السلطنة اليوم – مسقط
تعقد منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بالتعاون مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ورشة العمل الوطنية للتدريب على مؤشر الأمن البيولوجي المتكامل لمنظمة الأغذية والزراعة، بمشاركة كبار المسؤولين من أبرز الجهات المعنية بالصحة الزراعية والحيوانية والسمكية والبيئية في سلطنة عمان، بهدف تعزيز إطار الأمن البيولوجي في السلطنة. وستنطلق الورشة، التي تستمر لمدة ثلاثة أيام، في 24 فبراير، لتتناول مؤشر الفاو المتكامل للأمن البيولوجي، وهي مبادرة جديدة في إطار التعاون المشترك بين السلطنة والمنظمة.
في ظل الضغوط المتزايدة من التجارة العالمية، وتغير المناخ، والتهديدات البيولوجية الناشئة التي تؤثر على الأطر الأمنية البيولوجية على مستوى العالم، تتبنى سلطنة عمان نهجًا استباقيًا للتصدي لهذه التحديات. حيث تقدم الورشة للمشاركين أداة التقييم الذاتية التي طورتها الفاو، والتي تهدف إلى مساعدة الدول في مراقبة المخاطر البيولوجية، وتطوير الأنظمة التنظيمية، وتعزيز استراتيجيات الاستجابة المنسقة.
وتعد السلطنة أول دولة يتم فيها التدريب على النسخة الجديدة من هذه الأداة، مما يعكس التزامها بتبني أحدث الممارسات العالمية في هذا المجال.
ويعد مؤشر الأمن البيولوجي المتكامل (IBI) أداة تساعد الدول على حماية صحة الناس والحيوانات والنباتات من المخاطر التي قد تسببها الأمراض أو الكائنات الضارة. يهدف هذا المؤشر إلى معرفة مدى قوة النظام الذي يحمي الزراعة والغذاء والبيئة، ويساعد في تحسينه ليصبح أكثر أمانًا وفعالية.
ويعمل من خلال جمع المعلومات حول مختلف المجالات، مثل صحة النباتات والحيوانات وسلامة الغذاء، ثم يقوم الخبراء بتحليلها لمعرفة مواطن القوة و الثغرات في منظومة الأمن البيولوجي.
وبناءً على هذه النتائج، يتم وضع خطط لتطوير القوانين والإجراءات بما يتناسب مع كل دولة لمواجهة أي مخاطر بيولوجية في المستقبل.
على مدار ثلاثة أيام، سيشارك المسؤولون الحكوميون والخبراء الفنيون في تدريب معمق على كيفية استخدام هذه الأداة، بما يتيح لهم التعرف على الثغرات في الأمن البيولوجي وتنفيذ تحسينات مستندة إلى الأدلة. ومن بين النتائج الأساسية للورشة، سيتم تشكيل لجنة وطنية من المتخصصين في الأمن البيولوجي، والتي ستلعب دورًا محوريًا في تطوير السياسات وخطط العمل المستقبلية التي تتماشى مع رؤية سلطنة عمان 2040.
تأتي سلطنة عمان في مقدمة الدول التي اعتمدت هذا الإطار، حيث تنضم إلى دول مثل البحرين وإثيوبيا والفلبين، التي قامت بتجربة أو بصدد تطبيق إطار عمل الأمن البيولوجي.
ومن خلال كونها من الأوائل في تطبيق هذا النظام، تضع سلطنة عمان نفسها في موقع القيادة الإقليمية في مجال إدارة المخاطر البيولوجية وتعزيز التنسيق بين القطاعات المختلفة.تعكس هذه الورشة التزام منظمة الفاو المستمر بتعزيز الأمن البيولوجي على المستوى العالمي، وذلك في إطار احتفالاتها بمرور 80 عامًا على تأسيسها هذا العام.
فمنذ انطلاقتها، كانت الفاو ركيزة أساسية في الجهود الدولية لمكافحة الجوع، وتحسين التغذية، وتعزيز النظم الزراعية. وتمثل هذه المبادرة في سلطنة عمان استمرارًا لدور المنظمة في دعم الدول لحماية إمداداتها الغذائية، وصون بيئاتها، وتعزيز قدرتها على مواجهة التهديدات الناشئة.