة.
وظهر الإسرائيلي الأمريكي كيث سيجال، الذي اختطف مع زوجته أفيفا، في مقطع فيديو نشرته حماس العام الماضي. وأطلق سراح زوجته في العملية الأولى لمبادلة رهائن مقابل سجناء في نوفمبر تشرين الثاني 2023.
كما جرى الإفراج عن ابني كالدرون، إيريز وساهر اللذين اختطفا معه، في عملية التبادل الأولى. وذكرت عائلة كالدرون الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية أنها تنتظر “بسعادة غامرة ممزوجة بألم شديد” إطلاق سراحه.
وأطلقت حماس يوم الخميس سراح ثلاثة رهائن إسرائيليين وخمسة تايلانديين في غزة بينما أفرجت إسرائيل عن 110 من المعتقلين الفلسطينيين بعد تأخيرها للعملية تعبيرا عن الغضب إزاء مشاهد الحشود الغفيرة في إحدى نقاط تسليم الرهائن.
ورحب البيت الأبيض بإطلاق سراح الرهائن وقال إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما زال ملتزما بإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين.
وبموجب اتفاق غزة الذي أنهى قتالا استمر أكثر من 15 شهرا، سيتم إطلاق سراح 33 رهينة محتجزين لدى مسلحين فلسطينيين في غزة خلال الأسابيع الستة الأولى من وقف إطلاق النار في مقابل المئات من المعتقلين الفلسطينيين الذين يقضي كثير منهم أحكاما بالسجن المؤبد في إسرائيل.
وجرى حتى الآن إطلاق سراح 15 رهينة، بينهم خمسة عمال تايلانديين، وأبلغت حماس إسرائيل بأن ثمانية من بين الرهائن الثلاثة وثلاثين لقوا حتفهم. وسلمت إسرائيل أكثر من 400 سجين ومعتقل فلسطيني، وذكر مكتب إعلام الأسرى التابع لحماس أنه سيتم نقل 72 فلسطينيا يقضون أحكاما طويلة و111 معتقلا من غزة يوم السبت.
وسمح وقف إطلاق النار بزيادة تدفق المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة الذين يعانون من نقص حاد في الإمدادات، ومن المزمع سفر عدد من الفلسطينيين، من الجرحى المدنيين والمسلحين، إلى مصر يوم السبت من خلال معبر رفح لأول مرة منذ إعادة فتحه.
وقالت جولييت توما مديرة التواصل والإعلام في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن مصير وقف إطلاق النار الهش سيصبح في خطر إذا لم تسمح إسرائيل بمواصلة العمليات في قطاع غزة.
وأضافت في إفادة في جنيف أن عمل الوكالة في غزة ومناطق أخرى مستمر على الرغم من حظر إسرائيلي من المفترض أنه دخل حيز التنفيذ في 30 يناير كانون الثاني.
* سجناء فلسطينيون بينهم قصّر
اتسمت عملية إطلاق سراح الرهائن في غزة يوم الخميس بمشاهد فوضوية دفعت إسرائيل إلى تحذير الوسطاء من أنها لن تقبل أي مخاطرة قد يتعرض لها الرهائن. واتهمت حماس إسرائيل بارتكاب انتهاكات، بما في ذلك إطلاق قواتها النار ومنع وصول الخيام والمعدات الثقيلة.
ومن بين السجناء الفلسطينيين 30 قاصرا وبعض المدانين من عناصر الفصائل الفلسطينية المسؤولة عن هجمات تسببت في مقتل العشرات في إسرائيل.
وتقول إسرائيل إن حماس قتلت نحو 1200 شخص واختطفت أكثر من 250 رهينة في هجومها الذي أسقط أكبر عدد من القتلى اليهود في يوم واحد منذ المحرقة النازية (الهولوكوست).
وردت إسرائيل بعملية عسكرية تقول وزارة الصحة الفلسطينية إنها أدت إلى مقتل أكثر من 47 ألف فلسطيني، كما أدت إلى تدمير القطاع الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة يواجهون نقصا حادا في الدواء والوقود والغذاء.
وأطلق سراح نحو نصف الرهائن في نوفمبر تشرين الثاني 2023 خلال الهدنة الوحيدة السابقة في الحرب، وتم استعادة آخرين قتلى أو أحياء خلال الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة.
ومن المقرر أن تبدأ محادثات أخرى بشأن تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق بحلول الرابع من فبراير شباط، والتي تهدف إلى تمهيد الطريق لإطلاق سراح أكثر من 60 رهينة، بينهم إسرائيليون ذكور في سن الخدمة العسكرية، والانسحاب العسكري الإسرائيلي الكامل من غزة.
ونجاح المرحلة الثانية قد يضع نهاية رسمية للحرب ويمثل بداية لمحادثات بشأن التحدي الهائل لإعادة إعمار قطاع غزة.