السلطنة اليوم – عادل بن رمضان مستهيل
شهدت النسخة الثالثة من موسم اللبان في صلالة مشاركة واسعة ومتميزة من رواد الأعمال العمانيين الذين قدموا تجارب رائدة في تطوير منتجات اللبان العماني وتحويله إلى صناعات مبتكرة تضاهي المعايير العالمية، مؤكدين على أهمية الاستثمار في هذا المورد الطبيعي الذي يُعَد جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي والاقتصادي للسلطنة.
محمد الشنفري: تطوير منتجات عالمية من اللبان
من بين هؤلاء الرواد، برز رائد الأعمال محمد سعيد مرعي الشنفري، مؤسس شركة “منتجات الإضافة الطبيعية”، الذي سلط الضوء على نجاح شركته منذ تأسيسها في عام 2019. قال الشنفري:
“نحن متخصصون في مستخلصات اللبان الرئيسية وصناعات تحويلية مبتكرة. قمنا بتطوير منتجات عالمية من اللبان، مثل الزيوت الأساسية ومستحضرات التجميل، وأدخلنا اللبان إلى مجال الصناعات الغذائية عام 2024، مثل قهوة اللبان العثمانية التي تعد بديلاً مبتكراً للقهوة التقليدية. كما نعمل على تسويق عسل زهور اللبان والمستخلصات الخام إلى الأسواق العالمية.”
وأكد الشنفري أن منتجات الشركة تتنوع بين مستخلصات زيت اللبان الأساسي والصابون الطبيعي المصنوع من اللبان وزيوت أخرى، مشيراً إلى التزام الشركة بأعلى المواصفات العالمية، مما يسهم في تعزيز مكانة السلطنة على الخارطة العالمية للصناعات الحرفية.
محمد باتميرا: استثمار اللبان كجواز عبور للمنتجات العمانية
من جانبه، تحدث رائد الأعمال محمد عبدالله باتميرا، مؤسس شركة “ستونت 1840″، عن رؤية شركته التي استوحت اسمها من السفينة العمانية “السلطانة” التي أبحرت إلى نيويورك عام 1840. أوضح باتميرا:
“نحن متخصصون في تقديم هدايا متنوعة من منتجات اللبان العماني بالتعاون مع مؤسسات صغيرة ومتوسطة. من أبرز منتجاتنا شاي بنكهة اللبان، الذي يمثل استثماراً في هذا الموروث العريق كصناعة تحويلية، ليصبح اللبان جواز عبور للمنتجات العمانية حول العالم.”
وأضاف: “مشاركتنا في موسم اللبان للسنة الثالثة على التوالي تؤكد أهمية هذا المهرجان في إبراز منتجات اللبان العمانية وتعزيز التعاون بين رواد الأعمال. نؤمن بأن اللبان هو هوية ثقافية واقتصادية تستحق الاستثمار.”
إبداعات في منتجات الصحة والجمال
كما برزت شركة “لبان” كواحدة من الشركات الرائدة في قطاع الصحة والجمال منذ انطلاقها عام 2008. تحدث خليل العميري، ممثل الشركة، عن فلسفتها قائلاً:
“نحن متخصصون في تقديم منتجات قائمة على اللبان الخالص، المعروف بفوائده المذهلة. منتجاتنا، مثل السيروم المغذي للبشرة، تعمل على تحسين مظهر البشرة، تخفيف حب الشباب والبقع السوداء، بالإضافة إلى تعزيز صحة الجلد.”
وأشار إلى توسع الشركة محلياً وخليجياً، حيث تمكنت من توسيع انتشارها عبر الصيدليات والفنادق الكبرى والمطارات، ووصلت منتجاتها إلى الكويت والمملكة العربية السعودية، مؤكداً على التزام الشركة بالجودة والابتكار.
رائد الأعمال طارق حاردان، أحد المشاركين في المهرجان، تحدث عن مشروعه المتخصص في مشتقات اللبان. فقال طارق:
“نحن في مجال تصنيع منتجات اللبان مثل زيت اللبان، ماء اللبان، التونر، اللوشن، وعطور اللبان. عملنا يمتد لأكثر من خمس سنوات، ونحرص على تصدير منتجاتنا للأسواق المحلية والدولية. نهدف إلى تقديم اللبان كمادة فريدة تعكس التراث العماني وتعزز حضوره على الساحة العالمية.”
رائدات أعمال يضفن لمسة إبداعية على منتجات اللبان
شهد الموسم أيضاً مشاركة متميزة من رائدات أعمال، منهن إيمان الراشدي التي قدمت مشروعها الفريد لتطوير البخور الظفاري. قالت إيمان الراشدي:
“مشروعي يركز على تحويل البخور إلى تحف فنية مبتكرة تجمع بين الأصالة والجمال. أبرز منتجاتي تشمل بخوراً بطول نصف متر يتعطر كل ثلاثة أشهر، وعود الراشدية، بالإضافة إلى منتجات كـ’أنفاس كروت’ التي تأتي بأشكال ورود وعلامات تجارية. كما قدمت الدخون الكريمي، وهو منتج متعدد الاستخدامات حصلت من خلاله على براءة اختراع.”
كما تحدثت رائدة الأعمال شيماء الراعي عن تجربتها في صناعة منتجات العطور والمستحضرات الصحية من اللبان العماني، قائلة:
“بدأت رحلتي منذ 9 سنوات لتطوير منتجات تعتمد على زيوت اللبان العطرية وخصائصه العلاجية. أعمل على تقديم منتجات طبيعية تشمل العطور، الكريمات، والصابون، التي تعكس التراث العماني وتواكب احتياجات الأسواق الحديثة.”
موسم اللبان: منصة للابتكار والتعاون
يُعد موسم اللبان منصة فريدة تجمع بين التاريخ والابتكار، حيث يساهم في تسليط الضوء على الإمكانيات الاقتصادية والثقافية لمنتجات اللبان العماني. وأكد المشاركون أن اللبان هو هوية ثقافية واقتصادية تستحق الاستثمار، وأن الموسم يمثل فرصة لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين رواد الأعمال، مما يسهم في تعزيز مكانة السلطنة على الخارطة العالمية.