واشنطن في 12 مارس / العُمانية / كشفت دراسة أمريكية جديدة أن تغيّر
المناخ لا يؤثر فقط على محيطات الأرض وحيواناتها وزراعتها، بل قد يمتد تأثيره إلى
الفضاء المحيط بالكوكب.
ووفقًا للدراسة التي نشرت في مجلة
Nature Sustainability، فإن انبعاثات غازات
الدفيئة تتسبب في تبريد وانكماش الطبقات العليا من الغلاف الجوي، ما يقلل من
قدرتها على استيعاب الأقمار الصناعية ويزيد من خطر الاصطدامات الفضائية.
وتوقّع علماء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا انخفاضًا صادمًا في قدرة
المدار الأرضي المنخفض على استيعاب الأقمار الصناعية من خلال استخدامهم محاكاة
لانبعاثات الكربون طوال القرن الحالي.
وخلص الفريق العلمي إلى أن الاحترار العالمي الناجم عن حرق الفحم
والنفط والغاز قد يقلل من المساحة المتاحة للأقمار الصناعية في المدار الأرضي
المنخفض بنسبة تتراوح بين 50 إلى 66% بسبب تأثيرات غازات الدفيئة بحلول عام
2100.
وقال وليام باركر، من قسم الملاحة الجوية والفضائية بمعهد ماساتشوستس،
إنّ غازات الدفيئة تعمل مثل بطانية، وتعزل سطح الأرض وتعيد الحرارة إلى الأرض، ما
يؤدي إلى تسخين الطبقة السفلى من الغلاف الجوي (التروبوسفير)، لكن هذا الاحتباس
الحراري يعني وصول حرارة أقل إلى الطبقات العليا، ما يتسبب في تبريدها وانكماشها.
وأضاف: “الغلاف الحراري الذي تدور فيه محطة الفضاء الدولية ومعظم
الأقمار الصناعية، يؤدي دورًا حاسمًا في إبطاء الحطام الفضائي وإزالته تدريجيًا من
المدار، ولكن مع انكماش الغلاف الجوي، يبقى الحطام في الفضاء لفترة أطول، ما يزيد
من خطر حدوث سلسلة من الاصطدامات”.
وفي الوقت الحالي، يوجد أكثر من 10 آلاف قمر صناعي في المدار الأرضي
المنخفض، ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد مع نمو صناعة الفضاء وبالتالي زيادة
الانبعاثات التي ستؤثر على الفضاء المحيط بالكوكب وارتفاع احتمالات
الاصطدام بين المركبات الفضائية، وتقليل عدد الأقمار الصناعية التي يمكن تشغيلها
بأمان في نفس المنطقة المدارية.
وحذّرت الدراسة من أن تجاوز القدرة الاستيعابية للمدار في منطقة معينة
قد يؤدي إلى عدم استقرار متسارع، إذ تتسبب سلسلة من الاصطدامات في تكوين كمية
هائلة من الحطام، ما يجعل المنطقة غير صالحة لتشغيل الأقمار الصناعية.
وأكد العلماء على ضرورة اتخاذ إجراءات استباقية بما في ذلك
تحسين قرارات إطلاق الأقمار الصناعية وتعزيز الجهود الدولية لتقليل الانبعاثات
الغازات الدفيئة وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، واتخاذ قرارات حكيمة لضمان استدامة
الفضاء للأجيال القادمة.
/العُمانية/
مصعب
Source link