رويترز

reuters_tickers
من ميشيل نيكولز ونفيسة الطاهر
الأمم المتحدة/القاهرة (رويترز) – أوقف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة توزيع المساعدات الغذائية في مخيم للنازحين في شمال دارفور بالسودان مؤقتا بسبب تصاعد العنف، وحذر من أن آلاف الأسر قد تواجه مجاعة في الأسابيع المقبلة.
وتأتي الخطوة بعد يومين من تعليق منظمة أطباء بلا حدود أنشطتها في مخيم زمزم حيث شنت قوات الدعم السريع شبه العسكرية عدة هجمات في سعيها للإطاحة بالجيش السوداني والقوات المتحالفة معه.
وقال لوران بوكيرا المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في شرق أفريقيا “آلاف الأسر في زمزم قد تواجه مجاعة في الأسابيع المقبلة إن لم تتلق مساعدات عاجلة”.
وأضاف “علينا استئناف تسليم المساعدات المنقذة للحياة في زمزم ومحيطه على نحو آمن وسريع وعلى نطاق واسع. ولتحقيق ذلك لا بد من وقف القتال، ومنح المنظمات الإنسانية ضمانات أمنية”.
اندلعت الحرب في أبريل نيسان 2023 وسط صراع على السلطة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع قبل عملية انتقال إلى حكم مدني، مما أدى إلى أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم.
وقالت مسؤولة المساعدات في الأمم المتحدة إيديم وسورنو لمجلس الأمن يوم الأربعاء إن صور أقمار صناعية أكدت استخدام أسلحة ثقيلة في مخيم زمزم ومحيطه في الأسابيع القليلة الماضية، وتدمير السوق الرئيسية بداخله.
وأضافت في حديثها للمجلس “لم يتمكن المدنيون الخائفون، ومن بينهم العاملون في المجال الإنساني، من مغادرة المنطقة حينما اشتد القتال. قُتل العديد منهم، بما في ذلك عاملان في المجال الإنساني على الأقل”.
* وصول المساعدات
أكدت لجنة عالمية من خبراء في الأمن الغذائي وقوع مجاعة في مخيم زمزم في أغسطس آب.
ومنذ ذلك الحين، قال برنامج الأغذية العالمي إنه لم يتمكن سوى من إدخال قافلة مساعدات واحدة إلى المخيم رغم محاولات متكررة، مشيرا إلى “حالة الطرق السيئة خلال موسم الأمطار وعرقلة متعمدة من قوات الدعم السريع” والقتال على امتداد الطريق بين قوات الدعم السريع وتلك التابعة للجيش السوداني.
وأوضح برنامج الأغذية أن إغلاق معبر أدري على الحدود بين دارفور السودانية وتشاد في النصف الأول من 2024 منعه أيضا من تخزين الغذاء في مخيم زمزم للتأكد من استمرار الإمدادات في وقت لاحق من العام.
وقالت وسورنو لمجلس الأمن “تسبب الصراع المستمر في السودان لما يقرب من عامين في معاناة هائلة وحول أجزاء من البلاد إلى جحيم”.
وأضافت أن أكثر من 12 مليون شخص نزحوا وأن نصف السكان، أو ما يعادل 24.6 مليون نسمة، يعانون من الجوع الحاد.
وقالت “نحن بحاجة إلى تنفيذ حقيقي للالتزامات المتكررة لتسهيل الإغاثة الإنسانية وتمكينها من الوصول دون عوائق أو قيود إلى المدنيين المحتاجين”.
واستخدمت روسيا الداعمة للحكومة السودانية في نوفمبر تشرين الثاني حق النقض ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو الأطراف المتحاربة في السودان إلى وقف القتال وضمان تسليم المساعدات الإنسانية.