رويترز
من نضال المغربي ومحمود عيسى وداود أبو الكاس
القاهرة (رويترز) – أعد فلسطينيون في شمال قطاع غزة مخيمات للأسر النازحة يوم الخميس قبل عودتهم المتوقعة بعد يومين لمناطق كانت فيها منازلهم وفقا للجدول الزمني لاتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وفي منطقة مفتوحة محيطة ببنايات تم تفجيرها، بدأت مجموعة من الرجال في نصب خيام بيضاء في صفوف لتستقبل الأسر التي تعتزم العودة للشمال يوم السبت عندما تفرج حركة حماس عن المجموعة الثانية من الرهائن مقابل إطلاق سراح العشرات من الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
ومن المتوقع أن يعود مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة لمنازل تحولت إلى أطلال بعد الحملة العسكرية الإسرائيلية التي استمرت 15 شهرا وحولت أغلب القطاع إلى أنقاض وقتلت أكثر من 47 ألفا من سكانه.
وفي أكتوبر تشرين الأول، عادت القوات الإسرائيلية بريا إلى مناطق في الشمال في عملية كبرى ضد عناصر حماس ركزت على مخيم جباليا للاجئين قرب مدينة غزة وبيت حانون وبيت لاهيا وأخلت مناطق كاملة من سكانها وهدمت أغلب البنايات.
تساءل وائل جندية وهو يجهز خيمة لأبنائه الذين سيعودون من منطقة المواصي الساحلية التي لجأوا إليها في الجنوب كيف ستكفيهم مساحات تلك الخيام “هاي الخيمة اللي بنحلم فيها؟ هتكفي 8 أنفار 10 أنفار. هذا لولادنا من الجنوب… هاي مساحة هادي؟”
وتابع قائلا لرويترز “المفروض مساحة أكبر من هيك… طب يوم السبت هييجوا من الجنوب هيغمروا غزة كلها. وين هيروحوا؟ هذا المخيم كام نفر بده ياخد؟ ميه متين؟ طب والباقي. مليون ونص إحنا جايين من الجنوب”.
وشنت إسرائيل حملتها العسكرية على قطاع غزة بعد أن اقتحم مسلحون من حركة حماس الحدود في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023. وتقول إحصاءات إسرائيلية إن ذلك الهجوم أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
ونشرت حماس بيانا يوم الخميس تقول إن عودة الأسر النازحة ستبدأ بعد استكمال التبادل يوم السبت وبمجرد انسحاب القوات الإسرائيلية من الطريق الساحلي إلى الشمال ومن المتوقع تسليم أربعة رهائن على الأقل لإسرائيل يوم السبت.
وجاء في بيان حماس “من المقرر في اليوم السابع للاتفاق (25 يناير 2025) وبعد انتهاء عملية تبادل الأسرى يومها، وإتمام الاحتلال انسحابه من محور شارع الرشيد ’البحر’… سيسمح للنازحين داخليا المشاة بالعودة شمال دون حمل السلاح ودون تفتيش عبر شارع الرشيد، مع حرية التنقل بين جنوب قطاع غزة وشماله”.
وأضاف البيان “سيتم السماح للمركبات (على اختلاف أنواعها) بالعودة شمال محور نتساريم بعد فحص المركبات”.
وبما يسلط الضوء على المخاوف التي لدى الكثير من الفلسطينيين بشأن مدى متانة اتفاق وقف إطلاق النار المرحلي، قال الدفاع المدني في قطاع غزة إن قصفا من دبابة إسرائيلية تسبب في مقتل اثنين من السكان في رفح جنوب القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن جنوده أطلقوا النار باتجاه شخص مسلح في رفح، لكنه لم يحدد ما إذا كان قد أصيب أم لا. وأفاد الجيش بإطلاق النار باتجاه أفراد في أماكن أخرى في غزة، لكنه لم يؤكد إصابة أو قتل أحد.